السبت، 27 أكتوبر 2018

----____  حوار  بين العرافة والشاعر  ____------

أرجوك يا عرافتي إقرئي فنجاني
ركزي كثيرا
في غياهب الأشكال والألوان
لعلك لعلك عرافتي
تفك شفرة أحزاني
دققي عرافتي كثيرا
فالفاتح معدوما والقاتم أعياني

دققي عرافتي النظر
وحاول إبعادي
عن مناطق الأوجاع والخطر
لقد تعبت يا عرافتي
من السير على الأشواك والجمر

٠٠٠٠٠٠٠   العرافة   ٠٠٠٠٠٠٠٠
لقد قرأتك ياشاعري كثيرا
فنجانك يملأه الغبار
تحيط به العناكب والعقارب
وتحرس أسواره الأشرار
ولولا براءة الأطفال في عينيك
ورقة الإحساس وكتابة الأشعار
لإشتعل يا شاعري الفنجان
فقهوتك وقودا ولهيب نار

٠٠٠٠٠٠٠٠   الشاعر   ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
إقرئي عرافتي كل الرموز والخطوط
وحاولي إخراجي من دائرة القنوط
فالحظ العاثر صديقا لايخون
والفقر والتعاسة أخطبوط
أرجوك ياعرافتي عاودي القراءة
أنا شاعر طيب مسالم
ما قدمت في حياتي سوء أو إساءة
قد عشت حياتي كلها أقاوم
ولم أنزل يوما لمستوى الدناءة

٠٠٠٠٠٠٠   العرافة   ٠٠٠٠٠٠٠٠
قرأت يا شاعري الخطوط والرموز
حظك في دائرة الوجع محجوز
سماءك مغشاة بالسحاب والغيوم
فكيف يا شاعري بالسعادة تفوز
قرأت ياشاعري كفك العريضة
وللأسف كل آمالك متعبة مريضة
رغم إيمانك بالقضاء والقدر
وأداءك للسنة والفريضة

٠٠٠٠٠٠٠   الشاعر   ٠٠٠٠٠٠٠٠
أظربي عرافتي خط الرمل
وأفتحي محاجر عيناك والمقل
وحددي مكامن الأوجاع والعلل
لعلك عرافتي تعثري على نقطة أمل
عالجي عرافتي كل المرايا
فتشي أركان الفنجان والزوايا
لعلك تجدي للسعادة بقايا
بين دروب الحياة والثنايا

٠٠٠٠٠٠٠   العرافة   ٠٠٠٠٠٠٠
عددت لك يا شاعري حبات المسبحة
ووضعت حظك على طاولة المشرحة
لم أجد سوى الآلام ياشاعري العزيز
والآمال والأحلام جثثا في المذبحة
والأحاسيس والمشاعر
مرهقة مكلومة مجرحة
ورميت لك حب القمح على الغربال
فجاءني الجواب للسؤال
أنك مغترب بالشوق والحنين
تخنقك  هاجرة الصحراء والرمال

٠٠٠٠٠٠٠   الشاعر   ٠٠٠٠٠٠٠٠
لعلك عرافتي أخطأت التنجيم والتعريف
ولم تخيطي شرخ الأحزان
بل فتحت منابع الجراح والنزيف
عجبا ألا يوجد ربيعا في حياتي
كلها بين شتاء وخريف

٠٠٠٠٠٠٠٠   العرافة   ٠٠٠٠٠٠٠٠٠
فتشت ياشاعري بين النجوم والقمر
وبين الكواكب والأفلاك
وفي أعماق البحار بين الجواهر والدرر
فتشت بروج الأرض في مداري
لم أجد  سوى الآلام والأوجاع
ولا يوجد ياشاعري للسعادة أثر
ولست قارئة لكتابك ياشاعري
فالعلم عند الله
وكل شئ بقضاء وقدر

،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...