الجمعة، 19 أبريل 2019

دعوة للحياة ... د.سليم أحمد حسن

دعـــــــوة للـحيـــــاة.. [ 2 ]
د. سليم أحمد حسن ـ الأردن
********
ـ  هـدف الدراسـة:
دراســـــة ثقـافـية فكـرية حيـاتية. تـرسم الطـريق                                                    إلى حياة كلها أمـل، وحبٌ، وخير وإخـاء وسعادة،                                                      لا يأس ولا إحبـاط، ولا قلق وتوتر ومعاناة. 
******************
بكل الثقة والموضوعية والأمل ، واجه نفسك بهذه الأسئلة :

ـ  هل أميل إلى إقصاء الحاضر لأفكر بالمستقبل                                       
ـ  هل أتحسر اليوم بمرارة على ما انقضى أمس ، مع أني لا أملك تغييره !           
ـ  هل أفيق من نومي وأنا عازم [ على أن أتمسك باليوم ، فآخذ من الحياة فيه       
 قدر ما أستطيع ؟  ]
ـ  متى أبدأ بتطبيق الحكمة [ لن أستطيع تغيير ما مضى ، ولست الان قادرا   على أن أعلم ما سيجيء ، فلماذا أندم أو أقلق ؟ !  ] 

إن جميع الناس ينشدون العلاج حين يعضهم الألم ، لكن الأفضل من ذلك أن يفتشوا عما يمنع وقوع الألم قبل أن يدهمهم ، إذن .. إذا ساورك الألم ، انطلق من أسوأ الظروف ، ووطد العزم على تقبل أسوأ النتائج ، وحينئذ تتحرر طاقتك المكبوتة التي كان يشلها القلق ، وتشعربشيء من الحياة الجديدة يدب في جسدك وعقلك على السواء .
ولنذكر هنا قصة ذلك الرجل الذي كان يعمل في شركة ، وكان يعاني من قرحة في الإثني عشر ، تقيحت وتورمت ، حتى أشار عليه الأطباء بكتابة وصيته ، وطلبوا إليه أن لا يقلق أو ينزعج من شيء . فترك الرجل وظيفته ، وقبع في البيت ينتظر الموت بين لحظة وأخرى .. وفجأة اتخذ قرارا خطيرا وغريبا ، فقال : ما دمت سأعيش أمدا قصيرا ، فلماذا لا أقوم برحلة أخيرة قبل أن ينتهي بي العمر ؟! نظم الرجل وصيته ، وصّفى علاقاته مع الآخرين وسافر على باخرة جميلة ، وكان يصحبه في رحلته تابوت فاخر أنفق عليه كثيرا . كان الركاب يسخرون منه ولكنه لم يكن يبالي ، وعلى عكس وصية الأطباء ، كان يفعل ويأكل كل ما يشتهي ويرقص وينط ويلعب ويغني كالأطفال ولسان حاله يقول: هذه آخر فرصة لي ، فلأتمتع بغير حدود .. وطاف في رحلته بلدانا كثيرة ، وتمتع في مماته على رأي الأطباء أكثر مما فعل في حياته كلها ، وأخيرا عاد إلى بلده سليما معافى ، واستعاد وظيفته السابقة . فماذا لو استسلم للقلق ؟ لقد آثر الحياة فجادت له الحياة .

إذن .. إذا كنت تعاني من مشكلة تبعث على القلق ، إسأ ل نفسك :
• ما هو أسوأ احتمال قد أواجهه ؟
• وطد العزم على تقبل ذلك الاحتمال .
• اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه .
ولنعد إلى قول [ أفلاطون ، حكيم اليونان ] ، " إن الأطباء يحاولون معالجة الجسد دون العقل، وهذا أكبر أخطائهم، لأن العقل والجسد وجهان لذات واحدة"
وفي ذلك يقول أحد علماء النفس :  إذا غفر الله للإنسان أخطاءه ، فإن جهازه العصبي لا يغفرها له أبدا  . وعليه فإن الذين يستطيعون ضبط  أنفسهم وأعصابهم ، وهم يعيشون في ضجيج وصخب ، بعيدون كل البعد عن القلق ، ومن ثم عن الأمراض العصبية والانهيارات هم الذين يعيشون طويلا .. وعليك أن تتذكر دائما " ما يأخذه القلق من وقتك وصحتك وفلوسك . واعلم أن الذين يستسلمون للقلق يموتون باكرا .
*********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...