مقدِّمة ديوان ((( سمفونيات الحُبّ بالكلمات ))) للشاعر الدكتور رمزي عقراوي بقلم الشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية البارعة فريال صائغ
غزلَ الغزلَ وشائح مرصعة سرمدية التواقيع ، آتية من جذوره العريقة وهائمة الى ما لا نهاية وحاك لنا من الحُب قصائداً كأنها بساط ريح حلّق بنا فوق قصور الشعر والادب فحط رحاله على غماماتٍ ماطراتٍ ثقافة وإطلاع. أهدانا من الوجدانيات باقات مُخْضرّة ومن التأثُّر خوابي لا تنضب. أنْبت من الشوق دوالي عربدت على جدران الذاكرة فتدلّت عناقيد تشبه الاضواء . مَدَّ من العشق جسوراً للوصال ، وشجَّر المعاني بساتين غنّاءة فترعرعتْ ثمرة ثقافته ناضجة نضرة لوَّحَتْها شمس التجارب فحلا قِطافها. مسك بيدنا_ ونحن المأخوذون_ وسار بنا الى واحة الادب العريق ، وأدخَلَنا الى جماليات الشعر وترَكنا نلهو مع الحروف والمعاني ونرقص على وتر القوافي والنغم. خواطر وأفكار سُكِبتْ على الورق فأزْهرَت أشعار وشكّلت أنهر وسواقي من رذاذ سحري يُدْعى " الشعر الحديث".
*** بفصاحة أفصحَ شاعرنا عن كل مكنوناته وببلاغته صقل حنايا قصائده وبحداثة تحدّث عن تجاربه وأتقن إختيار مواضيعه وفجّر موهبته الابداعية الأدبية ، فأدّت مهامها على أكمل وجه وإن صحَّ تعبيري ؛ " على أكمل قصيدة ". كان مُنْصِفاً في مشاعره ولكنه متنوع في إختيار مواضيعه رغم أنها تصب جميعاً في خانة المرأة. والمرأة كان لها الدور الرئيسي في كتاباته، فهي ملهمته الأولى. أعطاها المقام الرفيع وسلَّمها دَفَّة مركبه; كإستعماله عبارة "لأجلكِ أحببتُ كل مَن في العراق" وصفه الدقيق لأُنْثاه شكلاً ومضموناً والتحدث بإسمها يَنمُّ عن خبرة ومعرفة في أمور المرأة وإطلاع على شؤونها. أفرغ " رمزي العقراوي" مكنوناته في دواوين عشق لا ينتهي يفيض إخلاصاً ومودّة. في الخاطر الكثير من الخواطر ففاض التعبير بما يختلج في الصدر من أحاسيس وما يجوب في النفس من رغبات وما يدور في الذهن من ثقافة وبلاغة. وأتى على ذكر تجاربه بكل عفوية وتحدَّث عن ذاته العاشقة المتمردة بكل وضوح وتلقائية. كما تحسَّر على سنينه الغابرة فكان جريح الهوى طالباً العطف والوصال دون نقص أو مَذَلّة مُتَّكِلا" على حرفه المطواع المَرِن ومستنداً على عبارات لائقة المقام. هو الرؤوف حينا"، فتَرَفَّق. والحازم أحيانا" فحسم أمر عواطفه وشدّ لجامها. وهو الشغوف المفعم بالغبطة تارةً والظمآن المُكَبّل بالمتاعب طوراً. وكل هذا التناقض يعود ربما ل" شيطان الشعر "على حدّ تعبيره القابع في وجدانه العاشق. تطَرّق الى وجع البُعد ومرارة الفراق وشكى النوى والهجران بإيطار من الحكمة والتَرَوّي رغم إندفاعه ودفْق مشاعره. صحيح ان الأنثى في قصائده كانت المحور لكن دارت في فلكها مواضيع جمّة. تناول قضايا مجتمعه في لغة الوجدان والمشاعر فكان لسان حال ربعه. كما تفاعل مع ما يحيط به من إبداعات الله فجاءت تعابيره مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياة البيئة التي يعيشها ويكون قد تشارك أفكاره وآراءه مع المحيط لتُثير الاهتمام وتلاقي الاستحسان. لم يغفل عن تأملاته في الوجود ولا عن الطبيعة والانسان بل تحدّث عن الذات والآخر ، وتطرّق الى ما يُفرِح وما يُحْزِن وذكَر عهد الشباب ومرْتَع المشاعر الغَرّة وعَرَّج على سياق الحال ولم ينسَ خلّانه أومسقط رأسه فبدَتْ أصالته واضحة ، ووطنيته جليّة بلا غُبار. مرّ مروره على " دجلة" و " الموصل" مُتحدِّثاً عن الهَجْر لموطن أحلامه مُرغماً رغم بقائه على عهد الأيام الخوالي . وحطَّ رحاله عندما حكى عن قِلَّة حيلته ببعده عن العراق الجريح ؛ فكان بهذا الصدد مروره كريم كمرور الكرام وليس عابِراً أو عَرَضيّاً بل كعبور سهم النار في الخاصرة.
*** خلاصةٌ أُولى : شاعرنا لم يبخل عشقاً وعاطفة بل أغدَقنا مروءة وفروسية بأناشيدوجدانية كاملة الأوصاف والمواصفات
الجدير بالذِكْر إن غزارة إنتاج الدكتور رمزي لم تفقد التركيبة اللغوية غناها، ولم توقِعه في فخ التكرار والحشو. فكان الإيجاز حيث تَوَجَّب والاستطراد حيث تَطَلّبَ. طاقته الشعرية كامنة في المنثور البليغ والفصيح القريب الى المنظوم والموزون بل يضاهيه أهمية ومكانة. فقول القافية جاء متنوع وبمرونة المُتَمَكِّن مِن قَلَمِه الواثق. لم نشعر عند الشاعر أن كلماته قد خرجتْ من مخاضٍ عسير بل أتتْ سَلِسة ، إنسيابية ، عفوية ونابعة من موهبة حقيقية ومخزون شِعري خصب. والمعاناة لديه لم تكن تخبُط عشوائي بل أتت راقية رصينة رغم الملح المنثور فوق الجرح. إن قصائده أو " سمفونياته" كما سمَّاها، لم تُبصر النور بتَكَلّف وتَزَلُّف بل وظّفَ مفرداته لخدمة آرائه وجَيَّش حروفه لمصلحة المعنى العام ، فأُنْزِلَت الكلمة المناسبة في مكانها المناسب. هذا القالب اللغوي المؤطّر بموهبة فنية فريدة أدّى مهامه بكل براعة وقدّم للقارئ إرث أدبي في الشعر الحديث والبَوْح الإيقاعي. فالإيقاع الوزني للكلمات أحْدَثَ موسيقى شعريّة مُحَبَبة، متناغمة ،متوافقة، تركت جَمَّ الأثر في أُذُن السامع وفي ذهن القارئ. إذن بُنْية النَصّ جمالية إيقاعية لها نغم متوازن وعبارات مُنَظّمة تُجاري الحَدَث بوقائع مُتَسَلْسِلة وليس عَرْضاً سطْحيّاً للكلمات من أجل مَلْئ فراغ أو إتّباع قافية. أتقَن التعبير ولم يهدر الهوامش وكان واعياً لكل ما يدور في فلك حدْسه فنثَرَ لنا الصور الفنيّة الكثيرة في وصف بديع مُحَبَب وخيال خصب وبَذْخ مُسْتَمَد مِن فَنّ أدبي مُشَبّع بحرارة العبارة وبَلْوَرَة الكلمات والقوافي، لذا بان جوهر أدبه برّاقاً ذو قيمة لا يُستهان بها و سَخَّر كل طاقاته الابداعية روافِد رَوَت قصيدته بأُسلوبٍ فيه كل وجوه البيان لتزهو وترتقي.
*** فلسفة الشاعر هنا دعمتها الفصاحة فأتى الافصاح مرِناً بلا تعقيد رغم فخامة الفاظه وعمقها واحياناً ندرة تداولها. إنفعاله العاطفي وموهبته الفَذّة وثقافته العامة وإطّلاعه اللغوي وإلْمامه الادبي من المقومات الوفيرة التي يمتلكها وبنى هيكل قصائده على أُسُسِها و ثوابتها. لم يكتف أديبنا بعرض مشاعره باسلوب سردي قصصي بل طَرَّز لنا نصوصه بتعابير إنشائية لغوية مِن أمرٍ ونهي وإستفهام..... وبصوَرٍ حسّية إيحائيّة دلاليّة هادفة بِلُغّة عربية صحيحة و سليمة لا يشوبها شائبة.مع ذِكْر المشاهد الوصفيّة الموجودة بِبَحْبوحةٍ، كذلك التكرار اللفظ للدلالة على أهميّة ما يجول في خاطر الشاعروالحرص على توصيلها بأمانةٍ لِذِهْنِ المُتَلَقّي. بالإضافة الى تراكم المعاني وبلاغة التعبير وغِنى المفردات وإستعمال الافعال بزمن المضارع ليَنْقُل لنا الصُوَر حَيّة والمَشاهد بواقعيّة كي نتعايش مع الحَدَث ونتشارك المشاعر . إذن كل هذه الاساليب البلاغية وسواها من : طباق، جناس ، تشبيه، إستعارة....لها عمق الأثَر وحَقَّقَت أهدافها في جماليّة كتاباته وشَكَّلَت ذَخيرة لغويّة لا يُسْتَخَفّ بِدَويّ أصدائها. ويصُحّ القَوْل بأنّ الشاعر صان حَرْفه مِن ترهات الكلمة العشوائية و تَعِب على قصائده ورَعاها كما يتعب الاب الحنون على تربية أفلاذ أكباده.
*** فالحُبُّ بالكلمات، بسمفونياته الاربعين إنجاز أدبي بحياة الدكتور رمزي عقراوي الشعرية , يتوجب في حضرة الكلمة خشوع القلب ترفّقاً ويطيب في رحاب الشعر السهر والتسامر. دفق الغدير، فروسية الشهم ، إشراقة الدجى وبذخ المطر... كلٌّ وأكثر. فسمو كلماته ارتقت الى مصاف الابداع ليُخضِع صولجان الشعر لحكمته. أخيراً وليس آخراً، رَفْع القبعة تقديراً والوقوف فترة صمت وتأمل قبل تصفيق حاد لا يعرف نهايته.
بقلم الشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية فريال صايغ
بيروت – لبنان في 24-1-2019
غزلَ الغزلَ وشائح مرصعة سرمدية التواقيع ، آتية من جذوره العريقة وهائمة الى ما لا نهاية وحاك لنا من الحُب قصائداً كأنها بساط ريح حلّق بنا فوق قصور الشعر والادب فحط رحاله على غماماتٍ ماطراتٍ ثقافة وإطلاع. أهدانا من الوجدانيات باقات مُخْضرّة ومن التأثُّر خوابي لا تنضب. أنْبت من الشوق دوالي عربدت على جدران الذاكرة فتدلّت عناقيد تشبه الاضواء . مَدَّ من العشق جسوراً للوصال ، وشجَّر المعاني بساتين غنّاءة فترعرعتْ ثمرة ثقافته ناضجة نضرة لوَّحَتْها شمس التجارب فحلا قِطافها. مسك بيدنا_ ونحن المأخوذون_ وسار بنا الى واحة الادب العريق ، وأدخَلَنا الى جماليات الشعر وترَكنا نلهو مع الحروف والمعاني ونرقص على وتر القوافي والنغم. خواطر وأفكار سُكِبتْ على الورق فأزْهرَت أشعار وشكّلت أنهر وسواقي من رذاذ سحري يُدْعى " الشعر الحديث".
*** بفصاحة أفصحَ شاعرنا عن كل مكنوناته وببلاغته صقل حنايا قصائده وبحداثة تحدّث عن تجاربه وأتقن إختيار مواضيعه وفجّر موهبته الابداعية الأدبية ، فأدّت مهامها على أكمل وجه وإن صحَّ تعبيري ؛ " على أكمل قصيدة ". كان مُنْصِفاً في مشاعره ولكنه متنوع في إختيار مواضيعه رغم أنها تصب جميعاً في خانة المرأة. والمرأة كان لها الدور الرئيسي في كتاباته، فهي ملهمته الأولى. أعطاها المقام الرفيع وسلَّمها دَفَّة مركبه; كإستعماله عبارة "لأجلكِ أحببتُ كل مَن في العراق" وصفه الدقيق لأُنْثاه شكلاً ومضموناً والتحدث بإسمها يَنمُّ عن خبرة ومعرفة في أمور المرأة وإطلاع على شؤونها. أفرغ " رمزي العقراوي" مكنوناته في دواوين عشق لا ينتهي يفيض إخلاصاً ومودّة. في الخاطر الكثير من الخواطر ففاض التعبير بما يختلج في الصدر من أحاسيس وما يجوب في النفس من رغبات وما يدور في الذهن من ثقافة وبلاغة. وأتى على ذكر تجاربه بكل عفوية وتحدَّث عن ذاته العاشقة المتمردة بكل وضوح وتلقائية. كما تحسَّر على سنينه الغابرة فكان جريح الهوى طالباً العطف والوصال دون نقص أو مَذَلّة مُتَّكِلا" على حرفه المطواع المَرِن ومستنداً على عبارات لائقة المقام. هو الرؤوف حينا"، فتَرَفَّق. والحازم أحيانا" فحسم أمر عواطفه وشدّ لجامها. وهو الشغوف المفعم بالغبطة تارةً والظمآن المُكَبّل بالمتاعب طوراً. وكل هذا التناقض يعود ربما ل" شيطان الشعر "على حدّ تعبيره القابع في وجدانه العاشق. تطَرّق الى وجع البُعد ومرارة الفراق وشكى النوى والهجران بإيطار من الحكمة والتَرَوّي رغم إندفاعه ودفْق مشاعره. صحيح ان الأنثى في قصائده كانت المحور لكن دارت في فلكها مواضيع جمّة. تناول قضايا مجتمعه في لغة الوجدان والمشاعر فكان لسان حال ربعه. كما تفاعل مع ما يحيط به من إبداعات الله فجاءت تعابيره مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياة البيئة التي يعيشها ويكون قد تشارك أفكاره وآراءه مع المحيط لتُثير الاهتمام وتلاقي الاستحسان. لم يغفل عن تأملاته في الوجود ولا عن الطبيعة والانسان بل تحدّث عن الذات والآخر ، وتطرّق الى ما يُفرِح وما يُحْزِن وذكَر عهد الشباب ومرْتَع المشاعر الغَرّة وعَرَّج على سياق الحال ولم ينسَ خلّانه أومسقط رأسه فبدَتْ أصالته واضحة ، ووطنيته جليّة بلا غُبار. مرّ مروره على " دجلة" و " الموصل" مُتحدِّثاً عن الهَجْر لموطن أحلامه مُرغماً رغم بقائه على عهد الأيام الخوالي . وحطَّ رحاله عندما حكى عن قِلَّة حيلته ببعده عن العراق الجريح ؛ فكان بهذا الصدد مروره كريم كمرور الكرام وليس عابِراً أو عَرَضيّاً بل كعبور سهم النار في الخاصرة.
*** خلاصةٌ أُولى : شاعرنا لم يبخل عشقاً وعاطفة بل أغدَقنا مروءة وفروسية بأناشيدوجدانية كاملة الأوصاف والمواصفات
الجدير بالذِكْر إن غزارة إنتاج الدكتور رمزي لم تفقد التركيبة اللغوية غناها، ولم توقِعه في فخ التكرار والحشو. فكان الإيجاز حيث تَوَجَّب والاستطراد حيث تَطَلّبَ. طاقته الشعرية كامنة في المنثور البليغ والفصيح القريب الى المنظوم والموزون بل يضاهيه أهمية ومكانة. فقول القافية جاء متنوع وبمرونة المُتَمَكِّن مِن قَلَمِه الواثق. لم نشعر عند الشاعر أن كلماته قد خرجتْ من مخاضٍ عسير بل أتتْ سَلِسة ، إنسيابية ، عفوية ونابعة من موهبة حقيقية ومخزون شِعري خصب. والمعاناة لديه لم تكن تخبُط عشوائي بل أتت راقية رصينة رغم الملح المنثور فوق الجرح. إن قصائده أو " سمفونياته" كما سمَّاها، لم تُبصر النور بتَكَلّف وتَزَلُّف بل وظّفَ مفرداته لخدمة آرائه وجَيَّش حروفه لمصلحة المعنى العام ، فأُنْزِلَت الكلمة المناسبة في مكانها المناسب. هذا القالب اللغوي المؤطّر بموهبة فنية فريدة أدّى مهامه بكل براعة وقدّم للقارئ إرث أدبي في الشعر الحديث والبَوْح الإيقاعي. فالإيقاع الوزني للكلمات أحْدَثَ موسيقى شعريّة مُحَبَبة، متناغمة ،متوافقة، تركت جَمَّ الأثر في أُذُن السامع وفي ذهن القارئ. إذن بُنْية النَصّ جمالية إيقاعية لها نغم متوازن وعبارات مُنَظّمة تُجاري الحَدَث بوقائع مُتَسَلْسِلة وليس عَرْضاً سطْحيّاً للكلمات من أجل مَلْئ فراغ أو إتّباع قافية. أتقَن التعبير ولم يهدر الهوامش وكان واعياً لكل ما يدور في فلك حدْسه فنثَرَ لنا الصور الفنيّة الكثيرة في وصف بديع مُحَبَب وخيال خصب وبَذْخ مُسْتَمَد مِن فَنّ أدبي مُشَبّع بحرارة العبارة وبَلْوَرَة الكلمات والقوافي، لذا بان جوهر أدبه برّاقاً ذو قيمة لا يُستهان بها و سَخَّر كل طاقاته الابداعية روافِد رَوَت قصيدته بأُسلوبٍ فيه كل وجوه البيان لتزهو وترتقي.
*** فلسفة الشاعر هنا دعمتها الفصاحة فأتى الافصاح مرِناً بلا تعقيد رغم فخامة الفاظه وعمقها واحياناً ندرة تداولها. إنفعاله العاطفي وموهبته الفَذّة وثقافته العامة وإطّلاعه اللغوي وإلْمامه الادبي من المقومات الوفيرة التي يمتلكها وبنى هيكل قصائده على أُسُسِها و ثوابتها. لم يكتف أديبنا بعرض مشاعره باسلوب سردي قصصي بل طَرَّز لنا نصوصه بتعابير إنشائية لغوية مِن أمرٍ ونهي وإستفهام..... وبصوَرٍ حسّية إيحائيّة دلاليّة هادفة بِلُغّة عربية صحيحة و سليمة لا يشوبها شائبة.مع ذِكْر المشاهد الوصفيّة الموجودة بِبَحْبوحةٍ، كذلك التكرار اللفظ للدلالة على أهميّة ما يجول في خاطر الشاعروالحرص على توصيلها بأمانةٍ لِذِهْنِ المُتَلَقّي. بالإضافة الى تراكم المعاني وبلاغة التعبير وغِنى المفردات وإستعمال الافعال بزمن المضارع ليَنْقُل لنا الصُوَر حَيّة والمَشاهد بواقعيّة كي نتعايش مع الحَدَث ونتشارك المشاعر . إذن كل هذه الاساليب البلاغية وسواها من : طباق، جناس ، تشبيه، إستعارة....لها عمق الأثَر وحَقَّقَت أهدافها في جماليّة كتاباته وشَكَّلَت ذَخيرة لغويّة لا يُسْتَخَفّ بِدَويّ أصدائها. ويصُحّ القَوْل بأنّ الشاعر صان حَرْفه مِن ترهات الكلمة العشوائية و تَعِب على قصائده ورَعاها كما يتعب الاب الحنون على تربية أفلاذ أكباده.
*** فالحُبُّ بالكلمات، بسمفونياته الاربعين إنجاز أدبي بحياة الدكتور رمزي عقراوي الشعرية , يتوجب في حضرة الكلمة خشوع القلب ترفّقاً ويطيب في رحاب الشعر السهر والتسامر. دفق الغدير، فروسية الشهم ، إشراقة الدجى وبذخ المطر... كلٌّ وأكثر. فسمو كلماته ارتقت الى مصاف الابداع ليُخضِع صولجان الشعر لحكمته. أخيراً وليس آخراً، رَفْع القبعة تقديراً والوقوف فترة صمت وتأمل قبل تصفيق حاد لا يعرف نهايته.
بقلم الشاعرة والفنانة التشكيلية اللبنانية فريال صايغ
بيروت – لبنان في 24-1-2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق