قصه قصيره بعنوان
صحوة ضمير
بقلم سيد عبد المعطي
.....من وقت لآخر ينظر أبيه الي برواز فارغ ليس به صوره وعليه شارة سوداء فتفر الدمعة من عينيه فيسأل محمود أبيه ماذا يوحي هذا البرواز الفارغ يا ابي ولماذا عليه شارة سوداء؟
فينظر الأب الي إبنه حزين ولا يتفوه بكلمه واحده ثم يربت علي كتف محمود،يقول له تحلي بالصمت.
.....مرت الأيام والسنين وكبر محمود وإلتحق بكلية الحقوق ،وكان طالب مميز متفوق في دراسته ،حاولت أكثر من جماعه ضم محمود اليها في أنشطة الجامعه ولكنه كان يرفض ،إجتاز كل الإختبارات حتي وصل الي السنه النهائيه فكان من العشر الأوائل بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف .
.....قدم محمود أوراقه بالجامعه حتي يحقق حلمه وهو أن يصبح معيدا بالجامعه ولكن لعدم وجود واسطه ولأنه من أسره محدودي الدخل لم يقبل طلبه.
.....همس في أذنيه أحد الطلبه نحن يا صديقي في زمن إبن الدكتور دكتور وإبن القاضي قاضي وإبن الفلاح فلاح فنحن قد نفد رصيدنا نحن خارج نطاق الخدمه،وبدأ هذا الشيطان في بث سمومه وإستطاع في خلال ساعه السيطره علي عقله وعمل له عملية غسيل مخ.
......تعددت ببنهما اللقاءات وقال له هذا الشيطان علينا بالإنتقام من هذه الفئه الضاله فيجب علينا تحطيم هذه الدكتوتاريه وخلخلة نظامها ،فقال له محمود وكيف؟؛-علي الفور أعطاه عنوان وقال له إنني أعمل في أحد التنظيمات السريه التي تسعي لإعادة هيكلة الدوله فهذا هدفها الأساسي ،وأصبح محمود عضوا فعالا في هذه المنظمه ،أنفقوا عليه المال الكثير وإشتروا له سياره فارهه ثم وضعوا له السم في العسل ،يجب أن تدفع المقابل وقاموا بإسناد أحد المهام له وهي يجب إقالة محافظ الأسكندريه فقال لهم وكيف؟
فقالوا له بعد يومان عيد الفطر المبارك وسوف يصلي العيد في أكبر ساحه بمحافظة الإسكندريه بجوار قسم شرطة المحافظه وقد قمنا بزرع مفرقعات دخان مسيله للدموع لا تؤذي أحد هذه الحركه الغرض منها هي زعزعة الأمن علي أثرها سوف يتم إقالة المحافظ ومدير الأمن.
.....لقد إخترناك لتقوم بتنفيذ المخطط فقال لهم محمود ولكن كيف؟
فقالوا له خذ هذه الولاعه هذه الولاعه بها جهاز تفجير دقيق جدا بطريقة ما سوف يتم حجزك بقسم الشرطه وفي لحظة ساعة الصفر سوف تقوم بتفحير كنبلة الدخان فقط عليك بإخراج سيجاره وإشعالها بالولاعه سوف تتم عملية التفجير.
.....بالفعل نجح الجزء الأول من الخطه ودخل محمود قسم الشرطه متهم ولكن حدث ما لم يكن متوقعا تري ماذا حدث؟ :-لقدقابل محمود رجل عجوز هذا الرجل نظر الي محمود بعنايه ثم إقترب منه وقال له من أنت ؟:-فقال له علي إسمه رباعي فإحتضن محمود وبكي فقال له محمود ما الذي يبكيك يا عماه فقال له تذكرت عمك إنه كان يشبهك فقال له أنا ليس لي عم فقال له إذا عمل أبوك بالوصيه فقال له أية وصيه .
......فقال له الرجل إن عمك بطل فدائي كان يحارب معنا ضد الإستعمار كنا نسميه بالجندي الملثم فكان يحارب ويقوم بالعمليات الفدائيه ولا يعرفه أحد كان شجاعا مغوارا لا يهب الموت لا يعرفه أحد إلا القليل .
.....وذات مرة كنا في عمليه أنا وعمك وخمسة من الفدائيين وكان الهدف هو تفجير مخزن للأسلحه والزخيره للعدو بسيناء وأثناء تنفيذ العمليه حدث إشتباك مع العدو ونفدت الزخيره فقررنا الإنسحاب ولكن عمك أبي ولم ينسحب وتسلل حتي وصل الي الهدف وقام بتفجير المخزن ومات شهيدا في هذه العمليه وكانت وصيته هو عدم ذكر إسمه فهو يقاتل في سبيل الله وليس للشهره وطلب من عمك في وصيته التخلص من كل الصور الفوتغرافيه وهنا تذكر محمود البرواز الفارغ الذي عليه شارة سوداء فإنفجر في البكاء وقال للرجل ولكن يا عماه لقد تغير الوضع ويجب تغيير النظام فصاح فيه غاضبا كان لعمك مقاله مشهوره لأحد الشعراء.
(بلدي وإن هانت علي عزيزه
أهلي وإن ضنوا علي كرام)
علي الفور صاح محمود مناديا علي المسؤلين وشرح لهم كل ما حدث وكان ذلك قبل صلاة العيد بنصف ساعه علي الفور تحركت الأجهزه الأمنيه وتم التوصل الي مكان الكنبله وكانت كنبله عنقوديه وليست دخان الهدف منها هي القضاء علي المصلين بساحة صلاة العيد علي الفور تم الإتصال بخبير المفرقعات ولكن الوقت ضيق علي الفور لم يتردد محمود لحظه واحده وأخذ الكنبله وتوجه الي البحر وإستقل أحد اللانشات وفر به بأقصي سرعه حتي غاب عن الأنظار ثم أخرج هاتفه المحمول وإتصل بأبيه وقال له تخلص من كل الصور الفوتغرافيه يا أبي وضع صوره فارغه بجوار صورة عمي وضع عليها شارة سوداء.
.... ولم تمضي لحظات ودوي الإنفجار واستشهد محمود
....مع تحياتي سيد عبد المعطي
صحوة ضمير
بقلم سيد عبد المعطي
.....من وقت لآخر ينظر أبيه الي برواز فارغ ليس به صوره وعليه شارة سوداء فتفر الدمعة من عينيه فيسأل محمود أبيه ماذا يوحي هذا البرواز الفارغ يا ابي ولماذا عليه شارة سوداء؟
فينظر الأب الي إبنه حزين ولا يتفوه بكلمه واحده ثم يربت علي كتف محمود،يقول له تحلي بالصمت.
.....مرت الأيام والسنين وكبر محمود وإلتحق بكلية الحقوق ،وكان طالب مميز متفوق في دراسته ،حاولت أكثر من جماعه ضم محمود اليها في أنشطة الجامعه ولكنه كان يرفض ،إجتاز كل الإختبارات حتي وصل الي السنه النهائيه فكان من العشر الأوائل بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف .
.....قدم محمود أوراقه بالجامعه حتي يحقق حلمه وهو أن يصبح معيدا بالجامعه ولكن لعدم وجود واسطه ولأنه من أسره محدودي الدخل لم يقبل طلبه.
.....همس في أذنيه أحد الطلبه نحن يا صديقي في زمن إبن الدكتور دكتور وإبن القاضي قاضي وإبن الفلاح فلاح فنحن قد نفد رصيدنا نحن خارج نطاق الخدمه،وبدأ هذا الشيطان في بث سمومه وإستطاع في خلال ساعه السيطره علي عقله وعمل له عملية غسيل مخ.
......تعددت ببنهما اللقاءات وقال له هذا الشيطان علينا بالإنتقام من هذه الفئه الضاله فيجب علينا تحطيم هذه الدكتوتاريه وخلخلة نظامها ،فقال له محمود وكيف؟؛-علي الفور أعطاه عنوان وقال له إنني أعمل في أحد التنظيمات السريه التي تسعي لإعادة هيكلة الدوله فهذا هدفها الأساسي ،وأصبح محمود عضوا فعالا في هذه المنظمه ،أنفقوا عليه المال الكثير وإشتروا له سياره فارهه ثم وضعوا له السم في العسل ،يجب أن تدفع المقابل وقاموا بإسناد أحد المهام له وهي يجب إقالة محافظ الأسكندريه فقال لهم وكيف؟
فقالوا له بعد يومان عيد الفطر المبارك وسوف يصلي العيد في أكبر ساحه بمحافظة الإسكندريه بجوار قسم شرطة المحافظه وقد قمنا بزرع مفرقعات دخان مسيله للدموع لا تؤذي أحد هذه الحركه الغرض منها هي زعزعة الأمن علي أثرها سوف يتم إقالة المحافظ ومدير الأمن.
.....لقد إخترناك لتقوم بتنفيذ المخطط فقال لهم محمود ولكن كيف؟
فقالوا له خذ هذه الولاعه هذه الولاعه بها جهاز تفجير دقيق جدا بطريقة ما سوف يتم حجزك بقسم الشرطه وفي لحظة ساعة الصفر سوف تقوم بتفحير كنبلة الدخان فقط عليك بإخراج سيجاره وإشعالها بالولاعه سوف تتم عملية التفجير.
.....بالفعل نجح الجزء الأول من الخطه ودخل محمود قسم الشرطه متهم ولكن حدث ما لم يكن متوقعا تري ماذا حدث؟ :-لقدقابل محمود رجل عجوز هذا الرجل نظر الي محمود بعنايه ثم إقترب منه وقال له من أنت ؟:-فقال له علي إسمه رباعي فإحتضن محمود وبكي فقال له محمود ما الذي يبكيك يا عماه فقال له تذكرت عمك إنه كان يشبهك فقال له أنا ليس لي عم فقال له إذا عمل أبوك بالوصيه فقال له أية وصيه .
......فقال له الرجل إن عمك بطل فدائي كان يحارب معنا ضد الإستعمار كنا نسميه بالجندي الملثم فكان يحارب ويقوم بالعمليات الفدائيه ولا يعرفه أحد كان شجاعا مغوارا لا يهب الموت لا يعرفه أحد إلا القليل .
.....وذات مرة كنا في عمليه أنا وعمك وخمسة من الفدائيين وكان الهدف هو تفجير مخزن للأسلحه والزخيره للعدو بسيناء وأثناء تنفيذ العمليه حدث إشتباك مع العدو ونفدت الزخيره فقررنا الإنسحاب ولكن عمك أبي ولم ينسحب وتسلل حتي وصل الي الهدف وقام بتفجير المخزن ومات شهيدا في هذه العمليه وكانت وصيته هو عدم ذكر إسمه فهو يقاتل في سبيل الله وليس للشهره وطلب من عمك في وصيته التخلص من كل الصور الفوتغرافيه وهنا تذكر محمود البرواز الفارغ الذي عليه شارة سوداء فإنفجر في البكاء وقال للرجل ولكن يا عماه لقد تغير الوضع ويجب تغيير النظام فصاح فيه غاضبا كان لعمك مقاله مشهوره لأحد الشعراء.
(بلدي وإن هانت علي عزيزه
أهلي وإن ضنوا علي كرام)
علي الفور صاح محمود مناديا علي المسؤلين وشرح لهم كل ما حدث وكان ذلك قبل صلاة العيد بنصف ساعه علي الفور تحركت الأجهزه الأمنيه وتم التوصل الي مكان الكنبله وكانت كنبله عنقوديه وليست دخان الهدف منها هي القضاء علي المصلين بساحة صلاة العيد علي الفور تم الإتصال بخبير المفرقعات ولكن الوقت ضيق علي الفور لم يتردد محمود لحظه واحده وأخذ الكنبله وتوجه الي البحر وإستقل أحد اللانشات وفر به بأقصي سرعه حتي غاب عن الأنظار ثم أخرج هاتفه المحمول وإتصل بأبيه وقال له تخلص من كل الصور الفوتغرافيه يا أبي وضع صوره فارغه بجوار صورة عمي وضع عليها شارة سوداء.
.... ولم تمضي لحظات ودوي الإنفجار واستشهد محمود
....مع تحياتي سيد عبد المعطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق