الخميس، 26 سبتمبر 2019

بقلم... سيد عبدالمعطي.. قصة قصيرة بعنوان.. صفاء القلوب

قصه قصيره بعنوان صفاء القلوب
بقلم سيد عبد المعطي
..... دخل ماجد علي أبيه مبتهجاً وكأنه أمسك الدنيا كلها بين يديه لقد إجتزت كل إختبارات النيابه العامه يا أبي لقد أصبحت وكيلاً للنائب العام فأضاءت الفرحة وجه أبيه وسرعان قد تسرّب الخبر الي أهل حيّه بمنطقة السيده زينب ولكن الغريب أن الخبر السعيد لم يسعد الكثير منهم لقد إستقبلوا الخبر وكأنهم قد مات لهم عزيز وقد لاحظ ماجد وأبيه ذلك فمنهم من قال إبن بائع البقاله أصبح وكيلاً للنائب العام منهم من قال بسخريه وكأننا في آخر الزمان إبن البقال أصبح وكيلاً للنائب العام ،ولكن وضع عم صابر الحلواني صاحب عربة البليله والبسبوسه كان مختلقاً فقد فرح فرحةً كبيره ووزع كل ما عنده من بسبوسه وحلوي وبليله علي كل أهل الحي إحتفالاً بهذا الخبر السعيد وأخذ إبنه محمود ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الخمسة أعوام وذهب مسرعاً الي ماجد وأبيه وقام بتقبيل رأس ماجد وقال بكل فخر وإعتزاز لقد رفعت رأسنا يا ماجد بفوزك بهذا المنصب الحساس الكبير وكيلاً للنائب العام الرجل المناسب في المكان المناسب الف الف مبروك يا بني  وفقك الله وأعانك علي هذا المنصب .
..... مرت الأيام والسنين ورحل عم صابر عن الحياه وإلتحق إبنه محمود بكلية الحقوق وكان محمود مثالاً للإبن المثالي فقد جمع بين مذاكرة دروسه بكلية الحقوق والعمل علي عربة البليله والبسبوسه التي ورثها عن أبيه حتي يساعد أمّه وإخوته علي مشاقة الحياه وأخيراً إنتصر محمود علي ظروف الحياه الصعبه ونجح بتقدير عام جيد جداً فقدّم أوراقه ليلتحق بالنيابه العامه ولكن كان أمله ضعيف جداً فهو من أسره كادحه فقيره بالإضافه الي عمله علي عربة أبيه عربة البليله والبسبوسه في المساء وجاءت المقابله الشخصيه ودخل حجره كبيره بها ثلاثة من كبار الشخصيات بالنيابه العامه فطرحوا عليه عدة أسئله من هذه الأسئله ما اسمك رباعي وماذا يعمل أبيك فأجاب محمود إنّ أبي قد رحل عن الحياه فقال له أحدهم ماذا كان يعمل قبل وفاته ؟فقال حلواني فقال له هل عنده محل في حي راق؟ٍ فوضع محمود رأسه في الأرض قائلاً لا يمتلك أبي محل بحي راق لقد رحل عن الحياه وترك لي عربة بليله فأنا أقوم بعمل البليله والبسبوسه بحي السيده زينب لمساعدة أمي وإخوتي علي مصاريف المعيشه فنظر رئيس اللجنه في ورق محمود ثم قال اللهم أغفر لعم صابر وارحمه فتعجب محمود فقال له الرجل أكتب لي رقم هاتفك المحمول ففعل محمود وخرج محمود من الحجره وقد تملّكه اليئس وظن إنه فشل وبعد شهران جاءه إتصال هاتفي فإذ برجل يبدُ عليه الوقار يقول له أرجوا أن تعمل لي خمسين كيلوا من الحلويات المشكله وعشرين كيلوا بليله بالمكسرات وسوف أحضر بعد العشاء لأخذها بالفعل قام محمود بعمل الطلب وفي الميعاد  نزل رجل من سياره فخمه ودخل علي محمود وسلّم عليه وقام بتقبيل رأسه فقال له من أنت؟ فقال له أنا الذي طلب منك هذه الأشياء كم تريد فقال له ثلاثة الآف جنيه فأعطاه الرجل المبلغ وأخذ يوزعها علي كل الحي فقال لمحمود مبروك يا محمود لقد فزت بمنصب وكيل النائب العام فنظرله محمود وتذكّره فقال له أنت الرجل الذي كنت في لجنة الأختبار فضحك وقال له بل أنا رئيس اللجنه وأنا من أهل هذا الحي وعندما فزت بمنصب وكيل النائب العام قام أبيك بتقبيل رأسي ووزع كل ما عنده من حلوي علي أهل الحي وجئت اليوم لأرد الجميل مبروك يا سيادة وكيل النائب العام ورفع يده قائلاً اللهم أغفر لعم صابر وأرحمه ذلك الرجل صاحب القلب الطيب الصافي .
..... وشكراً مع تحياتي سيد عبد المعطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...