( عندما يشتَعِلُ الجَمال. )
في نزهَةٍ بالغابِ كانَت مَعي تَستَرسِلُ
مَن حَولِنا الأشجارُ حَزينَةُ
كَأنٌَها بالوِشاحِ أحمَراً ... وبالخَريفِ تُزهِرُ
والدُروبُ تَحتناَ تَلتَوي ...
والأُقحُوانُ فَوقَها يُنثَرُ
وَرديَّةً أوراقَها الأشجارُ ... عَن غُصنِها تَرحَلُ
يالَلخَريفِ … كَيفَ بالغابِ وبِالقُلوبِِ يَفعَلُ ؟!!!
قَد لَوَّنَ الأرضَ زَركَشَها…
ولا يَزالُ لَها يُجَمٌِلُ
آفاقُنا قَد داخَلَتها حُمرَةٌ ..تَشوبُها صُفرَةُُ ... وتوغِلُ
يالَلجَمال ... حينَما يَسحَرُ لَونُهُ ... بالبَهاءِ يَرفُلُ
يالَرَوعَتِها الآفاق كَم تَزدَهي ؟
حينَما الشَمسُ عِندَ الغُروبِ تَأفُلُ
أمسَكَت بِيَدي ... مالَت على كَتِفي ...
وشَعرها ... على الخُدودِ مُسدَلُ
سَألَت : ما لَها عَينَيكَ بالجَمال ... لا تَحفَلُ ?
أجَبتها : أما تَرينَ أنٌَني أُمَتٌِعُ ناظِري
قالَت : ولكِنَّكَ لي تُهمِلُ ?…
هَل أنتَ عَنِّي غافِلُ ?…
أجَبتها : يا حُلوَتي ... في قَلبِها الغاباتِ أنتِ الأجمَلُ
سُحقاً لَها الأزهار …
كَذلِكَ في جانِبي… القُرُنفُلُ …
بِغَيرِ عَينَيكِ لا أكادُ في غابِنا أحفُلُ
لَولاهُما ما نَفعُها الأشجارُ إذ تَمايَلُ
إن قورِنَت بِخَصرِكِ المَيّاسِ ...يا وَيحَهُ الثَمِلُ
كم يَميلُ مِثلَما تَمايَلَ السُنبُلُ ?
في حينِ أنٌَ شَعرَكِ الذَهَبيِّ ... يَستَرسِلُ
شَلَّالُ ضَوءٍ مِنَ أُفقِنا يَنزِلُ
والسُنبُلُ كُلٌَما خَطَرتِ في حَقلِهِ يَخجَلُ
ما نَفعُها الوُرودَ إذ نَشُمٌُها ... وفي غَدٍ تَذبُلُ
أمٌَا الشِفاه ... والرِضاب ... فَفيهِما عَسَلُ
والشَهدُ والزَعفَرانُ مُرسَلُ
والجَبينُ اللٌُجَين … ووردُ خَدٌَيكِ يُذهِلُ
ما شأنَها تِلكَ الهِضابُ… في أفقِنا ?
والشُموخُ في غادَتي يُزَلزِلُ
ما شأنَهُ غابنا كُلٌَهُ ... فأنتِ فيهِ الأكمَلُ ؟
لَولاكِ ما كانَ الجَمال ... يَكمُلُ
وخَمرَةُ الكَرمِ من دونَها الشِفاه ... لا تُثمِلُ
فَأنتِ جَيشُُ من الجَمالِ ... بَل جَحفَلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذِقيَّة ….. سورية
في نزهَةٍ بالغابِ كانَت مَعي تَستَرسِلُ
مَن حَولِنا الأشجارُ حَزينَةُ
كَأنٌَها بالوِشاحِ أحمَراً ... وبالخَريفِ تُزهِرُ
والدُروبُ تَحتناَ تَلتَوي ...
والأُقحُوانُ فَوقَها يُنثَرُ
وَرديَّةً أوراقَها الأشجارُ ... عَن غُصنِها تَرحَلُ
يالَلخَريفِ … كَيفَ بالغابِ وبِالقُلوبِِ يَفعَلُ ؟!!!
قَد لَوَّنَ الأرضَ زَركَشَها…
ولا يَزالُ لَها يُجَمٌِلُ
آفاقُنا قَد داخَلَتها حُمرَةٌ ..تَشوبُها صُفرَةُُ ... وتوغِلُ
يالَلجَمال ... حينَما يَسحَرُ لَونُهُ ... بالبَهاءِ يَرفُلُ
يالَرَوعَتِها الآفاق كَم تَزدَهي ؟
حينَما الشَمسُ عِندَ الغُروبِ تَأفُلُ
أمسَكَت بِيَدي ... مالَت على كَتِفي ...
وشَعرها ... على الخُدودِ مُسدَلُ
سَألَت : ما لَها عَينَيكَ بالجَمال ... لا تَحفَلُ ?
أجَبتها : أما تَرينَ أنٌَني أُمَتٌِعُ ناظِري
قالَت : ولكِنَّكَ لي تُهمِلُ ?…
هَل أنتَ عَنِّي غافِلُ ?…
أجَبتها : يا حُلوَتي ... في قَلبِها الغاباتِ أنتِ الأجمَلُ
سُحقاً لَها الأزهار …
كَذلِكَ في جانِبي… القُرُنفُلُ …
بِغَيرِ عَينَيكِ لا أكادُ في غابِنا أحفُلُ
لَولاهُما ما نَفعُها الأشجارُ إذ تَمايَلُ
إن قورِنَت بِخَصرِكِ المَيّاسِ ...يا وَيحَهُ الثَمِلُ
كم يَميلُ مِثلَما تَمايَلَ السُنبُلُ ?
في حينِ أنٌَ شَعرَكِ الذَهَبيِّ ... يَستَرسِلُ
شَلَّالُ ضَوءٍ مِنَ أُفقِنا يَنزِلُ
والسُنبُلُ كُلٌَما خَطَرتِ في حَقلِهِ يَخجَلُ
ما نَفعُها الوُرودَ إذ نَشُمٌُها ... وفي غَدٍ تَذبُلُ
أمٌَا الشِفاه ... والرِضاب ... فَفيهِما عَسَلُ
والشَهدُ والزَعفَرانُ مُرسَلُ
والجَبينُ اللٌُجَين … ووردُ خَدٌَيكِ يُذهِلُ
ما شأنَها تِلكَ الهِضابُ… في أفقِنا ?
والشُموخُ في غادَتي يُزَلزِلُ
ما شأنَهُ غابنا كُلٌَهُ ... فأنتِ فيهِ الأكمَلُ ؟
لَولاكِ ما كانَ الجَمال ... يَكمُلُ
وخَمرَةُ الكَرمِ من دونَها الشِفاه ... لا تُثمِلُ
فَأنتِ جَيشُُ من الجَمالِ ... بَل جَحفَلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذِقيَّة ….. سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق