طارق المحارب ..
14/3/2020
عمر المختار ..
عدْ للرِّمالِ و عانقِ الأخيارا
و دعِ اللسانَ يُخالطِ الأشعارا
حبَّاتُها منْ عظمِهمْ قدْ لُوِّنتْ
فغدتْ لباساً يُرتدَى ودثارا
و إذا نظرتَ ففي الرَّبيعِ خيوطُها
تكسو النَّباتَ معِ الغبارِ سِتارا
منْ سحنةِ المختارِ حِيكتْ فانبرى
وجهٌ لهُ يتعهَّدُ الأزهارا
عَرَقٌ وجُهدٌ في الكثيبِ على المدى
لمعتْ خطاهُ فشيَّدَ التّذكارا
قطراتُهُ حينَ استدارتْ زيَّنتْ
واحاتِ نخلٍ أَنجدتْ بصحارى
كالشَّامةِ السَّوداءِ في سَحَرِ الدُّجى
لاحتْ فرُحتَ تُوثِّقُ الأخبارا
نعتِ السَّواحلُ طُبرُقاً إذ فارقتْ
شيخَ الجهادِ و أوقفتْ اسفارا
أسدُ الصَّحاري و الحصانُ عرينُهُ
و البندقيَّةُ كمْ غدتْ قيثارا
عَقدانِ مرَّا والنَّشيدُ تتابعٌ
والكفُّ يلثمُ ثغرُها الأوتارا
ما أرهبتها آلةٌ جبَّارةٌ
ومدافعٌ تتبَّعُ الآثارا
في كلِّ يومٍ يستبيحُ مُعسكَرا
عُمرٌ و يُضرِمُ في الحديدِ النَّارا
للهِ درُّكَ منْ مُحاصِرِ جحفلٍ
قدْ ظنَّ انَّكَ قدْ قضيتَ حِصارا
و إذا بشيبِكَ في الفضاءِ ضياؤهُ
يهبُ الإغارةَ في الدُّجى استمرارا
خُلِعتْ على الطّليانِ بُردةُ ثورةٍ
عانَوْا لدَيها مذْ مضتْ أخطارا
عشرونَ عاماً موتُهمْ لا ينتهي
وطموحُهمْ مُتقهقرٌ يتوارى
وكأي ليثٍ في الحياةِ إذا سعى
ينجو مِراراً لو مضى مِغوارا
و إذا تعثَّرَ فالمعاشُ بطبعِهِ
يُحيي السَّجينَ و يُهلِكُ الأحرارا
يا ثغرَهُ حينَ استقرَّ مُضاحِكاً
حبلَ المشانِقِ شامِخا جبَّارا !!
قالَ : انتصارٌ أو مماتٌ خالِدٌ
و إذا وَهنْتُ فلا أرى أعذارا
ظنُّوا بموتِ الشَّيخِ لانتْ أنفسٌ
إذْ أضعفوا في أرضِهِ الثُّوَّارا
فأبى الرِّجالُ و أكملوا ما خطَّهُ
حتَّى ارتأى غازيهمُ الإبحارا
أكرمْ بعَقَّادٍ فما تركَ الورى
إلَّا و خلَّدَ في الورى أبرارا
شٌهداءَ حقٍّ لوْ نثرتَ عبيرَهمْ
كنتَ الرَّسولَ يُبشِّرُ الأمصارا
بقلمي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق