عيد الحب
كرت الأيام وتدحرجت الأزمان، وغاب الأمل وحلَّ السراب.
وها هي في ليلة عيد الحب. تُلملمُ أحزانها وشظايا حطام آمالها المهشمة، واحتضنت آهاتها وسترت بزنديها ثدييها العاريين، وتكورّتْ على سريرها القابع في غرفة منسية في ديار الغربة وهي تلوك ذكريات عمر قد آفل منذ أن وطئت قدميها أرض الاغتراب هرباً من الظلم والقهر والبطش بعد أن هجم على ديارهم أحفاد الترك وغلمان العربان وزنادقة الأخوان أجراء الغرب الحضر المتصَهْين المنافق المتوحش.
وبدأت تمسح دموعها وتدمدم:
آه منك يا زمن
لماذا سِقْتَني وراء أحلام وردية قد فرشها لي بعض أصحابي؟
لماذا سمحت لهم أن يمزقوا تاريخي ويرموني في أحضان الغربة وينسوني؟
وتركتني وحيدة أمشي كالشاة المطيعة وراء سراب غائر في النفوس
ها أنا بعيدةٌ عن وطني وعن أحضان الأحبَّة. فتباً لك يا زمن العهر والقهر والاغتصاب الذي أبعدني عن حضن الوطن ودفء الحبيب
وما أن هبت رياح باردة حتى تجمدت أحلامها كما تجمدت دموعها المنسكبة على الخدود، وأطبقت جفنيها وغَفَتْ لزمنٍ لا بل لأزمان بعد أن خبأت تحت جفنيها الذابلين صوراً لألعاب أيام الطفولة وأحلام أيام الصبا وأمنيات الشباب.
وبدأت تهذي وتصرخ وتنادي :
استيقظي
استيقظي يا إنسانية الكون يا في عيد الحبِّ
وانفضي عنك غبار الظلم والقهر والطغيان
كفاك سباتاً والناس تذبح مثل قطعان الخراف
وآكلي الأكباد يسكرون من شرب دماء البشر
ويرقصون في ظلمتهم على صراخ الأطفال
وعلى نواح الأرامل والمشردين في الأرض
هيا أيتها النفس البشرية توبي وافرشي الفرح
وابذري الحبَّ والأمن والسلام في كلِّ الأوطان
جوزيف شماس
كرت الأيام وتدحرجت الأزمان، وغاب الأمل وحلَّ السراب.
وها هي في ليلة عيد الحب. تُلملمُ أحزانها وشظايا حطام آمالها المهشمة، واحتضنت آهاتها وسترت بزنديها ثدييها العاريين، وتكورّتْ على سريرها القابع في غرفة منسية في ديار الغربة وهي تلوك ذكريات عمر قد آفل منذ أن وطئت قدميها أرض الاغتراب هرباً من الظلم والقهر والبطش بعد أن هجم على ديارهم أحفاد الترك وغلمان العربان وزنادقة الأخوان أجراء الغرب الحضر المتصَهْين المنافق المتوحش.
وبدأت تمسح دموعها وتدمدم:
آه منك يا زمن
لماذا سِقْتَني وراء أحلام وردية قد فرشها لي بعض أصحابي؟
لماذا سمحت لهم أن يمزقوا تاريخي ويرموني في أحضان الغربة وينسوني؟
وتركتني وحيدة أمشي كالشاة المطيعة وراء سراب غائر في النفوس
ها أنا بعيدةٌ عن وطني وعن أحضان الأحبَّة. فتباً لك يا زمن العهر والقهر والاغتصاب الذي أبعدني عن حضن الوطن ودفء الحبيب
وما أن هبت رياح باردة حتى تجمدت أحلامها كما تجمدت دموعها المنسكبة على الخدود، وأطبقت جفنيها وغَفَتْ لزمنٍ لا بل لأزمان بعد أن خبأت تحت جفنيها الذابلين صوراً لألعاب أيام الطفولة وأحلام أيام الصبا وأمنيات الشباب.
وبدأت تهذي وتصرخ وتنادي :
استيقظي
استيقظي يا إنسانية الكون يا في عيد الحبِّ
وانفضي عنك غبار الظلم والقهر والطغيان
كفاك سباتاً والناس تذبح مثل قطعان الخراف
وآكلي الأكباد يسكرون من شرب دماء البشر
ويرقصون في ظلمتهم على صراخ الأطفال
وعلى نواح الأرامل والمشردين في الأرض
هيا أيتها النفس البشرية توبي وافرشي الفرح
وابذري الحبَّ والأمن والسلام في كلِّ الأوطان
جوزيف شماس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق