دعـــــــــــوة للـحـيـــــــــاة.. [ 13 ]
اعداد : د. سليم أحمد حسن ـ الأردن
******************************
تتطلب الحياة أن يتخذ كل فرد قرارات مختلفة في شؤون مختلفة كل يوم ، وتختلف هذه القرارات في أهميتها وعواقبها ، فقد تكون العواقب بسيطة ، وقد تصل إلى تقرير المصير وتغيير مجرى الحياة ، وإن العجز عن اتخاذ القرار في حالة معينة أو التردد في ذلك هو السبب في حالات عديدة من الفشل . إن قوة الإبتكار تصبح عاجزة ومشلولة إن لم يصاحبها القطع برأي فالعقل الواعي حين يكون في حالة تشوش ، فإنه يعكس نفس الحال على العقل الباطن الذي يتفاعل مع هذه الحالة ويعمل أن تستمر في الحياة العادية . إن عقلك الباطن أشبه بقطعة من المغناطيس تجذب إليها الأشياء التي تتصورها ، وأنت تنزع هذه المغناطيسية عندما تعجز عن اتخاذ القرار ، أو توجيه فكرك وعقلك نحو غاية أو هدف .. ولذلك أنجز ما بدأت ، وتمم ما أخذت على عاتقك القيام به ، وليكن لديك شعور بأنك مشدود إلى الغاية التي أمامك ، ولا فرق إن واجهتك عقبات ، أو إذا كانت المهمة ميسرة ، أو حتى لديك متسع كاف من الوقت لإنجازها
إن القدرة على تحليل قيمة عمل ما لدى القيام به تحتاج لوقت طويل، وحتى تبلغ هذه القدرة ، عليك أن تثق بنفسك وبما تقدم عليه . فالثقة في النفس تمنح تفكيرك وتصرفك حيوية وفعالية، ويملأ صورك الذهنية المتعلقة بالنجاح والصحة والسعادةقوة واقتناعا، أماالشعور بالنقصفهو يدمر الحيوية تماما . ولعل الشعور بالنقص يأتي من مقرنة أنفسنا بسوانا ، فقد تعتقد أن الشخصية التي تقارن نفسك بها هي أعلى مرتبة أو مركزا أو جاها ، أو أكثر مالا ، ولكنك بالمقابل قد تكون تملك مهارة أعظم ، وقدرة على النجاح والتفوق أكبر ، ولكن عجزك عن استغلال ذلك يشعرك بالنقص والاستهانة بقيمتك الذاتية .وفي كثير من الأحيان لا يكو ن لديك ما يبررشكواك وتذمرك والتوتر الذي تبديه بالتفكير في مشاكلك ومتاعبك الحقيقية منها والخيالية ، والتي قد تضخمها أحيانا وتبالغ في أهميتها حتى أنك لا تستطيع التهرب منها .وإذا اعتقدت أن مشاكلك اليومية الشخصية هي محور الكون فأنت مخلوق تستحق الرثاء . وفي ظلمة هذا الرثاء يتولد لديك الشك والخوف ، وإن استسلمت لها ستتعثر في كل خطوة ، مع أنه بوسعك أن تنهض وتحقق ما تصبو إليه برفع أفكارك بعيدا عن نفسك ، والتوقف عن التذمر من الظروف ، والبدء باستخدامها من أجل التطور والتقدم والنجاح ، عندئذ فقط ستكتشف القوى والإمكانات المخبوءة في داخلك .
نحن نعيش اليوم في عالم مضطرب في كل شيء، وعدم استقرارنا الشخصي يزيد الطين بلة . ويوما بعد يوم نرى أنفسنامضطرين للعمل في ظروف غير ملائمة لحصر أفكارنا وصورنا الذهنية لتأمين النجاح . وحصر الفكر ضروري للعمل ولإغناء حياتنا من الداخل . وإن الفكر البشري إذا ما حصر كليا بموضوع ما ، فإنه يتكشف عن فعالية لا تضاهى ، فحيت سئل " غوته " مرة كيف انتج كل تلك الروائع الأدبية ، اجاب بهدوء " الأمر بسيط جدا لقد شمرت عن ساعدي . " وهكذا إذا أردت أن تتعلم كيف تحصر فكرك ، تعلم كيف تستغرق في عملك مهما كان عاديا وبعيدا عن كل إغراء . ولنتذكر دائما " أن نحيا الدقيقة التي نحن فيها ، أن نعمل عملا واحدا ، وهذا هو التصرف الفكري الذي يجب أن نكتسبه ، وبدونه نفسد أعمالنا وأوقات فراغنا ومتعنا .
إن المشكلات الصغيرة ، والأزمات العادية في حياتنا اليومية هي التي يجب أن تقلقنا ، فهي الأحداث التي تجعلنا نبدو أقل مستوى في عيون الاخرين من طريقة معالجتنا لها معالجة سيئة ، وغالبا ما نقول تحت ضغط الظروف أشياء تختلف عما نقصد وننوي ، ثم نندم على ذلك فيما بعد .
لذا علينا أن نسيطر على أنفسنا وهدوء أعصابنا في اللحظات الدقيقة والحرجة للتخفيف من خطورة هذه الحالات والتوتر الزائد الذي يصاحبها . وعليك أن تلجأ للمرح للتخفيف من النتوتر وتحطيمه ، وتتذكر دائما أ، الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير مما هو عليه الآن ، وتمهل ولا تتسرع تحت ضغط الظروف ، فالتمهل يجنبك التوتر وارتكاب الحماقات وقد يذكرك بشيء قد ينقذ الموقف . ولا تحاول فرض وجهة نظرك لترضي نفسك عبر انتصار رأيك أو إرادتك ، فقد يخلق ذلك مشكلات لا نهاية لها ، وحول دائما أن تفهم الأسباب الحقيقية قبل الجواب أوأتخاذ القرار ، وكن صريحا مع نفسك فإذا تولاك القلق أو الخوف والتوتر في موقف ما فاعترف بذلك ، وسرعان ما تشعر بالراحة . وكن دائما مستعدا وبعيد النظر ، ورابط الجأش ، فذلك يؤثر في الصحة والنجاح والتفوق والإنسجام ، والترب على الصراحة ، واللجوء إلى المرح والهدوء والاسترخاء ، وتفهم الآخرين ومواقفهم .. وبذلك تحقق ذاتك وتترب من سكون البال عندما يعمل العقل والروح معا ، - وهذه الحالة إن لم تكن السعادة والنجاح ، فهي بلا ريب أقرب جاراتها - وفكر في أن الطمأنينة والهدوء والاسترخاء تجعلك تتمتع بإجازة فكرية ، وبالانتقال إلى مكان يسيطر عليه الهدوء والسلام - ففي الهدوء والإيمان تكون قوتك -
*******************************************************************
اعداد : د. سليم أحمد حسن ـ الأردن
******************************
تتطلب الحياة أن يتخذ كل فرد قرارات مختلفة في شؤون مختلفة كل يوم ، وتختلف هذه القرارات في أهميتها وعواقبها ، فقد تكون العواقب بسيطة ، وقد تصل إلى تقرير المصير وتغيير مجرى الحياة ، وإن العجز عن اتخاذ القرار في حالة معينة أو التردد في ذلك هو السبب في حالات عديدة من الفشل . إن قوة الإبتكار تصبح عاجزة ومشلولة إن لم يصاحبها القطع برأي فالعقل الواعي حين يكون في حالة تشوش ، فإنه يعكس نفس الحال على العقل الباطن الذي يتفاعل مع هذه الحالة ويعمل أن تستمر في الحياة العادية . إن عقلك الباطن أشبه بقطعة من المغناطيس تجذب إليها الأشياء التي تتصورها ، وأنت تنزع هذه المغناطيسية عندما تعجز عن اتخاذ القرار ، أو توجيه فكرك وعقلك نحو غاية أو هدف .. ولذلك أنجز ما بدأت ، وتمم ما أخذت على عاتقك القيام به ، وليكن لديك شعور بأنك مشدود إلى الغاية التي أمامك ، ولا فرق إن واجهتك عقبات ، أو إذا كانت المهمة ميسرة ، أو حتى لديك متسع كاف من الوقت لإنجازها
إن القدرة على تحليل قيمة عمل ما لدى القيام به تحتاج لوقت طويل، وحتى تبلغ هذه القدرة ، عليك أن تثق بنفسك وبما تقدم عليه . فالثقة في النفس تمنح تفكيرك وتصرفك حيوية وفعالية، ويملأ صورك الذهنية المتعلقة بالنجاح والصحة والسعادةقوة واقتناعا، أماالشعور بالنقصفهو يدمر الحيوية تماما . ولعل الشعور بالنقص يأتي من مقرنة أنفسنا بسوانا ، فقد تعتقد أن الشخصية التي تقارن نفسك بها هي أعلى مرتبة أو مركزا أو جاها ، أو أكثر مالا ، ولكنك بالمقابل قد تكون تملك مهارة أعظم ، وقدرة على النجاح والتفوق أكبر ، ولكن عجزك عن استغلال ذلك يشعرك بالنقص والاستهانة بقيمتك الذاتية .وفي كثير من الأحيان لا يكو ن لديك ما يبررشكواك وتذمرك والتوتر الذي تبديه بالتفكير في مشاكلك ومتاعبك الحقيقية منها والخيالية ، والتي قد تضخمها أحيانا وتبالغ في أهميتها حتى أنك لا تستطيع التهرب منها .وإذا اعتقدت أن مشاكلك اليومية الشخصية هي محور الكون فأنت مخلوق تستحق الرثاء . وفي ظلمة هذا الرثاء يتولد لديك الشك والخوف ، وإن استسلمت لها ستتعثر في كل خطوة ، مع أنه بوسعك أن تنهض وتحقق ما تصبو إليه برفع أفكارك بعيدا عن نفسك ، والتوقف عن التذمر من الظروف ، والبدء باستخدامها من أجل التطور والتقدم والنجاح ، عندئذ فقط ستكتشف القوى والإمكانات المخبوءة في داخلك .
نحن نعيش اليوم في عالم مضطرب في كل شيء، وعدم استقرارنا الشخصي يزيد الطين بلة . ويوما بعد يوم نرى أنفسنامضطرين للعمل في ظروف غير ملائمة لحصر أفكارنا وصورنا الذهنية لتأمين النجاح . وحصر الفكر ضروري للعمل ولإغناء حياتنا من الداخل . وإن الفكر البشري إذا ما حصر كليا بموضوع ما ، فإنه يتكشف عن فعالية لا تضاهى ، فحيت سئل " غوته " مرة كيف انتج كل تلك الروائع الأدبية ، اجاب بهدوء " الأمر بسيط جدا لقد شمرت عن ساعدي . " وهكذا إذا أردت أن تتعلم كيف تحصر فكرك ، تعلم كيف تستغرق في عملك مهما كان عاديا وبعيدا عن كل إغراء . ولنتذكر دائما " أن نحيا الدقيقة التي نحن فيها ، أن نعمل عملا واحدا ، وهذا هو التصرف الفكري الذي يجب أن نكتسبه ، وبدونه نفسد أعمالنا وأوقات فراغنا ومتعنا .
إن المشكلات الصغيرة ، والأزمات العادية في حياتنا اليومية هي التي يجب أن تقلقنا ، فهي الأحداث التي تجعلنا نبدو أقل مستوى في عيون الاخرين من طريقة معالجتنا لها معالجة سيئة ، وغالبا ما نقول تحت ضغط الظروف أشياء تختلف عما نقصد وننوي ، ثم نندم على ذلك فيما بعد .
لذا علينا أن نسيطر على أنفسنا وهدوء أعصابنا في اللحظات الدقيقة والحرجة للتخفيف من خطورة هذه الحالات والتوتر الزائد الذي يصاحبها . وعليك أن تلجأ للمرح للتخفيف من النتوتر وتحطيمه ، وتتذكر دائما أ، الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير مما هو عليه الآن ، وتمهل ولا تتسرع تحت ضغط الظروف ، فالتمهل يجنبك التوتر وارتكاب الحماقات وقد يذكرك بشيء قد ينقذ الموقف . ولا تحاول فرض وجهة نظرك لترضي نفسك عبر انتصار رأيك أو إرادتك ، فقد يخلق ذلك مشكلات لا نهاية لها ، وحول دائما أن تفهم الأسباب الحقيقية قبل الجواب أوأتخاذ القرار ، وكن صريحا مع نفسك فإذا تولاك القلق أو الخوف والتوتر في موقف ما فاعترف بذلك ، وسرعان ما تشعر بالراحة . وكن دائما مستعدا وبعيد النظر ، ورابط الجأش ، فذلك يؤثر في الصحة والنجاح والتفوق والإنسجام ، والترب على الصراحة ، واللجوء إلى المرح والهدوء والاسترخاء ، وتفهم الآخرين ومواقفهم .. وبذلك تحقق ذاتك وتترب من سكون البال عندما يعمل العقل والروح معا ، - وهذه الحالة إن لم تكن السعادة والنجاح ، فهي بلا ريب أقرب جاراتها - وفكر في أن الطمأنينة والهدوء والاسترخاء تجعلك تتمتع بإجازة فكرية ، وبالانتقال إلى مكان يسيطر عليه الهدوء والسلام - ففي الهدوء والإيمان تكون قوتك -
*******************************************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق