الاثنين، 29 أبريل 2019

أريد ابنًا ... بقلم الأديب يحيى القضاة

أريد ابناً

وع... وع.
  كلمات تسلّلت إلى مسامعة، لأول مرّةٍ يتوحّد الصوت مع أذنه، إنه يومٌ ليس عاديّاً، أو يظنه كذلك، لم يخب ظنّي بالداية " أم سليم" فهي سيدة مبروكة، والناس يأملون بها كل خير.
  تسمّر الوقت ولم يمض ، قلبه يكاد يقفز من بين أضلاعه، تداخلت الأفكار في رأسه ، لا يستطيع أن يقول شيئا ، ال..حم ممد لله
خنقته العبرات ، وتلاشت الكلمات.
  عادت به الذّاكرة الى سنة ونيّف مضت ، وهو ينام وزوجته يتباكيان بعد أن أخبره الطبيب : الإنجاب صعب ؛ لكن الأمل بالله ، لا تيأس !
  تساوى عنده كل شيئ ، فلا القادم محمود، ولا الذاهب أفضل منه.
  قادته قدماه وهو غارق في غياهبة الى القرية القريبة من قريتهم، يحسب ، يخطئ في العدّ، حتى كاد أن ينسى اسم زوجته.
  نعم إنه صوت الآذان، لكن ما الوقت؟ إنّه العصر فليذهب ويصلي جماعة ، توضأ ، حضر الصلاة ، بعدها، سمع الإمام يعطي موعظة عن فضل الاستغفار ، ويذكر آيات واحاديث ، ويسوق قصصاً ومعجزات عن فضل الاستغفار.
 احسّ أن الله قد ساق الإمام ليعالج حاجته، استمع إلى الموعظة بكل أحاسيسه ، ولم ينس شيئاً، ويستطيع إعادتها بل نقص.
  خرج من المسجد، أحسّ أن الأرض تُطوى تحت قدميه، ما هي الا لحظات . وصل البيت ، قال لزوجته: وجدته، وجدته، ويكررها وهو يبكي ، اخبر زوجته بكل ما سمعه ، ومن لحظتها داوما على الاستغفار والتسبيح ، أدرك أن المسجد مريح والجلوس مع المصلين ينعش حياته، لم يبخل على سائل بقضاء حاجة، أو عطاء من مال ، والتزم وزوجته الاستغفار ولم يمر ّ وقت حتى بشرته أنها حامل

يحيى القضاة الاردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...