الجمعة، 25 يناير 2019

د.أحمد محمد شديفات يكتب ...

بسم الله الرحمن الرحيم
{{...تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا...}}
هذا من الأمثال العربية العفيفة الشريفة اللطيفة الباقية دليل عزة النفس ورفعتها،
قال عنترة بن شداد :-
ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى*** أنال به كريم الـمـأكـل
فلا خشوع ولا خضوع ولا طلب ولا تذلل ولا خنوع ولا انكسار وإظهار رثاثة حال من أجل نظرة شفقة ممن لا يقدر الحال... 
قال الله تعالى :-
(لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا)))))))
فالآية تدل على نفي مجرد السؤال وكثرة الإلحاح فيه فالحال تغني عن السؤال،،،،،،،،،،،
وقد دق أحدهم الباب على أحد العارفين بالله فخرج ثم دخل وخرج ومعه شيء فأعطاه الطارق ثم عاد باكياً............
فقالت له امرأته: ما يبكيك؟؟؟؟؟.
قال:- إن فلاناً طرق بابي.
قالت: وقد أعطيته فما الذي أبكاك؟.
 قال: لأني تركته إلى أن يسألني.
ومع هذا الْإِستعْفَافِ والِاسْتِغْنَاءِ أحوط للمرء فَإِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْس ......
وعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:-
 ( الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى ،،،،،،،،،،
 وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى ،،،،،،،،،
وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ ،،،،،،،،،،،،،،،
وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ
 فَقُلْتُ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: ( وَمِنِّي ))))))))))))))))))))))
 قَالَ حَكِيمٌ : قُلْتُ: لَا تَكُونُ يَدِي تَحْتَ يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ أَبَدًا """
تربية عالية أعمل وكفي نفسك ولا تطلب الناس أعطوك أو منعوك فعزة النفس لا مثيل لها.
فالمال غاد ورائح فقد قال حاتم الطائي :-
أَمَاوِيّ ! إنَّ المالَ غَـادٍ ورائِـحٌ***وَيَبْقَى مِنَ المالِ الأَحَادِيثُ وَالذِّكْرُ
أَمَاوِيّ ! ما يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الفَتَـى.. إذا حَشْرَجَتْ نَفْسٌ وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
عُنِينَا زَمَانَـاً بِالتَّصَعْلُـكِ وَالغِنَـى... كَمَا الدَّهْرُ فِي أَيَّامِهِ العُسْرُ وَاليُسْرُ
 فالمال لا يصنع رجالا وإنما الرجال يأتون بالمال متى اراده سعوا اليه بجد واجتهاد وتعب واقتدار فلا يعرفون الاسْتِجْدَاءَ ولا طَلَبَ الْمَعُونَةِ أَوِ الاسْتِعْطَاءِ أو الإِسْتِرْحام أو الإِسْتِرْفاد..أعناقهم تطاول السماء عزة وكبرياء.
 ويظهرون بمظهر إثراء وإنالَةٌ وإِعطاء واستغناء وتَكَرٌّم ورِفَادَة وغنًى ومَنْح ووَهْب...وهم في عوز فهذه مواضع العزة والشهامة فضع نفسك فيها لا في الموضع التالي.....الخسة والنذالة.
وقيل :-
لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه***لا يألم الجرح إلا من به ألم
وأبو الانبياء ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لم يتوجه بالدعاء إلا لله.......
 (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
وكفى بالله وكيلا، فقد قال صلى الله عليه وسلم(إنه من لم يسأل الله يغضب عليه)
عندها قال قائلهم:-
لا تسألنّ بنيّ آدم حاجةً***وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله***وبنيُّ آدمَ حين يسألُ يغضبُ
والأجمل من هذا كله قوله تعالى :-{{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ}}بدون سؤال في معرض أكرام رسوله صلى الله عليه وسلم...تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...