الخميس، 28 فبراير 2019

فتحي مهذب مصباح ديوجين

فتحي مهذب

            مصباح ديوجين

أنا مستاء جدا
لأن جواد عقلي الهارب
لم يلحقه ركب الفلاسفة والأنبياء..
بعرباتهم المصفحة..
عقلي الذي يرعى في المرتفعات..
مثل نسر ملكي في عز الظهيرة..
ممتلئ الحنجرة بأسئلة حرجة..
سابلا جناحيه ..عيناه نجمتان
من الذهب الابريز..
تثغو تحت مخالبه شاة الحياة الضريرة..
أنا مستاء جدا..
لأن الشمس تقتحم سياج مناماتي
ساردة روايات مقززة عن أسرار العالم..
تدور مثل مهرج عدمي بين الشرق والغرب..
ترقص مع الدلافين في المحيطات
راشقة رؤوس الجبال بمكعبات الضوء..
تحرك غرائز المومسات في المواخير..
تمنح النهار تأشيرة العبور الى جزر اللامعنى..
ثم تموت كل مساء
مثل صورة أمي الكابية
في برواز خشبي..
عبثا  تلعب دور المحقق
حاملا مصباحا كبيرا بين يديه
باحثا عن القتلة ومجرمي الحروب
القذرة واللصوص الجدد..
أنا مستاء جدا
لأن العالم كذبة كبرى.
أنا مستاء جدا
لأن بومة الليل تسخر مني باستمرار..
لأن النهار مليئ بالتوابيت.
حفار قبور متعفن ..
دجال وعاهر ومتحيل..
في كفه المتشققة تنبت حشائش سامة..
مرددا رباعيات ذات ايقاع عبثي..
أمام الموتى العابرين..
لأن الرب تخلى نهائيا عن الجرحى
والعميان في المعتقلات السرية..
لأن الطيور تفكر مثلنا بهشاشة
تبكي مثل أرامل أمام المشرحة..
لأ الطيور تتعاطى المخدرات والموسيقى..
فوق رؤوس الأشجار..
لأن رأسي قائم على بركان متحرك
لأن جناحي تجمدتا في القطب البعيد..
لأن صوتي ضرير يضرب بعصاه
في الأبعاد العميقة..
لأن وحوشا آدمية تتسلق شجرة
قامتي في اليقظة والنوم.
تكشط لحاء روحي الوديعة..
لأني أكره أفاعي الخزاف..
لأن قلبي مليئ بدببة بنية..
لأن العالم جريمة كبرى..
ارتكبها الرب في أولى حياته..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...