بسم الله الرحمن الرحيم
الدموع مطافيء الحزن
عندما يكون بكاء الإنسان من خشية الله ، أو
عندما تنهمر دموعه على خديه بسبب فقدان أحبته أو بسبب فراقهم أو إخفاقه بشيء ما فإنّها تكون سخيّةً وحارقة، ولكنّها تغسل القلب وتريح النفس، فيشعر الإنسان ببعض الراحة بعد نزولها .. وتنهمر الدموع بعد لحظات الضعف وربّما الخوف أو اليأس من شيء ما ..
و قد تحدّث الشعراء كثيراً عن الدموع وخصوصاً الدموع التي تسيل منهم بسبب هجر الحبيب أو موته، ووصفوا عذابهم ودموعهم، وتغنّوا بدموع الرجال، وقالوا إنّها من أغلى الدموع لأنّ الرجل لا يبكي إلا لأمرٍ عظيم ..
والدموع تعد من أصدق التعابير التي تصف مدى الحزن والألم الّذي بداخلنا، فهي تعبّر عن مدى الجرح الّذي داخل قلوبنا.. والدموع هي الشيء الوحيد الذي لا نستطيع التحكّم به أو منعه؛ فهي تكشف أسرارنا وخفايا نفوسنا، ومدى اشتياقنا وضعفنا، ومدى الأسف والنّدم ..
وأغلى الدموع دموع الأم، وأصدقها دموع المظلوم، وأكثرها براءةً دموع الأطفال ..
وللدّموع لغةٌ إنسانيّة لا يجيدها إلّا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة ، وهي مطافئ الحزن الكبير ، والله سبحانه وتعالى لم يخلق الدمع لامرئٍ عبثاً، فهو أدرى بلوعة الحزن ومرارة الفراق ..
وأروع ما قيل عن البكاء ما ورد في الحديث النبوي الشريف ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني .. فلا شك أن الهرب من النار والنجاة منها مطلبٌ لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، وفوق ذلك هو الفوز يوم القيامة {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}..[آل عمران: 185]، ولذا يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى سببين للنجاة من النار، هما: البكاء من خشية الله، والحراسة في سبيل الله..
رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ
فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً
فم ا تبقَّ ملوكُ ولا قصورُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في تشرين الثاني ٢٠١٨
الدموع مطافيء الحزن
عندما يكون بكاء الإنسان من خشية الله ، أو
عندما تنهمر دموعه على خديه بسبب فقدان أحبته أو بسبب فراقهم أو إخفاقه بشيء ما فإنّها تكون سخيّةً وحارقة، ولكنّها تغسل القلب وتريح النفس، فيشعر الإنسان ببعض الراحة بعد نزولها .. وتنهمر الدموع بعد لحظات الضعف وربّما الخوف أو اليأس من شيء ما ..
و قد تحدّث الشعراء كثيراً عن الدموع وخصوصاً الدموع التي تسيل منهم بسبب هجر الحبيب أو موته، ووصفوا عذابهم ودموعهم، وتغنّوا بدموع الرجال، وقالوا إنّها من أغلى الدموع لأنّ الرجل لا يبكي إلا لأمرٍ عظيم ..
والدموع تعد من أصدق التعابير التي تصف مدى الحزن والألم الّذي بداخلنا، فهي تعبّر عن مدى الجرح الّذي داخل قلوبنا.. والدموع هي الشيء الوحيد الذي لا نستطيع التحكّم به أو منعه؛ فهي تكشف أسرارنا وخفايا نفوسنا، ومدى اشتياقنا وضعفنا، ومدى الأسف والنّدم ..
وأغلى الدموع دموع الأم، وأصدقها دموع المظلوم، وأكثرها براءةً دموع الأطفال ..
وللدّموع لغةٌ إنسانيّة لا يجيدها إلّا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة ، وهي مطافئ الحزن الكبير ، والله سبحانه وتعالى لم يخلق الدمع لامرئٍ عبثاً، فهو أدرى بلوعة الحزن ومرارة الفراق ..
وأروع ما قيل عن البكاء ما ورد في الحديث النبوي الشريف ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني .. فلا شك أن الهرب من النار والنجاة منها مطلبٌ لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، وفوق ذلك هو الفوز يوم القيامة {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}..[آل عمران: 185]، ولذا يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى سببين للنجاة من النار، هما: البكاء من خشية الله، والحراسة في سبيل الله..
رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ
فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً
فم ا تبقَّ ملوكُ ولا قصورُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في تشرين الثاني ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق