الأربعاء، 22 يناير 2020

محمد صبيح يكتب .....

و

القصة  ......ذات قيمة فنية كبيرة وقيمة ادبية عالية  وفبها الحكمة  والعظة  وفيها العبرة والمتعة  وفيها الفكرة الناضجة  وفيها الاثارة والتشويق   . ....    وهي من العناصر التربوية  الرفيعة  والتعليمية الرائعة والفنون الكلامية  الشائقة والاساليب الجميلة  التي يستمتع بها الافراد والجماعات وهي عنوان ثقافة الامة ورمز ادابها وعاداتها وحتى امجادها وهي   ذات شان بعيد في تأديب الناشئة وتربية الاجيال لما تحمل  من معان وقيم نبيلة كريمة وما تنفر من عادات ذميمة قبيحة فتمجد الاخلاق الفاضلة وتدافع عن القيم  السامية وتحض على الشمائل الحميدة.................
.............................
وانقشعت السحب وتبددت في اجواز الفضاء  وحملتها الريح الى  الافاق البعيدة  تحمل في طياتها الخير العميم  وتحط به على الجبال والمرتفعات  وتنشره على القيعان والاودية  والهضاب  والسفوح  فتجري الاودية  وتسيل السواقي تجرف  امامها الصخور والجنادل  تتدحرج تحدث الشلالات البديعة  متناغمة مع تساقط المياه فتغمر سطح الارض  ..
فتطل الشمس من بين السحاب كانها الحسناء في خدرها ترفع سترها مطلة على البقاع والقيعان  وتتسلل خيوطها الى التلال والجبال  وسرعان ما تختفي وراء الغمام ...
وينتهز الراعي الوقت  وينطلق باغنامه الى المرعى لتقتات  ما جادت به الطبيعة  من نبات وكلأ  الذي يسد الرمق  فتسرع الاغنام الى المرعى  تعلو الهضاب وتهبط الوهاد  حيث يكثر العشب  وينمو الربيع  والراعي سعيدة نفسه باغنامه  التي سامت في المرعى  بين  غثاء ونغمات  الاجراس  المعلقة في رقبة بعض الشياه نظرا  لمكانتها في القطيع فيسري في نفس الراعي  كانها الموسيقى الحالمة  التي  تداعب الوجدان فتنتشي النفس وتلذ  عينه  وتهيج في نفسه الشجون والالحان  فيشدو بالحان جميلة على وقع الناي  الذي،يصحبه معه  ليضفي متعة على متعة  وما يدور في خلده  من سعادة وسرور . فيجلس على صخرة  في البرية مع اغنامه يراقب اغنامه جذلا مسرورا  فتقر عينه  بمنظر أغنامه وهي تنتشر  سائمة تلتهم العشب والكلأ  تنطلق حيث تشاء فاذا ما شبعت  ربضت في مربضها  تجتر ما اكلت  ويتعامل معها الراعي بكل هدوء وطمأنينة  .وفي غمرة هذا الانسياح  والطمأنينة  اذ خرجت عليه  ذئبة جائعة تتضور جوعا  وما  يتصف به الذئب من غدر ومخاتلة ومكر مظهرا والوداعة  وعدم الاهتمام الا ان الراعي اخذ الحيطة والحذر  من هذا الخطر  الداهم فهو يبيت السوء والشر  وتنبه الراعي الى غدر الذئب ومكره وخداعه والفتك باحدى الشياه  واقبل وادبر فحمل عليها الراعي مستعينا بحارس القطيع ذاك الكلب المدرب الشرس والمخلص لصاحبه  وقطيع الغنم  فاقتحمت الذئبة  وهجمت على القطيع لكن يقظة ااراعي وكلبه ابعدها عن القطيع وطردها وتبعه الكلب الى ان فرت هاربة   ولم تتمكن من فريسة لها حيث نشبت  بينهما معركة شديدة كانت نهايتها ايقاع  جراح ثخينة بالذئبة  وفرت مدبرة في اقصى البرية  وهكذا باءت محاولتها بالفشل الذريع وعادت لا تلوي على شيء بعد  ان تغلب عليها الراعي  وكلبه  المخلص .....
وفي اليوم التالي خرج الراعي كعادته يسوق اغنامه الى المرعى وحارسه الامين الوفي  الى جانبه  فقطعا مسافة بعيدة  في المرعى وسامت الشياه في المرعى والراعي على حذر ويقظة تامة  وفي  اثناء تجواله في المرعى بين اغنامه بكل حذر   وانتباه    واذ به يسمع عواء  جرو ذئب حديث الولادة فاقترب  من الصوت  واذ به جرو  صغير  لم تمض على ولادته بضع   ساعات فنظر اليه الراعي  وهو يتلوى من الجوع فاشفق عليه وأخذه  وعاد به مع قطيع الاغنام الى منزله من المرعى . وقال لأمه لقيت جرو ذئب صغيرا حديث الولادة  فاشفقت عليه وحملته معي  لتربيته وتعهده فهو جرو صغير لا يقوى على شيء .....فما كان من الام اي  . .. ام الراعي ..... الا أن اخذت ترضع الجرو  من لبن الشاة التي اتخذتها حلوبة    لها في كل صباح الى ان نما وأصبح   ذئبا كببرا  ...
وفي يوم من الايام  وفي الصباح الباكر  نهضت الام من نومها   بعد ان ذهب ابنها بشياهه الى المرعى كعادته
وتوجهت  الى الشاة لحلبها فوجدت العحب العجاب وجدت الذئب يبقر بطن الشاة ويأكل احشاءها ويشرب دمها  فضربت الام   كفا بكف ولطمت وجهها وقالت ......
بقرت شويتهتي وفجعت قلبي
وانت لشاتنا ولد ربيب

غذيت بدرها وربيت فينا
فمن انباك ان اباك ذيب

أذا كان الطباع طباع سوء
فلا ادب يفيد ولا اديب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...