الاثنين، 26 نوفمبر 2018

أسأل عن نور الشمس.......... / شعر محفوظ فرج


أسأل عن نور الشمس / شعر محفوظ فرج
——————-
أسألُ عن أسرارِ غيابِك نورَ الشمسِ
فيوقفَ نهرُ خريسان الجريانَ 
على لهفةِ أحرفِها لعناقٍ أبديٍّ
بينَ الماءِ ونبضِ جذورِ الليمون
أقولُ حبيبةَ روحي :
قولي لي : ماذا كانَ حديثُ العاشقِ
حينَ خلوتِ به
في ظلِّ جدارٍ أشوريٍّ لاتحلو الألفةُ إلا تحتَ أواوينِهِْ
تقول : أطلعْني عَمّا دارَ وراءَ مصباتِ الخابور
من الوَلَهِ المجنونِ بمَعْبَدِ أرْوِقَةِ التوحيدْ
كانَ الحلّاجُ يرَتِّقُ في أوراقِ صحائفَ مزَّقها جندُ السلطان
التقتِ الأرواحُ هناك
فضاعَ الوردُ الجوريُّ
وَغَطَّتْ أسرابُ النورسِ أمواجَ الزاب
قلتُ : هوايَ به كهواك كهواك
أشتاقُ لطلعتِه المسكونةِ بالشجنِ السامرائي
المعجونةِ في سحرِ ملامحِ نورِ الشمسِ
أقولُ له: منذُ زمانٍ وأنا أبحثُ عنك
آهٍ من شقوتِكِ النار
أهِ مني كيفَ تفانى كلُّ كياني
في مستودعِ أسرارك
أكما تختارُ المرسى الضاربَ
في البعدِ تُمرّر فيكَ خيالي
مبسمُكَ المحفوفُ بحمرةِ قلبي
مباهجُ أنسك
حينَ تُقبّلُ أصقاعاً من مَنْسيّاتِ جروحي
رجعُ حديثِك
حين يكحّل أفواهَ النرجسِ
تهتزُّ بوقعٍ أكديٍّ يلقي برسائلِهِ لصبايا المنصور
قلْ ياعاشقَ نورٍ أيّ زمان أنا من يختار
يومياً تقطفُ من روضِ محبتها
أشهى ما قيلَ من الأشعار
يوميا ترتعُ في مخدعِها
تتعللُ من خمرِ الفتنة فوق لماها
أشتاقُ إليك كشوقي لرذاذِ مياهِ الثرثارْ
خذْ من وقتِك ساعةَ لهوٍ
ولتجرِ مراكبُ أنسك ضدّ التيار
هناك ستلقاني وهناكَ هناكَ
تبرقعُ روحي بنداها رأسك حتى القدمينْ
أقولُ جناني أحلى يا أغلى من كل جناني
خذ ما شئتَ تماهتْ دجلةُ تحتَ ثراك
انشغل الناسُ برفعِ الأنقاضِ
وبات الطفلُ المنكوبُ
يُفَتِّشُ عن أمٍّ صَهَرَتْها نيرانُ الأشرار
لستُ سوى حجرٍ داستهُ حوافرُ مرتزقة
في منظار الدولار
لستُ سوى جذعٍ أكلتْهُ النخرةُ حينَ تضيعُ الدار
لايعلمُ أحدٌ سرّي غيرُ الله
أنتَ مفاصلُ أعضائي
وقيامةُ صحوي
باركْ بأناملِك النورانيةِ ذراتِِ ترابي
أيقظ فيّ فنائي
وحياتي فيك ملايين السنوات
قدني نحوِ الجزرِ المأهولةِ
بالثلج وبالنار
تَرَفَّقْ يا مولايَ بلا وعيٍ
تَتَمَطَّى الأحرفُ في حنجرتي
وتضيعُ الأوتار
محفوظ فرج
L’image contient peut-être : 2 personnes, personnes souriantes, personnes debout, enfant, plein air et nature

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...