آمل .... بقلم الأديب الراقي جوزيف شماس

خاطرة

آمل

يا صاحبي وصديقي ويا أخي وعزيزي ويا أحبائي وأقراني أتريد أن تعرق من أنت بعيداً عن طول الشارب أم قصر؛ فأنت صحيح تلقب بالسيد لكنك أنت منذ لحظة مولدك تكون عبداً لظلِّها وأنت طفل تصبح عبداً لدلالها وأنت غلام تكون عبداً لطلباتها. فتشب وتكبر لتصبح عبداً لنظرات مقلتيها فتتزوجها كي تصبح عبداً لقدِّها ونهديها. فتنجب منها أولاداً لتتحول عبداً لأوامر طلباتها. وعندما تعي وتكبر تفهم بأنك قد أصبحت عبداً لمشاويرها وأسفارها. وتتقدم وتطوي سنين العمر لتجد نفسك عبداً لرفقتها فتشد الهمّة وترحل وأنت عبداً لحسرتها. وكن على علمٍ بأنَّك في أيِّ مرحلة من المراحل إن تجبرت عليها تكون قد تنفذ أوامر غيرها التي ستكون هي. لذا يا أحبائي آمل منكم أن تلبوا طلبي:
آمل
آمل يوم وفاتي لا تصدقوا دموع مقلتيها

حتى ولو ملأت دموعها أكفاف راحتيها

ولو سالت دموعها تباعاً لأخمص قدميها

هي سوف لن تبكي على حبيب كان لديها

بل ستبكي على أمين كان حارساً لنهديها

وربما على إنسان كان خادماً لراحة قدميها

وربما ستبكي ملامة لجهلها وضيق رئتيها

كيف رحلت عنها دون أذن خطي من يديها

فلا تعلموها بمكان دفني مهما رجت شفتيها

لأموت مرتاح من سين وجيم من أصغريها

جوزيف شماس