بدون عنوان
رن جرس هاتف المنزل...فتململت خالتي جميلة يمنة ويسرةتحاول النهوض من مكانها بصعوبة كبيرة وهي تغمغم بكلام غير مفهوم"اللهم أسمعنا الخير..!ترى من تذكرنا في هذا الصباح الشاتي..ترفع السماعة بيدين معروقتين ..مرتعشتين
__ألو...ألو.."لم أسمع شيئا،.. الصوت بعيد جدا...وأذناي أصابهما صمم خفيف.." ألو...ألو...من.؟...
__ألو...ألو...أنا سناء يا أمي ...أكلمك من كندا..
___ أهلا يا ابنتي..كيف حالك؟..كيف حال زوجك واولادك؟
___نحن بخير.. وانتم ..كيف حالكم..وأبي ..هل هو بخير؟
___ماذا أقول لك يا بنتي...ها نحن...الحمد لله..،نقضي كامل اليوم في وحدة مملة ..أليمة.. لا يزورنا زائر ولا يؤنسنا مؤنس،إلا ابنة جارتنا محبوبة ..فهي لا تسهو عن مساعدتي في تنظيم فراش أبيك وتغيير ملا بسه
ابوك كماتعلمين ..أثرت فيه الجلطة الدماغية التي اودت به إلى شلل نصفي وتلعثم كلي في لسانه..فهو كما تركته آخر مرةلا يحير حراكا ولا يبين بوضوح..لا يخاطبني إلا إشارة..أو بصوت لا أكاد أفهمه
___وانت كيف حال السكري وضغط الدم عندك؟
___الاقراص المخفضة للسكري أضرت بمعدتي يا بنيتي.. والطبيبة المختصة أشارت علي بالحقن...لكنني رفضت...من سيتولى حقني ..وفي الوقت المحدد...
___وأخي كمال..هل يزوركم ليطمئن عليكم؟
____إنك تعرفين أن أخاك كمال يعمل في العاصمة..وعائلته متعددة الافراد وزجته لا تعمل..كان الله في عونه...المسؤولية كبيرة على عاتقه...الاطفال صغار السن....وقلة ذات اليد
____وماذا عن حالتكم المادية؟
____الحمد لله يا بنتي.. مستورة...جراية التقاعد التي يتقاضاها والدك أتصرف فيها بتدبير لان أكثر من نصفها نخصصه للدواء والتمسيد...
____واختي جيهان..وأخي سليم...هل اتصلا بك من فرنسا؟
___اتصلت جيهان...منذ اسبوع ..واعلمتني ان ابنها الصغير يشكو نزلة برد حادة...أما سليم فإنه لم يتصل منذاكثر من أسبوعين... إنه مشغول بالعمل ....
___حسنا ..اماه.. انا على عجلة من أمري... سأوصل الاولاد الى المدرسة... أخاف ان يفوتهم الوقت ...سأتصل في وقت لاحق.. ..سأبعث لكم بعض المال...
تنهدت خالتي جميلة وقالت" نحن لسنابحاجة إلى المال بقدر ما نحن بحاجة الىالحنان..ولم الشمل..والعيش معكم في كنف المحبة ةو الدفء العائلي...
وضعت السماعة في مكانها ثم انهمرت من عينيها الغائرتين دموع حرى ورجعت بها الذكريات إلى ماضي السنين لما كانت في عنفوان الشباب تسهر على تربية الاولادوتدللهم يوم كان البيت يعج حيوية وحركة دائبة..
تنهدت مرة أخرى ثم أردفت"ما كنت اتصور انني سأصير الى هاتة الوحدة القاتلة بعد ان اختار اولادي الهجرة والبعاد.....أجاهد الشيخوخة والعجز....
بقلمي مفيدة بوقرة
في 3 جانفي 2019
رن جرس هاتف المنزل...فتململت خالتي جميلة يمنة ويسرةتحاول النهوض من مكانها بصعوبة كبيرة وهي تغمغم بكلام غير مفهوم"اللهم أسمعنا الخير..!ترى من تذكرنا في هذا الصباح الشاتي..ترفع السماعة بيدين معروقتين ..مرتعشتين
__ألو...ألو.."لم أسمع شيئا،.. الصوت بعيد جدا...وأذناي أصابهما صمم خفيف.." ألو...ألو...من.؟...
__ألو...ألو...أنا سناء يا أمي ...أكلمك من كندا..
___ أهلا يا ابنتي..كيف حالك؟..كيف حال زوجك واولادك؟
___نحن بخير.. وانتم ..كيف حالكم..وأبي ..هل هو بخير؟
___ماذا أقول لك يا بنتي...ها نحن...الحمد لله..،نقضي كامل اليوم في وحدة مملة ..أليمة.. لا يزورنا زائر ولا يؤنسنا مؤنس،إلا ابنة جارتنا محبوبة ..فهي لا تسهو عن مساعدتي في تنظيم فراش أبيك وتغيير ملا بسه
ابوك كماتعلمين ..أثرت فيه الجلطة الدماغية التي اودت به إلى شلل نصفي وتلعثم كلي في لسانه..فهو كما تركته آخر مرةلا يحير حراكا ولا يبين بوضوح..لا يخاطبني إلا إشارة..أو بصوت لا أكاد أفهمه
___وانت كيف حال السكري وضغط الدم عندك؟
___الاقراص المخفضة للسكري أضرت بمعدتي يا بنيتي.. والطبيبة المختصة أشارت علي بالحقن...لكنني رفضت...من سيتولى حقني ..وفي الوقت المحدد...
___وأخي كمال..هل يزوركم ليطمئن عليكم؟
____إنك تعرفين أن أخاك كمال يعمل في العاصمة..وعائلته متعددة الافراد وزجته لا تعمل..كان الله في عونه...المسؤولية كبيرة على عاتقه...الاطفال صغار السن....وقلة ذات اليد
____وماذا عن حالتكم المادية؟
____الحمد لله يا بنتي.. مستورة...جراية التقاعد التي يتقاضاها والدك أتصرف فيها بتدبير لان أكثر من نصفها نخصصه للدواء والتمسيد...
____واختي جيهان..وأخي سليم...هل اتصلا بك من فرنسا؟
___اتصلت جيهان...منذ اسبوع ..واعلمتني ان ابنها الصغير يشكو نزلة برد حادة...أما سليم فإنه لم يتصل منذاكثر من أسبوعين... إنه مشغول بالعمل ....
___حسنا ..اماه.. انا على عجلة من أمري... سأوصل الاولاد الى المدرسة... أخاف ان يفوتهم الوقت ...سأتصل في وقت لاحق.. ..سأبعث لكم بعض المال...
تنهدت خالتي جميلة وقالت" نحن لسنابحاجة إلى المال بقدر ما نحن بحاجة الىالحنان..ولم الشمل..والعيش معكم في كنف المحبة ةو الدفء العائلي...
وضعت السماعة في مكانها ثم انهمرت من عينيها الغائرتين دموع حرى ورجعت بها الذكريات إلى ماضي السنين لما كانت في عنفوان الشباب تسهر على تربية الاولادوتدللهم يوم كان البيت يعج حيوية وحركة دائبة..
تنهدت مرة أخرى ثم أردفت"ما كنت اتصور انني سأصير الى هاتة الوحدة القاتلة بعد ان اختار اولادي الهجرة والبعاد.....أجاهد الشيخوخة والعجز....
بقلمي مفيدة بوقرة
في 3 جانفي 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق