الخميس، 16 أبريل 2020

الشاعر/ د. محمد موسى ...يكتب ...يا مدينه تتمنى الأمان ...

♥ يا ♥ مدينة ♥ تتمنى ♥ الأمان ♥

ورَأَيْتُهَا عَلَىَ الأَرْضِ جَالِسَةً وكَأَنَّها تَنَامْ
فقْتَرَبَتْ منها وخشيت أَنَّ أيقظهـا مِنْ هذا المَنَامْ

وَفَعْلَتُهَا فَسَأُلْتُهَا مِنْ أَيْنَ قد أتيتِ الأن
قَالَتْ أنا قـد أتيت لفوري لهنا منْ مَدِينَةِ الأحْلَامْ

وَصلتُ وأنا أحلم بأرضكم ليالي بلا منام
ومشـيتُ  لأصل عندكم عَليَّ المَـاءُ أَيـامٍ  وَأَيامْ

فمدينتي تُبْعِدُ عَن مدينتكم مسيرة عام
والمسـافة بيننا تســاوي بُعْدَ العِلْمِ عَنْ الأَحْلَامْ

رَائِعَةً مدينتي  وبَحَّارها ومياهها أمان
فمدينتي الجميلة ماءهَا عَذْب وهي ِبلَا شَطَّانْ

فيها النَّاس بِالحبِّ يُتَبَادَلُونَ وَبِأَمَانْ
نضْحَكُ وَلَا يُوجَدُ عِنْدَنَا بكاء ٌبِلَ نعيش بسَلَامْ

والبَسَمَاتُ والقبولات لبعضنا عنوان
والناس فيهـا يعيشون معاً كأنهم أهل وخلان

ولا توجد عندنا نُقُوداً كباقي البلدان
فالبَسَـمَاتُ بيننـا هـي كل النقود لدينـا وبلا كلام

وحتى القُلُوبٌ ترسم على الأعلام
وفِيهَا الحُبُّ يَبْدُو من الجميع وِبـلا حاجة لبيان

وعِلْمناٌ يُرَفْرِفُ بكلمة أنا هنا إنسان
وَلِمدينتي نَشِيدُ نُقُولِهُ كل صباح لتحية السـلام

أتيت بهدية من عندنا زهور وريحان
لأهل مدينتكم  وليعلموا أني لا أحمل إلا السلام

قُلْتُ مَدِينَتِي لَا تَعْرِفُ هذا الكلام
وأهلـي هنا  لديهم النُّقُودِ هي  عنوان لكل أمان

والعلاقات عندنـا كلام في كلام
ومن المؤكد في يوم سيتغير عليك  أي إنسـان

يُصْبِحُ صديق لأن مصالحه عنوان
ويوماً قد يكون عدوٌ لكَ إذا لم يعجبه منك كلام

والناس بالمدينة كل وقتهم نيام
لا يعملون بل يقلدون ويمضي وقتهم في الكلام

وزاد البلاء عندنا في هذه الأيام
فضرب أرضنا فيروس جاءنا من خارج الجدران

الزمنا البيوت فشوارعنا خالية الأن
وساد الخوف من إقتربنا لبعض وزاد عدم الأمان

وأسكت الخوف الطغاة في كل مكان
وجيوش كانت تخوفنا تهـرب من الوباء كألجبان

وهنا أدرك الإنسان كم هو ضعيف البنيان
فلبس الخوف وكمامه وقفاذ فالمرض من إنسـان

وأصبح الخوف بيننا ونحن أهلٍ وخلان
وفجأة تذكرنا ربنا أنه فوقنا القادر وهو الرحمن

فرفعنا الأيادي نسأله الرضا والأمان
وأغلقنا كل أماكن العبادة خوفاً فاحتار الإنسان

بعضهم قال غضب الله علبكم والله رحمن
والعقلاء قالوا بلاء نزل ليجتهد للدواء الإنسـان

فالله خلقنا وأمرنا بالسعي مع الإيمان
والكريــم لا يطرد من ملكه ولو كان عاصياً للمنان

ففَزَّعَتْ وقالت إذن عنـدكم لا أمان
فأسرعتُ ورائها وهي تبكي علينا وتقول ياحنان

أنا يبْدُو أَخْطَأَتْ طَرِيقِي والعنوان
ولم أكن أظن أن مثلكم بالدنيا قد يسمى إنسان

قلتُ سنسعى لتغير هــذا البنيان
فقد تأتي هنا يوماً فتجدي إنسان غير الإنسان

وتجدي أحلامنا للحب هي عنوان
ويموت عندنا كل الحقد ونمارس الحياة بأمـان

ولا تخاف نساء غدر رجل وزمان
ونحب بعضنا ونعلم أن الله  خلقنا بشر للأمان

ولا يكون عندنا عاطل يعيش لينام
وتزهر حدائقنا بكل زهور رائحتها فل وريحان

ونصنع ترياقاً كما فعلنا من زمان
فقد جاءت أمراضاً فتاكة  ثم غلبهـا الإنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...