سرديات قصيرة
ـــــــــ 6 ـــــــــ
أم الخبائث ..!
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب مصري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصراحة ووضوح واختصار أم الخبائث هي الخمر والمخدرات ، آه من تلك الآفة الخبيثة التي ضيّعت وما زالت الألوف من شباب أمتنا العربية والإسلامية ، إنها سلاح شياطين الإنس والجن ؛ يقتادون به فريستهم لمصيرها المحتوم !!
إنه مصير أسود ينتظر كل من يقع في شباك هؤلاء الشياطين !
كم من أسر كريمة كانت تعيش في سعادة وهناء ؛ دمرتها أم الخبائث عندما يقع في شراكها ابن من أبنائها أو عائلها الذي يرعاها !
كم من نفوس تحطمت وصارت خرابا بسبب إدمانها الخمر والمخدرات !
كم من شباب واعد كان ينتظره مستقبل عريض تحطمت آماله وأحلامه بسبب المخدرات وإدمان الخمر ..!
لكن ما حدث لصاحبي وحيد كان أفظع وأفظع وذلك بسبب صحبة السوء وأصدقاء الشيطان الذين جرّوه جراً للإدمان .. ولأتركه يقص بنفسه مأساته ومأساة أسرته ......
أنا شاب ميسور الحال من أسرة عريقة ؛ نشأت وسط أبواى وأخوتي ؛ يجمعنا بيت ترفرف عليه ظلال وارفة من السعادة والمحبة .
لي من الأخوات أربعة أشقاء وأختي الوحيدة هناء ؛ كنت أنا رجل البيت بعد أبي ، الكل يعتمد عليّ وعلي نجاحي في دراستي الثانوية العامة ؛ يأملون جميعا أن أصبح طبيبا مشهورا يُشار إليّ بالبنان ...
لكن ألف آه وآه .. كم من إنسان ضاعت حياته قبل إتمام حلمه ، كم من شخص عجز عن تحقيق حلمه لظروفه الصعبة !
تعرفت في مدرستي الثانوية علي شلة أصدقاء كلامهم
معسول ، حياتهم ناعمة لا تعرف غير اللهو والمجون ، صاحبتهم عدة مرات ورافقتهم دون علم أهلي ؛ نتواعد علي اللقاء في شقة أحدهم لمشاهدة الفيديو والأفلام الإباحية حتي مطلع الفجر .
ذات ليلة قام أحدهم متطوعا لصنع إبريق شاي وليته ما صنع !
ليته ما قام من مقامه إلي يوم القيامة !
فقد وضع الشقي في أكواب الشاي كلها حبوب مخدرة دون أن نعلم ، وبعد أن تناولنا الشاي شعرنا بنشوة عجيبة مع رغبة في استرجاع الطعام الذي أكلناه منذ دقائق ..
كانت تلك المرة الأولي التي أتناول فيها حبوب مخدرة !
عاتبت صديقي عتابا شديد علي فعلته القذرة ؛ فقال أنها مجرد دعابة بريئة وما هي ببريئة ؛ إنها دعابة الشيطان ودعوة إبليس للإدمان والسير في خطي الشياطين !
عند عودتي للبيت في حدود الخامسة فجراً ؛ وجدت شقيقتي هناء تنتظرني في لهفة وخوف بسبب تأخري في العودة للمنزل ، أخذتني علي الفور إلي حجرتي دون أن يشعر أحد وعاتبتني عتابا شديد علي السهر حتي طلوع الفجر كل يوم !
هددتني بإبلاغ أبي وأمي إذا لم أرتدع وأهتم بدراستي وانقطع عن شلة السوء ، وليتني استمعت إلي نصيحتها
وخشيت تهديدها !
لكنه الشيطان الملعون أعماني وعدت في اليوم التالي إلي نفس شلة السوء وطلبنا من صاحبنا الذي أعد لنا إبريق الشاي بالأمس أن يحضر لنا علي الفور أكواب الشاي المُحلاة بالحبوب المخدرة ؛ فقد أحببناها وأدمناها وعشقناها !
فوجئنا بصاحب السوء يقول لنا أنه يشتريها وثمنها غال جداً ؛ فجمعنا من بعضنا مبلغ كبير من النقود أعطيناه إياه كي يشتري لنا الأقراص الملعونة !
مع مرور الأيام لاحظ أبي تدهور صحتي وسألني عما أعانيه ؛فلم أستطع أن أجيبه بشيء ، وبالبحث والتحري عرف الكثير عن اجتماعاتي مع شلة السوء ، فاتخذ قراره الفوري بنقلي إلي مدرسة أخري حتي ابتعد نهائيا عن أصدقاء السوء ؛ لكن هيهات هيهات أن تتركني شلة الشياطين ابتعد عنهم هكذا بسهولة ، لقد زينوا لي الباطل حق والحرام حلال علي اعتبار أننا نتعاطى المخدرات والخمر فقط ولا نتاجر فيهما وليس في ذلك شبهة أو جريمة ... والله غفور رحيم .
مرت الأيام ونحن نرتع في لهونا الخبيث واجتماعاتنا اليومية نلهو ونشرب المخدرات والمسكرات بكل أنواعها !
ظهرت نتيجة آخر العام وكنت من الراسبين ؛ فكيف
يحالفني التوفيق والنجاح وأنا أجري لاهثاً في طريق الشيطان !
كانت الصدمة هائلة علي أبي وأمي وأخواتي ولم يخفف من هولها إلا نجاح شقيقتي الحبيبة هناء وحصولها علي مجموع كبير أدخلها كلية الطب .
أما أنا فمن رسوب إلي رسوب ومن سيء إلي أسوأ ، فقد استمرت لفاءاتي مع شلة السوء نتناول كل أنواع المخدرات والخمور ..
ذات ليلة وأثناء عودتي للمنزل فوجئت بأختي هناء مستيقظة بانتظاري ؛ وحدثت بيننا مواجهة ونصحتني للمرة الثانية بأن انتبه لحالي وإلا فسوف تضطر لإبلاغ أبي وأمي بأحوالي ورجوتها إلا تفعل مع وعد صادق مني بعدم العودة إلي شلة الشياطين .
لكن هيهات هيهات ، فأنا إن تركتهم هم لن يتركوني ، وهذا ما حدث بالفعل حيث تواصلت اجتماعاتنا في وكر الإدمان ، حتي أنني وبدون وعى مني أخبرتهم أن أختي الطاهرة هناء تهددني بإبلاغ أبي عن سهراتي الماجنة حتي مطلع الفجر كل يوم وإدماني المخدرات والخمر ، وليتني ما أخبرتهم .. ليتني ما أخبرت هؤلاء الملاعين .. فقد قال أحدهم ( خيبه الله
) أحسن شيء هو أن تجعلها في صفنا ، قلت له كيف ؟!
قال خذ تلك الحبة المخدرة وضعها لها في كوب الشاي دون أن تراك !... يا إلهي ... ...ماذا تقول ؟!!
ماذا أفعل ؟ .. أنا أضع لأختي الحبيبة الطاهرة ( السم المخدر ) في كوب الشاي !
أنا أدفعها للإدمان مثلنا !
لا .. لا مستحيل أن أفعل ذلك بأختي المسكينة الطاهرة !!!
رفضت ذل العرض الشيطاني ، لكنهم تكاتفوا عليّ وأخذوا يوسوسون لي ويزينون لي الأمر سهلاً وبسيطا وأنها لن تخسر شيئا ؛ فوافقتهم تحت تأثير المخدرات !
عندما عدت للبيت نفذت جريمتي القذرة في حق أختي ، أغز الناس ؛ وضعت لها الحبة المخدرة في الشاي وليت يدي قُطعت أو شُلّت قبل أن أفعل ذلك بأختي !!
في اليوم التالي ذهبت إلي أصدقاء الشيطان وأخبرتهم بما فعلت ؛ فباركوا فعلتي الملعونة وهنئوني علي مصيبتي في نفسي وفي أختي الطاهرة !!
قالوا لا تخف سوف نساعدك علي علاجها من الإدمان .. لا تشيل هم !
مرت الأيام ونحن نمرح في غيّنا وعبثنا الماجن وسربنا للمخدرات !
ذات ليلة كئيبة فوجئت بأختي الحبيبة هناء تشكو من صداع رهيب في رأسها وسألتني : هل وضعت لي شيئا
في الشاي ؟ ....
استحلفتني بالله أن أخبرها بالحقيقة مع وعد صادق منها بألا تفشي سري لأحد ؛ فأخبرتها بكل شيء !!
ساعتها طلبت مني هناء تلك الحبة الملعونة حتي تتخلص من الصداع الرهيب ؛ فرحمتها وأعطيتها ما تريد !!
تدهورت أحوال هناء الدراسية بعد إدمانها الحبوب المخدرة ، وانقطعت نهائيا عن دراسة الطب ، فكانت صدمة أخرى جديدة علي أسرتي لم تستطع أمي أن تتحملها وأُصيبت بالشلل التام !!
ليتني ما ولدتني أمي ؛ فقد أدمنت هناء تلك الحبة الملعونة بصورة بشعة وصارت تلح عليّ في طلبها مني وأنا لا أدري ماذا أفعل ؟!!
لجأت إلي أغز أصحابي الشياطين ووافق علي إعطائي ما أريد من الحبوب المخدرة وبسخاء شديد بشرط أن أحضر له أختي العفيفة الطاهرة في شقته !!!!!!
يا إلهي ...! ماذا يطلب مني ذلك الحيوان القذر ؟!!
رفضت بالطبع وعنفته علي شرطه الدنئ وتشاجرت معه!
مرت الأيام وهناء تعيش في عذاب مستمر رهيب بسبب إدمانها الحبة اللعينة وتلح في طلبها واضطررت لمصارحتها بطلب ذلك الذئب الآدمي الملعون ؛ وفوجئت بها توافق علي الذهاب إلي شقة صاحبي الفاجر !!
حاولت أن أمنعها بشتى الطرق دون فائدة وذهبت معها بالفعل إلي وكر الإدمان عند هؤلاء الشياطين واستقبلني صاحبي استقبال الفاتحين مرحبا ومهللا ؛ ثم طلب مني أن أذهب لقضاء بعض الحاجيات لزوم السهرة الحمراء !!
عدت بعد ساعة وإذا بي أري أختي المسكينة عارية تماماً من ثيابها !!
صرخت ملتاعاً ... يا إلهي .. لقد أصبحت ديوثاً بعد أن صرت مدمناً ... تظاهرت بالتماسك من أجل أم الخبائث وبعد أن قضي منها الملعون وطره عدنا أدراجنا إلي البيت مهزومين يلفنا العار من كل جانب !!!!!!!!!!!
أنا لا استطيع أن أنظر في وجه أختي التي قدمتها وليمة مجانية علي مائدة الذئاب .. ماذا أقول لها ؟!!
كيف أنظر إلي عينيها بعد ذلك العار الأبدي ؟!!
يا إلهي ماذا أفعل ؟!!
مرت الأيام ولاحظت أن هناء كثيرة الخروج من البيت ، تقريبا كل يوم وتتأخر في العودة ، وعندما واجهتها صرخت في وجهي : أنت السبب ولا يحق لك أن تعترض علي شيء !!
هي فعلاً محقة ؛ فأنا الذي أدخلتها عش الشياطين بيدى ، أنا الذي أجرمت في حق نفسي وعائلتي وأختي الضائعة !!
أصبحت هناء تذهب إلي كل أوكار الشياطين لممارسة
الرذيلة معهم مقابل المخدرات والمسكرات !!
ساءت أحوالها كثيراً حتي وقعت الواقعة وتم ضبطها عارية في شقة أحد الشياطين ، وكانت فضيحة كبري تحدثت عنها كل المدينة ، ولم أستطع أن أرفع وجهي في عين أي مخلوق !!
لقد أصبح العار يلازمنا طوال عمرنا ، وقرر أبي أنت نهاجر إلي مكان بعيد لا يعرفنا فيه أحد ؛ لكننا لم نكد نشرع في هجرتنا حتي فوجئنا بإخطار من الشرطة بأن شقيقتي هناء المسكينة انتحرت وهي في محبسها !!!
كل ذلك حدث لي ولأسرتي ولأختي الراحلة بسبب المخدرات ( أم الخبائث ) التي دمرت حياتي ومستقبل وسُمعة عائلتي ، وأفكر جدياً في الانتحار مثل أختي !!!
تلك كانت مأساة صاحبي وحيد ... يا لها من مأساة يشيب من هولها الولدان .. لقد دمرت المخدرات أسرة بأكملها وانتهت مأساتهم بالعار الذي ليس بعده عار !
رغم كل شيء أقول لصاحبي وحيد اقرأ بخشوع قول الحق سبحانه وتعالي ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) / 53 / الزمر .
نعم يا أخي إن الله يغفر الذنوب جميعاً ؛ فلا تيأس من رحمة الله وابدأ حياتك من جديد بعيداً عن هؤلاء الشياطين
الذين ألبسوك ثوب المذلة والعار !!
وتلك نصيحتي لكل الآباء والأمهات .. ضعوا أولادكم نصب أعينكم ، حاولوا التقرب إليهم بأسلوب مرن وكأنهم أصدقائكم وأخواتكم ، فكروا معهم بصوت مرتفع وتأكدوا أنهم لا يصاحبون أصدقاء السوء وما أكثرهم في غرف الدردشة الشيطانية وزمن الفيس بوك وشركاه !!
تلك هي اختراعات العصر المدمرة التي أحسن الغرب استخدامها والاستفادة منها ، واستخدمها الشباب العربي والمصري بمنتهي الغباء الحصري !!!
يجب علي كل أب أن يصاحب ابنه وكذلك كل أم ... انظروا إليهم بعين المحب الواعية لا عين الراعي الغافلة عن غنمه الشاردة حتي لا تضيعوا في متاهات الحياة وذئابها البشرية !!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& ملحوظة هامة ....
الأسماء الواردة في قصتي من بنات أفكاري ( خيالية ) .
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب مصري
ـــــــــ 6 ـــــــــ
أم الخبائث ..!
بقلم
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب مصري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصراحة ووضوح واختصار أم الخبائث هي الخمر والمخدرات ، آه من تلك الآفة الخبيثة التي ضيّعت وما زالت الألوف من شباب أمتنا العربية والإسلامية ، إنها سلاح شياطين الإنس والجن ؛ يقتادون به فريستهم لمصيرها المحتوم !!
إنه مصير أسود ينتظر كل من يقع في شباك هؤلاء الشياطين !
كم من أسر كريمة كانت تعيش في سعادة وهناء ؛ دمرتها أم الخبائث عندما يقع في شراكها ابن من أبنائها أو عائلها الذي يرعاها !
كم من نفوس تحطمت وصارت خرابا بسبب إدمانها الخمر والمخدرات !
كم من شباب واعد كان ينتظره مستقبل عريض تحطمت آماله وأحلامه بسبب المخدرات وإدمان الخمر ..!
لكن ما حدث لصاحبي وحيد كان أفظع وأفظع وذلك بسبب صحبة السوء وأصدقاء الشيطان الذين جرّوه جراً للإدمان .. ولأتركه يقص بنفسه مأساته ومأساة أسرته ......
أنا شاب ميسور الحال من أسرة عريقة ؛ نشأت وسط أبواى وأخوتي ؛ يجمعنا بيت ترفرف عليه ظلال وارفة من السعادة والمحبة .
لي من الأخوات أربعة أشقاء وأختي الوحيدة هناء ؛ كنت أنا رجل البيت بعد أبي ، الكل يعتمد عليّ وعلي نجاحي في دراستي الثانوية العامة ؛ يأملون جميعا أن أصبح طبيبا مشهورا يُشار إليّ بالبنان ...
لكن ألف آه وآه .. كم من إنسان ضاعت حياته قبل إتمام حلمه ، كم من شخص عجز عن تحقيق حلمه لظروفه الصعبة !
تعرفت في مدرستي الثانوية علي شلة أصدقاء كلامهم
معسول ، حياتهم ناعمة لا تعرف غير اللهو والمجون ، صاحبتهم عدة مرات ورافقتهم دون علم أهلي ؛ نتواعد علي اللقاء في شقة أحدهم لمشاهدة الفيديو والأفلام الإباحية حتي مطلع الفجر .
ذات ليلة قام أحدهم متطوعا لصنع إبريق شاي وليته ما صنع !
ليته ما قام من مقامه إلي يوم القيامة !
فقد وضع الشقي في أكواب الشاي كلها حبوب مخدرة دون أن نعلم ، وبعد أن تناولنا الشاي شعرنا بنشوة عجيبة مع رغبة في استرجاع الطعام الذي أكلناه منذ دقائق ..
كانت تلك المرة الأولي التي أتناول فيها حبوب مخدرة !
عاتبت صديقي عتابا شديد علي فعلته القذرة ؛ فقال أنها مجرد دعابة بريئة وما هي ببريئة ؛ إنها دعابة الشيطان ودعوة إبليس للإدمان والسير في خطي الشياطين !
عند عودتي للبيت في حدود الخامسة فجراً ؛ وجدت شقيقتي هناء تنتظرني في لهفة وخوف بسبب تأخري في العودة للمنزل ، أخذتني علي الفور إلي حجرتي دون أن يشعر أحد وعاتبتني عتابا شديد علي السهر حتي طلوع الفجر كل يوم !
هددتني بإبلاغ أبي وأمي إذا لم أرتدع وأهتم بدراستي وانقطع عن شلة السوء ، وليتني استمعت إلي نصيحتها
وخشيت تهديدها !
لكنه الشيطان الملعون أعماني وعدت في اليوم التالي إلي نفس شلة السوء وطلبنا من صاحبنا الذي أعد لنا إبريق الشاي بالأمس أن يحضر لنا علي الفور أكواب الشاي المُحلاة بالحبوب المخدرة ؛ فقد أحببناها وأدمناها وعشقناها !
فوجئنا بصاحب السوء يقول لنا أنه يشتريها وثمنها غال جداً ؛ فجمعنا من بعضنا مبلغ كبير من النقود أعطيناه إياه كي يشتري لنا الأقراص الملعونة !
مع مرور الأيام لاحظ أبي تدهور صحتي وسألني عما أعانيه ؛فلم أستطع أن أجيبه بشيء ، وبالبحث والتحري عرف الكثير عن اجتماعاتي مع شلة السوء ، فاتخذ قراره الفوري بنقلي إلي مدرسة أخري حتي ابتعد نهائيا عن أصدقاء السوء ؛ لكن هيهات هيهات أن تتركني شلة الشياطين ابتعد عنهم هكذا بسهولة ، لقد زينوا لي الباطل حق والحرام حلال علي اعتبار أننا نتعاطى المخدرات والخمر فقط ولا نتاجر فيهما وليس في ذلك شبهة أو جريمة ... والله غفور رحيم .
مرت الأيام ونحن نرتع في لهونا الخبيث واجتماعاتنا اليومية نلهو ونشرب المخدرات والمسكرات بكل أنواعها !
ظهرت نتيجة آخر العام وكنت من الراسبين ؛ فكيف
يحالفني التوفيق والنجاح وأنا أجري لاهثاً في طريق الشيطان !
كانت الصدمة هائلة علي أبي وأمي وأخواتي ولم يخفف من هولها إلا نجاح شقيقتي الحبيبة هناء وحصولها علي مجموع كبير أدخلها كلية الطب .
أما أنا فمن رسوب إلي رسوب ومن سيء إلي أسوأ ، فقد استمرت لفاءاتي مع شلة السوء نتناول كل أنواع المخدرات والخمور ..
ذات ليلة وأثناء عودتي للمنزل فوجئت بأختي هناء مستيقظة بانتظاري ؛ وحدثت بيننا مواجهة ونصحتني للمرة الثانية بأن انتبه لحالي وإلا فسوف تضطر لإبلاغ أبي وأمي بأحوالي ورجوتها إلا تفعل مع وعد صادق مني بعدم العودة إلي شلة الشياطين .
لكن هيهات هيهات ، فأنا إن تركتهم هم لن يتركوني ، وهذا ما حدث بالفعل حيث تواصلت اجتماعاتنا في وكر الإدمان ، حتي أنني وبدون وعى مني أخبرتهم أن أختي الطاهرة هناء تهددني بإبلاغ أبي عن سهراتي الماجنة حتي مطلع الفجر كل يوم وإدماني المخدرات والخمر ، وليتني ما أخبرتهم .. ليتني ما أخبرت هؤلاء الملاعين .. فقد قال أحدهم ( خيبه الله
) أحسن شيء هو أن تجعلها في صفنا ، قلت له كيف ؟!
قال خذ تلك الحبة المخدرة وضعها لها في كوب الشاي دون أن تراك !... يا إلهي ... ...ماذا تقول ؟!!
ماذا أفعل ؟ .. أنا أضع لأختي الحبيبة الطاهرة ( السم المخدر ) في كوب الشاي !
أنا أدفعها للإدمان مثلنا !
لا .. لا مستحيل أن أفعل ذلك بأختي المسكينة الطاهرة !!!
رفضت ذل العرض الشيطاني ، لكنهم تكاتفوا عليّ وأخذوا يوسوسون لي ويزينون لي الأمر سهلاً وبسيطا وأنها لن تخسر شيئا ؛ فوافقتهم تحت تأثير المخدرات !
عندما عدت للبيت نفذت جريمتي القذرة في حق أختي ، أغز الناس ؛ وضعت لها الحبة المخدرة في الشاي وليت يدي قُطعت أو شُلّت قبل أن أفعل ذلك بأختي !!
في اليوم التالي ذهبت إلي أصدقاء الشيطان وأخبرتهم بما فعلت ؛ فباركوا فعلتي الملعونة وهنئوني علي مصيبتي في نفسي وفي أختي الطاهرة !!
قالوا لا تخف سوف نساعدك علي علاجها من الإدمان .. لا تشيل هم !
مرت الأيام ونحن نمرح في غيّنا وعبثنا الماجن وسربنا للمخدرات !
ذات ليلة كئيبة فوجئت بأختي الحبيبة هناء تشكو من صداع رهيب في رأسها وسألتني : هل وضعت لي شيئا
في الشاي ؟ ....
استحلفتني بالله أن أخبرها بالحقيقة مع وعد صادق منها بألا تفشي سري لأحد ؛ فأخبرتها بكل شيء !!
ساعتها طلبت مني هناء تلك الحبة الملعونة حتي تتخلص من الصداع الرهيب ؛ فرحمتها وأعطيتها ما تريد !!
تدهورت أحوال هناء الدراسية بعد إدمانها الحبوب المخدرة ، وانقطعت نهائيا عن دراسة الطب ، فكانت صدمة أخرى جديدة علي أسرتي لم تستطع أمي أن تتحملها وأُصيبت بالشلل التام !!
ليتني ما ولدتني أمي ؛ فقد أدمنت هناء تلك الحبة الملعونة بصورة بشعة وصارت تلح عليّ في طلبها مني وأنا لا أدري ماذا أفعل ؟!!
لجأت إلي أغز أصحابي الشياطين ووافق علي إعطائي ما أريد من الحبوب المخدرة وبسخاء شديد بشرط أن أحضر له أختي العفيفة الطاهرة في شقته !!!!!!
يا إلهي ...! ماذا يطلب مني ذلك الحيوان القذر ؟!!
رفضت بالطبع وعنفته علي شرطه الدنئ وتشاجرت معه!
مرت الأيام وهناء تعيش في عذاب مستمر رهيب بسبب إدمانها الحبة اللعينة وتلح في طلبها واضطررت لمصارحتها بطلب ذلك الذئب الآدمي الملعون ؛ وفوجئت بها توافق علي الذهاب إلي شقة صاحبي الفاجر !!
حاولت أن أمنعها بشتى الطرق دون فائدة وذهبت معها بالفعل إلي وكر الإدمان عند هؤلاء الشياطين واستقبلني صاحبي استقبال الفاتحين مرحبا ومهللا ؛ ثم طلب مني أن أذهب لقضاء بعض الحاجيات لزوم السهرة الحمراء !!
عدت بعد ساعة وإذا بي أري أختي المسكينة عارية تماماً من ثيابها !!
صرخت ملتاعاً ... يا إلهي .. لقد أصبحت ديوثاً بعد أن صرت مدمناً ... تظاهرت بالتماسك من أجل أم الخبائث وبعد أن قضي منها الملعون وطره عدنا أدراجنا إلي البيت مهزومين يلفنا العار من كل جانب !!!!!!!!!!!
أنا لا استطيع أن أنظر في وجه أختي التي قدمتها وليمة مجانية علي مائدة الذئاب .. ماذا أقول لها ؟!!
كيف أنظر إلي عينيها بعد ذلك العار الأبدي ؟!!
يا إلهي ماذا أفعل ؟!!
مرت الأيام ولاحظت أن هناء كثيرة الخروج من البيت ، تقريبا كل يوم وتتأخر في العودة ، وعندما واجهتها صرخت في وجهي : أنت السبب ولا يحق لك أن تعترض علي شيء !!
هي فعلاً محقة ؛ فأنا الذي أدخلتها عش الشياطين بيدى ، أنا الذي أجرمت في حق نفسي وعائلتي وأختي الضائعة !!
أصبحت هناء تذهب إلي كل أوكار الشياطين لممارسة
الرذيلة معهم مقابل المخدرات والمسكرات !!
ساءت أحوالها كثيراً حتي وقعت الواقعة وتم ضبطها عارية في شقة أحد الشياطين ، وكانت فضيحة كبري تحدثت عنها كل المدينة ، ولم أستطع أن أرفع وجهي في عين أي مخلوق !!
لقد أصبح العار يلازمنا طوال عمرنا ، وقرر أبي أنت نهاجر إلي مكان بعيد لا يعرفنا فيه أحد ؛ لكننا لم نكد نشرع في هجرتنا حتي فوجئنا بإخطار من الشرطة بأن شقيقتي هناء المسكينة انتحرت وهي في محبسها !!!
كل ذلك حدث لي ولأسرتي ولأختي الراحلة بسبب المخدرات ( أم الخبائث ) التي دمرت حياتي ومستقبل وسُمعة عائلتي ، وأفكر جدياً في الانتحار مثل أختي !!!
تلك كانت مأساة صاحبي وحيد ... يا لها من مأساة يشيب من هولها الولدان .. لقد دمرت المخدرات أسرة بأكملها وانتهت مأساتهم بالعار الذي ليس بعده عار !
رغم كل شيء أقول لصاحبي وحيد اقرأ بخشوع قول الحق سبحانه وتعالي ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) / 53 / الزمر .
نعم يا أخي إن الله يغفر الذنوب جميعاً ؛ فلا تيأس من رحمة الله وابدأ حياتك من جديد بعيداً عن هؤلاء الشياطين
الذين ألبسوك ثوب المذلة والعار !!
وتلك نصيحتي لكل الآباء والأمهات .. ضعوا أولادكم نصب أعينكم ، حاولوا التقرب إليهم بأسلوب مرن وكأنهم أصدقائكم وأخواتكم ، فكروا معهم بصوت مرتفع وتأكدوا أنهم لا يصاحبون أصدقاء السوء وما أكثرهم في غرف الدردشة الشيطانية وزمن الفيس بوك وشركاه !!
تلك هي اختراعات العصر المدمرة التي أحسن الغرب استخدامها والاستفادة منها ، واستخدمها الشباب العربي والمصري بمنتهي الغباء الحصري !!!
يجب علي كل أب أن يصاحب ابنه وكذلك كل أم ... انظروا إليهم بعين المحب الواعية لا عين الراعي الغافلة عن غنمه الشاردة حتي لا تضيعوا في متاهات الحياة وذئابها البشرية !!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& ملحوظة هامة ....
الأسماء الواردة في قصتي من بنات أفكاري ( خيالية ) .
أحمد عبد اللطيف النجار
كاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق