الجمعة، 27 سبتمبر 2019

خواطري .... بركات الساير العنزي

الكاتب : بركات الساير العنزي
من كتابي ( خواطري )
مقالة اليوم
115-ظاهرة النفاق في عصرنا الحاضر
ظاهرة النفاق ظاهرة قديمة من الجاهلية حتى عصرنا الحاضر، لا أريد أن أتكلم عن التفاق وتاريخه وصفاته ، فقد أصبحت معروفة ومكشوفة .لكن مايدهشني ويدهش الكثيرين ،كثرة هؤلاء المنافقين حولك ، موجودون في كل مكان ، غايتهم التبريرللمعتدي ،ومدح أفعال الظالم. وتمجيد وتعظيم شخصيات لم تقدم شيئا يستحق هذا التمجيد .يقلبون الهزيمة إلى انتصار والكذب إلى صدق .ويشمتون بمصائب الناس ،ويرقصون ويغنون على عذاب المساكين وتشردهم وقتل أولادهم ، يبررون تدمير المدن وسفك الدماء ، ويستهزئون بمطالب الشعوب وشكواهم وحقوقهم ولديهم ألف اتهام ضد من ينتقدهم أو يشير إليهم .
هذه الظاهرة التي أصبحت تتمدد عند كثير من المثقفين والدارسين والكتاب والإعلاميين . وينشط هؤلاء عند أزمات الشعوب والاضطرابات والحروب. وأصبحت هذه الظاهرة موجودة في كل مكان ، يتسابقون لاستقبال المدير الجديد ، ويتبارون في المدح والثناء فيه قبل أن يستلم عمله . ويظهرونه أنه الذكي والمبدع . والناجح المتميز . ويقلبون الحقائق حتى يعم الفساد.
إنها ظاهرة تدفع للاشمئزاز. رجل دين صاحب وعلم وثقافة دينية، درس في الجامعات والمعاهد الدينية ، تجده منافقا كذابا. مادوافعه لذلك ؟ يريد المال والجاه .إذا فضل الدنيا على الآخرة ليرم عمامته . ويترك المنابرفذلك أفضل من أن يسقط في أعين الناس . ويخسر آخرته ، هو امتهن هذه المهنة السامية من أجل الأجر والثواب عند الله ، ليعلم الناس الحق والحقيقة ، والناس كانت تراه قدوة في كل شيء يحترمون رجل الدين ويقدمونه في مجالسهم ، ويستشسرونه في امورهم وإذا بهم يتفاجأون بأنه منافق وبوق دعاية. يتجنب الحق ويصطف مع الباطل. ويزور الأحاديث والآيات القرآنية ويفسرها كما يطلب منه .
إذا كنت مجبرا على ذلك اصمت واترك المنبر ، واعتزل في بيتك وحافظ على دينك .وذلك الصحفي حيث كان الناس تتابع مقالاته وإطلالاته وتحليلاته ، ويتابعون قلمه الحر ، يكتب وينقد ويزيح عن صدر قرائه هموما تقبع في نفوسهم والناس يرونه مثلا أعلى . وتأتي المناسبة اللعينة لتكشف أن ذاك الكاتب هو كاتب أفاق مناور مخادع ، ليس له مبدأ ولاضمير ، يبيع نفسه لمن يدفع له أكثر.النفاق في يومنا هذا أصبح مهنة تحتاج إلى تدريب ودراسة وعلم . لذلك تجد المنافق بارعا في الكلام والخطابة ، وتجده بارعا في الكذب والتزييف وقلب الحقائق . يظهر الحق باطلا ، ويظهر الباطل حقا . ويتغلغلون بين الناس يدسون أنوفهم في كل شيء .وأخطر فئات المنافقين . هم الإعلاميون في الصحافة والتلفاز ، وبعض المثقفين المشهورين وبعض من رجال الدين . ومن رجال الفن . ولكن لا نعمم هناك منهم الشرفاء الوطنيون الذين لا يبعون ضمائرهم ولا مبادءهم . هناك من بقي محافظا على عهده ووعده ، فكان نورا وهداية يصدح بالحق ضد الباطل .
والأفضل لك ان تبتعد عن المنافقسن المتلونين فلا تصادقهم ، ومن كان صديقا لك ، اقطع صلة صداقتك معه ، لأنهم لا أمان لهم ، فإنهم يفعلون كل شيء من أجل نفاقهم . المنافقون كثيرون وهم الأخطر على المجتمع. لانهم يجعلون قيادة المجتمع قيادة عمياء ، لاترى الواقع ولا تعرف الحقيقة إلا من خلال عيون المنافقين ، الذين يجعلون الخير شرا ،ويغطون الشمس بالسواد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...