قصة قصيرة
بدأ ميلاد الشمس. يزيح هدوء شيخوخة الفجر وبفرشاته اللامعة يضع خطوط ذهبية علي وجه الصباح ماتلبث ان تتحول الي خيوط من شعاعات منيرة ٠
بدأت الخطوات توقظ جنبات محطة القطارات إنه الاول الذي يفتتح اليوم ينتظره قلة ممن يحجون الي المحطة مع صياح الديك
وقفت في جرأة تموء بصوت حاد النبرات ونظراتها تستهدفه انتبه ونظر إليها كأنه يدعوها ان تقترب فتقدمت ونظراتها تتسلقه كانت عينيها تلمعان في نور الصباح الذي بدأ يتسلل رويدا رويدا في هدوء ٠
كان جالسا علي مقعد من الرخام في انتظار ذلك المنتظر الذي يقله ٠
حرك أصابعه يناشدها ان تكف عن المواء اقتربت منه دون خوف
اخذ يربت علي ظهرها ويشعث شعرها
كان يشعر منها بدلال الانثي قطة ذات شعر كثيف وألوانها مع نور الفجر تبدو كأنها ترتدي رداء من فضة زاد اقترابها اكثرفأكثر وفي لمح البصر قفزت واتخذت من ركبتيه مقعدا وثير لم يقاومها كان محتاج لبعض الدفء محتاج لبعض الإحساس بالحنان كان شيئا يشده اليها ٠
وضع يده علي رأسها الصغير وتعلق بخاطر مر سريعا داهمه كان الخاطر يحمل ذكري منذ صباه المبكر مازالت لحظة مختبئة داخله٠
رأي امه تجلس ومعها جارتها ام عماد وقد اخذت الاخيرة تسر لها سر
مازال عالقا بداخله كانت السيدة تبكي وامه تنهاها عما تقول ولكن ام عماد تصر وتؤكد ماتقول فقد ادمن ابنها الوحيد عماد. الذي لم يتعدي الثامنة عشرة من عمره وقد تجرأ ان دخل عليها
غرفتها بالأمس٠
سكتت السيدة لحظة وسط دموعها ثم اكملت بصوت متقطع لقد مد يده علي صدري كنت اظن انه يفتش عن مال يأخذه
لكنه كان يتحسسني ابني الذي كسرت شبابي عليه بعد وفاة ابوه كان يريد عادت للصمت ثانيا٠
أرتفع بكاؤها لم استطع مواجهته أو مواجهة نفسي مازالت القطة تتمسح ومواءها صار حزينا كأنها سمعت خاطرتي ٠
زاد عدد
منتظري القطار ولكنهم مازالوا قلة
اخذت القطة تتمدد وتتمطي كما اخذت تمشط شعرها بلسانها ومازالت الخاطرة تنتظر فوق شرفات الذكريات بحزنها٠
بعد تلك الحادثة ببضعة ايام توفيت ام عماد وكأن الموت كان بها رحيما
وبعد وفاتها بعدة ايام وجدوا ابنها بجوار قبرها وقد حقن نفسه بحقنة هواء حقنة فارغة٠
استمرت الايام وزاد عددها فصارت سنوات
بدأ صوت القطار يشق صمت الصباح ودعت قطتي وكأنها شعرت باستعدادي للقيام فقفزت من فوق ركبتي
صعدت القطار واخترت مكان بجوار الشباك
حتي القي نظرة عليها
مددت عنقي ومسحت بعيني باقي نوافذ القطار
كان الكل ينظر إلي قطته
ينظر إلي حكايته التي تركها فوق المقاعد الرخامية
كان هناك اخر واخر واخر يجالس قطته الجالسة علي ركبتيه التي اتخذتهما مقعدا كان كل منهما يشعث شعرها وكأنه مع حركة اصابعه يحكي لها وهي تنصت إليه حتي يأتي قطار اخر٠
اكتمل ميلاد اليوم
وأناس آخرين قد قعدوا فوق مقاعدهم مع حكايتهم ينتظرون القطار الذي سيقلهم
طارق
بدأ ميلاد الشمس. يزيح هدوء شيخوخة الفجر وبفرشاته اللامعة يضع خطوط ذهبية علي وجه الصباح ماتلبث ان تتحول الي خيوط من شعاعات منيرة ٠
بدأت الخطوات توقظ جنبات محطة القطارات إنه الاول الذي يفتتح اليوم ينتظره قلة ممن يحجون الي المحطة مع صياح الديك
وقفت في جرأة تموء بصوت حاد النبرات ونظراتها تستهدفه انتبه ونظر إليها كأنه يدعوها ان تقترب فتقدمت ونظراتها تتسلقه كانت عينيها تلمعان في نور الصباح الذي بدأ يتسلل رويدا رويدا في هدوء ٠
كان جالسا علي مقعد من الرخام في انتظار ذلك المنتظر الذي يقله ٠
حرك أصابعه يناشدها ان تكف عن المواء اقتربت منه دون خوف
اخذ يربت علي ظهرها ويشعث شعرها
كان يشعر منها بدلال الانثي قطة ذات شعر كثيف وألوانها مع نور الفجر تبدو كأنها ترتدي رداء من فضة زاد اقترابها اكثرفأكثر وفي لمح البصر قفزت واتخذت من ركبتيه مقعدا وثير لم يقاومها كان محتاج لبعض الدفء محتاج لبعض الإحساس بالحنان كان شيئا يشده اليها ٠
وضع يده علي رأسها الصغير وتعلق بخاطر مر سريعا داهمه كان الخاطر يحمل ذكري منذ صباه المبكر مازالت لحظة مختبئة داخله٠
رأي امه تجلس ومعها جارتها ام عماد وقد اخذت الاخيرة تسر لها سر
مازال عالقا بداخله كانت السيدة تبكي وامه تنهاها عما تقول ولكن ام عماد تصر وتؤكد ماتقول فقد ادمن ابنها الوحيد عماد. الذي لم يتعدي الثامنة عشرة من عمره وقد تجرأ ان دخل عليها
غرفتها بالأمس٠
سكتت السيدة لحظة وسط دموعها ثم اكملت بصوت متقطع لقد مد يده علي صدري كنت اظن انه يفتش عن مال يأخذه
لكنه كان يتحسسني ابني الذي كسرت شبابي عليه بعد وفاة ابوه كان يريد عادت للصمت ثانيا٠
أرتفع بكاؤها لم استطع مواجهته أو مواجهة نفسي مازالت القطة تتمسح ومواءها صار حزينا كأنها سمعت خاطرتي ٠
زاد عدد
منتظري القطار ولكنهم مازالوا قلة
اخذت القطة تتمدد وتتمطي كما اخذت تمشط شعرها بلسانها ومازالت الخاطرة تنتظر فوق شرفات الذكريات بحزنها٠
بعد تلك الحادثة ببضعة ايام توفيت ام عماد وكأن الموت كان بها رحيما
وبعد وفاتها بعدة ايام وجدوا ابنها بجوار قبرها وقد حقن نفسه بحقنة هواء حقنة فارغة٠
استمرت الايام وزاد عددها فصارت سنوات
بدأ صوت القطار يشق صمت الصباح ودعت قطتي وكأنها شعرت باستعدادي للقيام فقفزت من فوق ركبتي
صعدت القطار واخترت مكان بجوار الشباك
حتي القي نظرة عليها
مددت عنقي ومسحت بعيني باقي نوافذ القطار
كان الكل ينظر إلي قطته
ينظر إلي حكايته التي تركها فوق المقاعد الرخامية
كان هناك اخر واخر واخر يجالس قطته الجالسة علي ركبتيه التي اتخذتهما مقعدا كان كل منهما يشعث شعرها وكأنه مع حركة اصابعه يحكي لها وهي تنصت إليه حتي يأتي قطار اخر٠
اكتمل ميلاد اليوم
وأناس آخرين قد قعدوا فوق مقاعدهم مع حكايتهم ينتظرون القطار الذي سيقلهم
طارق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق