الخميس، 28 فبراير 2019

مؤيد عبد الزهرة يكتب ...

الخوف
قال صاحبه  ياصديقي انقذ نفسك الان ،نحن نخسر المدينة،  لقد غرقت كلها ،ولا يمكننا ان نفعل شيئا امام هذا الطوفان الجارف،فقد
أغرقت البطالة احلامنا ،وأصبحنا قريبين من الانهيار والضياع ،غَائِصٌين فِي هُمُومِنا وَأَحْزَانِنا ،اذ ليس هناك في الافق من يحَاوَلَ أَنْ يُنْقِذَ الغَرِقَ مِنَ الغَرَقِ..
غرِقَت مدننا في الدماء حد الركب ،وهم يغرقون في النهب ،مشاريع كارتونية ،وأخرى دخانية .. غرِق في الرَّذيلة لاحدود له، حد إعطاب الحاضر والمستقبل ..
الديون مِنْ كُلِّ جَانِبٍ تحاصرنا ، جعلت عيوننا تفيض بالدموع ..تماما كما افاضت الإمطار بوحلها أزقة الفقراء ..وليس كما غرقت العروس بالدموع ،وهي تودع ديار الاهل..وهناك  من مازال غارق  فِي أَحَادِيثَ اللَّيْلِ ،غَاصُ فِيهَا
فلا تعاند وتكون كالبغل تسبح عكس التيار ..تعال معي، ودع ما يجري يجري ،ولتذهب المدينه الى الجحيم.
اسمع ياهذا انا لست قردا صغيرا يرقص لك حيثما تشاء ,,
لقد ولدت في هذه المدينة ،وتنفست هوائها، ولعبت في مرابعها ،وشببت في ظلالها، ووشمتني بأسماء عشاقهان واعرف كل دروبها ،كما عشت انكساراتها ،وانتصاراتها ، ولن اتركها ،فهي تسكنني واسكنها روحا وأنفاسا ،لهذا سابقى اقاوم ،ولن ادعها ما حييت تغرق ؟!
فانا لست مثلك، ذلك ان كثرة انزوائك ،وصمتك عن مايقض مضجعك ،جعل انكسارك مضاعفا ،ولحظة الانفراج بعيدة،عن متناول يدك ،وستبقى تلوك بخيبتك ،رازحا بقيود التردد ،وهي قيود ثقيلة ستفكك عظامك ..واعلم ياهذا ان
الخوفُ سردابٌ مظلمٌ ، روحَ ترتعشُ من المجهولِ المقبلِ.. سلاسلٌ تطوقُ عنقكَ ، جراحٌ تراقصُ جسدكَ، صدأٌ يرتديكَ ، أفعى تلدغكَ.. صداعٌ لايفارقكَ .. وأرضٌ تدورُ بك، تأخذُكَ حشرجاتُ أنفاسٍ متقطعة،ويعتصركَ المٌ لا يطاقُ لا تعرفُ بمنْ تلوذُ وقد تلبسكَ الرعبَ..
إنَّه شيطانٌ يسلبكَ إرادتُكَ يجعلكَ تنكمشُ ، تتكوَّرُ على نفسكَ في زاويةٍ ضيقةٍ
مثل قنفذٍ امام مخالبِ وحشٍ .. إنْ هربتَ منه سيلاحقكَ كظلكَ حتى يفترسكَ ويطحنُ عظامكَ و لن يبقيَ لك أثراً..
خوفكَ ظلكَ الآخرُ، فاخرجْ منه لتكونَ أنتَ
. .جسداً يستردُّ عافيتهُ..
 يداٍ تصافحُ النجومَ
أبتسامةً تملأُ الفمَ وتفيضُ..
ضحكاتٍ
مجلجلةٍ تبشِّرُ بحياةٍ جديدةٍ،..
مؤيد عبد الزهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...