وطني هبة السماء.... بقلم الشاعرة الجميلة فريال حقي

وطني هبة السماء / مطر يبكي  و ثلج يرتعش و نار  وريح تئن  من البرد  و صرخات مدوية، هو عالمي   و أحلامي وآهاتي ونبضات قلبي و أناتي في المنفى، أسمع رعشات كل الخائفين في حنايا روحي،  وطن مبدد شبابه وراء قضبان الظلام من أجل الحرية ، نصغر أمام شموخهم ومعاناتهم المكتومة،  يوما ما  ستنطلق الحمم و الجمرات  و يستعر البركان الغاضب،  يا وطني لم تستطع السحب الكثيفة أن تلقي بوحشيتها  على حنايا الروح و الوجدان ، والمستقبل يغيب بين الأحلام و اليقظة، سنلملم شظايا  طفولتنا ، إما أن نعبر أبطالا  أو نموت شهداء الأمواج ، وطني قمر تتراقص حوله النجمات في ليلة ظلماء ، يغفو الوجع ولا ينام  ، الأحبة رحلوا بشهقة منديل أبيض  والصدمة توغلت في الشرايينلتدخل على مرايا الروح فتكسرها و تدخلنا في مواكب الضياع  ووحشة الغياب ، لوعة و صرخة و دمعة لظى بالمآقي  و بالجفن حرمان و حنين ، من أعلن الأتراح وكفن الأفراح و طاف القهر بالأرواح، و صهل ثلج الحزن في القلوب و الأوردة  و أدركتنا الغصص و التنهيدات ، يا وطني يا عطش الفؤاد  فجر النصر يؤذن بإقتراب ومهما  إشتد ظلمكم  سنبقى شهابا ونحلم بالإياب  و سيعود الطير مغردا  وترقص  الأنسام . فريال حقي