الأحد، 28 أكتوبر 2018

العودة(٣).. بقلم الشاعر الدويدة عبد الرزاق

الجزء الثالث من رواية العودة
ذهب إلى مقر الباشوية ليسلم على صديقه الحسين الذي اصبح باشا وجلس وإياه وتحدثا عن عدة اشياء وخاصة الأمور التي تتعلق بالبلدة وإمكان إصلاح شوارعها كما تحدثا عن ايام الدراسة إنه يحب التحدث. عن هذه المرحلة من حياته.
خرج محمد من مقر الياشوية ،إنه رجل ضئيل الحجم لا يزيد طوله عن ١٧٠سنتمترا ضعيف البنية سريع التأثر له فك بارز وعينان زرقاوان تنطقان بالصداقة بسيط في ملبسه لا يستطيع ان يفهم لماذا يريد الرجل ان يمتلك أكثر من ثوبين ورباطي رقبة .
صعد الجبل ليجد حشدا من أعيان القرية ينتظرونه ليهنىوه على عودته بالسلامة ،ثم أكمل طريقه ،لقد تغيرت البلدة باكملها اصبح هناك دكاكين ومتاجر وخطا للسكة الحديدية ،مر على الحقول المخضرة حقول القمح والذرة واشجار زيت أرگان ،وادهشه مارآه لقد كانت بلدته خرابا قبل ذهابه إلى نيويورك اما الأن فاصبحت قرية لها باشا ومدرسة  .
رجع في ساعة متأخرة من الليل ليجد افراد اسرته قد ناموا جميعا ما عدا زوجته صونيا التي ظلت تنتظر عودته ،جلس إلى جانبها ينظر إلى القمر الساحر المنير فقال قد اصبح اليوم مضغة في الأفواه مع انه ظل لبضعة آلاف من السنين حديث الخاصة يناجيه العشاق في ليالي الفراق ،وينظم فيه الشعراء في ابراجهم العاجية قصائد أمتع للقراء من التقارير الرسمية التي يصدرها المختصون ، فقد كان القمر يقرن دائما بالأمل والطمأنينة وخلجات قلوب الشباب ،اما الأن فيقدر بالاميال ،يبدو انه في كل جيل من الأجيال لابد ان يأتي وقت يشعر فيه الناس في قرارة انفسهم بالميل إلى التخلف عن ركب التقدم مفضلين العودة من حيث اتوا ،فلنهتف لأول جنرال او ذكتور في الفلسفة يتمكن من قذف القمر الوادع بشيء  يشوه جماله ووجهه ،ذلك القمر القديم لن يعود كما كان ومن ثمة فإن قلوب البشر سوف لن تعود هي الاخرى إلى ما كانت عليه ، انتهى حديثهما عن القمر وذهبا للنوم .
وفي الصباح استيقظت الأم لتجهز طعام الفطور لإبنها وزوجته ،وبعد تناول الطعام خرجت صونيا لتركب السيارة اما محمد فقد اعطى لأمه نقودا ثم ركب إلى جانب زوجته في اتجاه مدينة اگادير ليتحدث مع عميد الكلية ويقدم إليه الشهادات والأوراق التي تثبث تعيينه في هذه الكلية كأستاذ باحث ،وبعدها غادر الكلية واقترح على صونيا بان يريها ويفرجها على المأثر التاريخية للمدينة فوافقت وبعدها اتجها نحو فندق ليتناولا طعام الغذاء .
بقلم الدويدة عبدالرزاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...