السبت، 20 أبريل 2019

الحياة ..... بقلم الشاعر الراقي ربيع هارون الرشيد

كنت أعتقد أن أسوأ شيء في الحياة أن يكون الإنسان وحيداً، لكنني اكتشفت أنّ أسوأ شيء في الحياة أن يعيش الإنسان مع أشخاص يشعرونه بالوحدة. إنها الحياة كم هي قاسية، كم هي متعبة حين أخذت مني الحب، لم تترك لي دمعة أبكي بها على من أحب، لم تترك له فرصة ليخبرني أنه راحل، أيتها الحياة لماذا حرمتني هذا الحب ولم تخبريني بأنّي سأكمل عمري دون ذاك القلب، فأنت تعلمين أنّ قلبي معلّق به، أهذا تريدين، أن أموت وأنا على قيدك قطفت روحه مني وتركتني قلباً بلا روح. إذا رأيت ذئباً يقطف الزهور ثُم يرميها فـلا تتعجب، فإنَ بعض البشر يقطفون قُلوب أحبتهم ثم يدوسونها بلا مشاعر أو رحمة. حبيبي شكراً لأنك جرحتني بكلماتك قبل رحيلك، لأني حين أحن إليك أتذكر كلماتك فأكرهك. ما أكثر الذين يتوهمون أنهم يفهموننا، لأنهم وجدوا في بعضٍ من مظاهرنا شيئاً شبيهاً بما اختبروه مرّة في حياتهم، وليتهم يكتفون بادعائهم معرفة أسرارنا، تلك التي ذاتنا لا تدركها. الصوت ليس هو الصوت فقد تغيرت نبراته، وتبدلت، وأصبح لا يُخرج إلا ألحان حزن وأسى، والقلب الذي طالما كان نبعاً للحب والحنان، امتلأ بجراح لا تقوى الأيام على علاجها. كيف لقلبي أن يغفو والشوق يقتلني ويدفعني للقدوم اليك، الليل يخطو والعمر يكاد يدنو إلى شفا حفرة الرحيل، وأنا لا زلت طفل     أحبو على طريق حبك، أطرق ووسائل باب قلبك. كم مؤلم أن تحاول الوقوف مرة أخرى، وشيئاً قوياً يسمى اليأس يسحبك للأسفل. كم هو مؤلم أن يعيشوا بك كالدم، ويلتصقوا بك كأظافر يديك، وتكون لهم كالواحة الفسيحة، ويكونوا لك كالوطن الجميل ، ثم تغادرهم بكل بساطة كالغريب. يوماً ما سيدركون أنني كالموت، لن أتكرر في حياتهم مرة أخرى. مؤلم أن تنتظر كلمة تشجيع أو ابتسامة حنان وتحيا دون حبيب، ولكن رائع أن تشجع وتقف بصف كل إنسان وتكون حنوناً معطاءً متضامناً مع كل بشر. تصورني الناس أغنى وأنا من الداخل مجروح، روحي مثل الطير ترفرف يرقص الطير المذبوح الألم، والحزن، والعذاب، والجروح. كم هو مؤلم أن تعطي ما كان ملكك وكان بيديك برضاك ورغماً عنك، ولكن رائع طعم التضحية في سبيل من تحب ومن لا تحب. أبحث في العيون طويلاً أبحث في الوجوه كثيراً، ولكن واأسفاه على أشخاص ليسوا سواك يا من كنت أتمنى أن يكون قدري. كم هو مؤلم أن تبكي بمفردك، وأشدّ إيلاماً أن لا تجد من يفهم سبب بكائك ويقدره، ولكن رائع الإيمان بالفرج القريب والرب الرحيم. كم أنا حزين وأشعر بالضعف حين أجد نفسي بعيداً عن من أحب، في وقت هو في أمس الحاجة إلى قلب يحبه ويقويه ويشد من أذره، إلى حضن يضمه يطمئنه يحميه من نفسه ومن غيره، كم أشعر بالأسف من نفسي وهو طالما دعاني أن أكون بجانبه. من السهل جداً أن يضحّي الشاب من أجل فتاة، ولكن الصعب أن تجد فتاة تستحق التضحية، لا تحزن إن خانتك فتاة، فهي كالطير يشرب من كل قناة. ربي انزع من قلبي تلك الأشياء التي تؤلمني، فقد خاب الظن في الكثير، والظن بك لا يخيب.
تحياتي والياسمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...