السبت، 14 مارس 2020

الاستاذ.. حسن بنباجي.. يكتب... أنا و الشقراء

أنا و الشقراء

( الجزء التاسع )

جلست في ركن منزو ارقب حركات الأرجل وهي ترسم على الأرضية الفسيفسائية أشكالا هندسية متشابكة و متداخلة و متعانقة ٠

 كنت أحاول ترقيم الخطوات لأستلهم الإيقاع ٠ شوبان ، تشيكوفسكي ، بيتهوفن  موزار ، شوبار ، فاقنار ، فيفالدي  لكل نغماته ولكل أصواته و لكل عالمه ٠

 منهم من يستحضر رقيق النسيم في أوراق الشجر ومنهم من تسكنه موجات المجداف على صفحة البحر ومنهم من يحاور وقع حوافر الخيل في مسالك الليل

ومنهم من لا يبصر و لكنه يرى قرقعة الرعد ومنهم من لا يسمع  سوى  صمت الأكوان  تؤديه إهتزازات و ترددات  الآلات الموسيقية في إنسجام وتوافق ٠

- هل أحضر لك كأس شيفاز ؟

نظرت لهاتين العينين العسليتين كأنهما بيادر في مساءات الحصاد ٠ أردت أن أختبر كرم مضيفتي السمراء ٠

- ممكن كأس قلانفيديش ؟

- أرى أنك خبير في الخمور٠

- أنا أفهم أكثر في العيون ٠

رمقتني بعمق ليالي الشهوة و غادرت كغيمة صيف ٠٠

إلتفت الى جهة المرقص ٠ كان خاليا أو يكاد  وقد إستوت في مركزه

شقرائي وهي تستعد للرقص  ويقف أمامها الآخر ٠

تغيّرت الموسيقى و الإيقاع والرقص ، تشا تشا تشا و التانغو ،

الصالصا  والتويست  على خلفيات الجاز و الفلانكو والروك اند رول٠

لم أكن أنظر لسمرائي وهي تأمر الحشم بترتيب طاولتي عليها من أنواع 

المكسرات و الأجبان و الرخويات والخضر والغلال ما لذّ و ط!ب  ٠

لم أكن  أنظر إلا لعيون شقرائي اللازوردية وهي تراقص الغياب ٠

جلستْ لجانبي السمراء وهي ~تسألني:

- لم أراك من قبل ؟

كانت تسألني  بحذر شديد ٠

أجبت بأني أبن هذه الأرض و أضفت مازحا

- لا تغتري بلون بشرتي وشعري وعيوني ، ، ولدتني أمي في سهول

 البلد في عام  الألمان ونبذتني عشيرتي لأجل ملامحي ٠ حتى صديقي  الملقى في سرير المرض يناديني " الهوسك "٠

بقلمي : حسن بنباجي

2020/ 03 / 13

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...