طارق المحارب ..
20/4/2020
السويداء ..
وذاكرة الجلاء ..
السَّهلُ جُودٌ والأُخَيُّ سخاءُ
بهما المقامُ على الرُّبوعِ علاءُ
جبلُ العروبةِ شامخٌ برجالِهِ
أنَّى نظرتَ فكلُّهمْ شرفاءُ
حازوا المعالي منْ قديمِ زمانِنا
فغدتْ بهمْ تتبخترُ الأنحاءُ
و مضَوا على نهجِ الجدودِ فلا ترى
إلَّا الجسورَ يهابهُ الأعداءُ
وبهمْ ضلوعٌ تحملُ الودَّ الذي
رُبِّيْ كما طفلٍ بهِ سعداءُ
فنما كنبتٍ ناضرٍ حتَّى استوى
دَوحاً عظيماً يشتهيهِ فضاءُ
فسخا عليهِ بمائِهِ و أضاءَهُ
فالآلُ نورٌ و البيوتُ سناءُ
يا صِنْوَ حورانَ التي زيَّنتَها
ببنيكَ دوماً لايضيعُ عطاءُ
لكَ منْ أُهَيلٍ جاوروكَ تحيَّةٌ
ومودَّةٌ مذخورةٌ و ثناءُ
والتَّوءمانِ و إنْ غدا كلٌّ لهُ
بيتٌ فأمُّ التَّوءمينِ نساءُ
أبناؤهنَّ أبٌ لهمْ هوَ واحدٌ
آباؤُهُ في نَسلِهمْ كرماءُ
بيضُ الوجوهِ كفوفُهمْ فيَّاضةٌ
و عيونُهم للنَّازلينَ صفاءُ
يقتادُهمْ عقلُ الحكيمِ إذا مشَوا
و إذا أقاموا دورُهمْ عذراءُ
يأتي الرَّبيعُ إذا أطلَّ بحُسنِهِ
فترى الكرومَ و أرضُها خضراءُ
عنبٌ و تينٌ والورودُ خمائِلٌ
وثرىً بهِ زيتونةٌ حسناءُ
شبَّتْ على ماءٍ صفتْ عينٌ لهُ
فالغصْنُ غضٌّ و القوامُ رُواءُ
كمْ عانقتْ حبَّاتُها مجداً لدى
فجرٍ بهِ فرسانُهُ النُّجباءُ
رشفوا نعيمَ دُهونِها فبطونُهمْ
شبعتْ فأثمرَ في الجسومِ غذاءُ
و إذا بسلطانٍ يهبُّ مُواجِهاً
كِبْرَ الغزاةِ وقدْ اتاهُ نداءُ
قادَ الكتائبَ في النِّزالِ مُباغتاً
فرَقاً تضيقُ بعرضِها البيداءُ
فسلِ البنادقَ كيفَ تُخرِسُ مدفعاً
وعلى الدُّروبِ تناثرتْ أشلاءُ
فرَّتْ فرنسا بعدَما وهنتْ لها
أيدٍ وحاطتْ غزوَها الأسواءُ
سلْ كلَّ شبرٍ عنْ أسودٍ ألهبوا
صخرَ الشَّآمِ فأعتمتْ أجواءُ
في أرضِ حورانٍ معاركُ أرَّختْ
صولاتِ أهلٍ و الختامُ جلاءُ
و على الفراتِ ملاحمٌ و مفاخرٌ
و على حماةَ تقدُّمٌ و مَضاءُ
وعلى السَّواحلِ غارةٌ تتلو التي
منْ قبلِها حتَّى استُرِدَّ الماءُ
هذي مآثرُ للجدودِ بشامِنا
نصرُ البلادِ و صحبُهُ الشُّهداءُ
يومٌ أغرُّ بهِ المآقي أبصرتْ
و هْيَ التي منْ قبلِهِ رمداءُ
فترى المدائنَ أُنسُها في ليلِها
قهرَ الظَّلامَ فلا تُرى الظَّلماءُ
أضواءُ جِلِّقَ في الجزيرةِ لَمعُها
و حقولِ حِمصٍ و الهواءُ نقاءُ
جابَ المدائنَ حاملاً بُشرى و إذْ
في اللاذقيَّةِ تهطلُ الأنباءُ
غيثاً وفيراً فالمروجُ خصيبةٌ
و القمحُ تجمعُ عودَهُ الشَّهباءُ
يا روحَ يوسفَ كمْ حَييتِ عظيمةً
و كمِ ارتوى منْ عزمِكِ الأبناءُ !!!
في ميسلونَ رُفاتُهُ قدْ عبَّدتْ
دربَ الكفاحِ و أكملَ الخُلَصاءُ
ساروا ونالوا بالشَّهادةِ جنَّة
قبْلَ الورى في خُلْدِها نزلاءُ
دفعوا لساحاتِ الوغى أجسادَهمْ
فمضتْ و عاشتْ بعدَها الأسماءُ
إذْ أقبلَ التَّاريخُ يلثمُ ثغرَها
و الذِّكْرُ حُبٌّ والكتابُ وفاءُ
و رسومُ قافيةٍ تُصوِّرُ ماجداً
جُمِعتْ بها و تجسَّدتْ أعضاءُ
نعتِ المساجدُ كلَّ مِغوارٍ قضى
وكذا الكنائسُ دمعُها سقَّاءُ
والنَّصرُ لولا أنفسٌ توَّاقةٌ
للموتِ أمسى يعتريهِ فناءُ
إنْ يَنشُدِ الشَّعبُ العظيمُ رخاءَهُ
منْ بعدِ ضيقٍ لنْ يضِنَّ رخاءُ
لكنَّ سُنَّةَ عيشِنا فرحٌ بهِ
حُزنٌ وفيهِ مآتمٌ و عزاءُ
كالدَّا ئبينَ على البناءِ كفوفُهمْ
لولا العناءُ لما استطالَ بناءُ
يومٌ على نيسانَ باتَ مُضرَّجاً
كلُّ الورودِ بتُربِهِ حمراءُ
حتَّى النَّدى فيهِ احمرارٌ قدْ بدا
و شذىً و عِطرٌ أترفَتْهُ دماءُ
بقلمي ..
20/4/2020
السويداء ..
وذاكرة الجلاء ..
السَّهلُ جُودٌ والأُخَيُّ سخاءُ
بهما المقامُ على الرُّبوعِ علاءُ
جبلُ العروبةِ شامخٌ برجالِهِ
أنَّى نظرتَ فكلُّهمْ شرفاءُ
حازوا المعالي منْ قديمِ زمانِنا
فغدتْ بهمْ تتبخترُ الأنحاءُ
و مضَوا على نهجِ الجدودِ فلا ترى
إلَّا الجسورَ يهابهُ الأعداءُ
وبهمْ ضلوعٌ تحملُ الودَّ الذي
رُبِّيْ كما طفلٍ بهِ سعداءُ
فنما كنبتٍ ناضرٍ حتَّى استوى
دَوحاً عظيماً يشتهيهِ فضاءُ
فسخا عليهِ بمائِهِ و أضاءَهُ
فالآلُ نورٌ و البيوتُ سناءُ
يا صِنْوَ حورانَ التي زيَّنتَها
ببنيكَ دوماً لايضيعُ عطاءُ
لكَ منْ أُهَيلٍ جاوروكَ تحيَّةٌ
ومودَّةٌ مذخورةٌ و ثناءُ
والتَّوءمانِ و إنْ غدا كلٌّ لهُ
بيتٌ فأمُّ التَّوءمينِ نساءُ
أبناؤهنَّ أبٌ لهمْ هوَ واحدٌ
آباؤُهُ في نَسلِهمْ كرماءُ
بيضُ الوجوهِ كفوفُهمْ فيَّاضةٌ
و عيونُهم للنَّازلينَ صفاءُ
يقتادُهمْ عقلُ الحكيمِ إذا مشَوا
و إذا أقاموا دورُهمْ عذراءُ
يأتي الرَّبيعُ إذا أطلَّ بحُسنِهِ
فترى الكرومَ و أرضُها خضراءُ
عنبٌ و تينٌ والورودُ خمائِلٌ
وثرىً بهِ زيتونةٌ حسناءُ
شبَّتْ على ماءٍ صفتْ عينٌ لهُ
فالغصْنُ غضٌّ و القوامُ رُواءُ
كمْ عانقتْ حبَّاتُها مجداً لدى
فجرٍ بهِ فرسانُهُ النُّجباءُ
رشفوا نعيمَ دُهونِها فبطونُهمْ
شبعتْ فأثمرَ في الجسومِ غذاءُ
و إذا بسلطانٍ يهبُّ مُواجِهاً
كِبْرَ الغزاةِ وقدْ اتاهُ نداءُ
قادَ الكتائبَ في النِّزالِ مُباغتاً
فرَقاً تضيقُ بعرضِها البيداءُ
فسلِ البنادقَ كيفَ تُخرِسُ مدفعاً
وعلى الدُّروبِ تناثرتْ أشلاءُ
فرَّتْ فرنسا بعدَما وهنتْ لها
أيدٍ وحاطتْ غزوَها الأسواءُ
سلْ كلَّ شبرٍ عنْ أسودٍ ألهبوا
صخرَ الشَّآمِ فأعتمتْ أجواءُ
في أرضِ حورانٍ معاركُ أرَّختْ
صولاتِ أهلٍ و الختامُ جلاءُ
و على الفراتِ ملاحمٌ و مفاخرٌ
و على حماةَ تقدُّمٌ و مَضاءُ
وعلى السَّواحلِ غارةٌ تتلو التي
منْ قبلِها حتَّى استُرِدَّ الماءُ
هذي مآثرُ للجدودِ بشامِنا
نصرُ البلادِ و صحبُهُ الشُّهداءُ
يومٌ أغرُّ بهِ المآقي أبصرتْ
و هْيَ التي منْ قبلِهِ رمداءُ
فترى المدائنَ أُنسُها في ليلِها
قهرَ الظَّلامَ فلا تُرى الظَّلماءُ
أضواءُ جِلِّقَ في الجزيرةِ لَمعُها
و حقولِ حِمصٍ و الهواءُ نقاءُ
جابَ المدائنَ حاملاً بُشرى و إذْ
في اللاذقيَّةِ تهطلُ الأنباءُ
غيثاً وفيراً فالمروجُ خصيبةٌ
و القمحُ تجمعُ عودَهُ الشَّهباءُ
يا روحَ يوسفَ كمْ حَييتِ عظيمةً
و كمِ ارتوى منْ عزمِكِ الأبناءُ !!!
في ميسلونَ رُفاتُهُ قدْ عبَّدتْ
دربَ الكفاحِ و أكملَ الخُلَصاءُ
ساروا ونالوا بالشَّهادةِ جنَّة
قبْلَ الورى في خُلْدِها نزلاءُ
دفعوا لساحاتِ الوغى أجسادَهمْ
فمضتْ و عاشتْ بعدَها الأسماءُ
إذْ أقبلَ التَّاريخُ يلثمُ ثغرَها
و الذِّكْرُ حُبٌّ والكتابُ وفاءُ
و رسومُ قافيةٍ تُصوِّرُ ماجداً
جُمِعتْ بها و تجسَّدتْ أعضاءُ
نعتِ المساجدُ كلَّ مِغوارٍ قضى
وكذا الكنائسُ دمعُها سقَّاءُ
والنَّصرُ لولا أنفسٌ توَّاقةٌ
للموتِ أمسى يعتريهِ فناءُ
إنْ يَنشُدِ الشَّعبُ العظيمُ رخاءَهُ
منْ بعدِ ضيقٍ لنْ يضِنَّ رخاءُ
لكنَّ سُنَّةَ عيشِنا فرحٌ بهِ
حُزنٌ وفيهِ مآتمٌ و عزاءُ
كالدَّا ئبينَ على البناءِ كفوفُهمْ
لولا العناءُ لما استطالَ بناءُ
يومٌ على نيسانَ باتَ مُضرَّجاً
كلُّ الورودِ بتُربِهِ حمراءُ
حتَّى النَّدى فيهِ احمرارٌ قدْ بدا
و شذىً و عِطرٌ أترفَتْهُ دماءُ
بقلمي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق