الأربعاء، 19 فبراير 2020

الأستاذ /كريم خيري العجيمي ...يكتب.. دفنوك حيا ورجعوا...!!

دفنوك حيا ورجعوا..!!
............................
مجرد بوح..

في زمن يتضاءل فيه حجم أحلامك..
حتى يصير مجرد حلم بابتسامة صغيرة..
بحجم انفراجة شفة..
بضعة مليمترات..
وتختزل فيه كل أمنياتك..
لتغدو بقية رجاء..
رجاء..
أن تنعم بسكينة روح فقدتها منذ زمن لم تعد تدري تعداد سنواته من كثرتها..
ولا عدد أيامه من بعثرتها وعجزك عن لملمة شتاتها..
فكلما جمعت في خوابيك بعضها..
انفلت منك باقيها عنوة..
لوهن كفيك عن جمع ما سقط..
كأنك تجمع الماء المالح في قراب مثقوبة..
بعدما أقنعك أحدهم أنه يروي العطش ويبعد الموت بضعة خطوات..
ويؤخر حتفا محتوما..
ويبقي قلبا محكوما بمصرع آكد..
لبضعة أنفاس أخرى..
فرحت تجمع وتجمع..
على أمل أن أيام الوجع ستصاغ قلادة شكوى..
يرفعها حضرة حاجبهم إلى باب معاليهم لعلها ترقق قلوبا قدت حجرا..
وتنقذ-بنظرة عطف-روحا من عطب تموت..
وتموت..
وتموت..
ولكن الأعين كفت..
والآذان صمت..
والوابل لا ينفذ إلى ما يجاوز ما سقط عليه من قساوة مضغهم التي اصطنعوا لها مجنا من الران..
بل أكثر..
فماذا تنتظر؟!..
ورجاؤك يموت أمام عينيك كزهرة ذبلت من طول ظمأ..
وأنت لا تملك حيال موته إلا القبول..
لا لا..
الخضوع والاستسلام..
في زمن كل من فيه بشر هم أقرب للحجارة..!!
وأنت غريب عليه..
دخيل..
لا لشئ..
إلا لأنك ما زلت تحتفظ بالطهارة..!!
ما زلت تحتفظ لقلبك بلين معدنه رغم ما منيت به من خذلان وخسارة..!!
مناضل أنت حقا..
ما زلت تحمل لواء الطهر في وسط الدنس والزيف..
وتعطي روحك ترياقا لأسقامهم وتجزى العلقم والمرارة..!!
غريب زمان كهذا..
وحري بك أن تسقط الجميع من كل حساباتك عمدا..
وتغادر..
ولا تغامر..
لأنك لم تجز على إحسانك إلا السوء..
وكيف سيعترفون بأن جزاء الإحسان إحسانا؟!..
وميزان عدلهم يقوم على الأخذ دون النظر إلى العطاء ولو غيض من فيض أغدقت به على صحراوات حياتهم يوما فأحلتها رياضا تعطرت بأنفاسك طيلة سنوات..
حتى صارت من بعد كونها مرتعا لأصنام من جمود..
إلى أرض للصلاة والقربى..!!
فلما حان موعد الجزاء..
كان الرفض أول رد من دواخلهم المريضة..
فكيف يقنعون أنهم وإن أفنوا أعمارهم وأنفقوا فيك كل غال فلن يكافئوك ولو بعض ما أعطيتهم يوما..
ودون حساب..
وأنك لو أنفقت ملأ الأرض ذهبا..
ما قبلوا منك عدلا ولا صرفا..
فكيف بك وقد أنفقت ما ملكت وما كنت تود أن تملك لتهديه تراب أقدامهم..
فما لانوا..
وما كانوا عند مستوى أصغر حلم علقته يوما على وجودهم..
بل كان خيالك المريض بهم حد الموت هو من زين لك أن تستسيغ العطاء على الحاجة..
والإيثار على الفاقة..
ثم كان انتظارك الصامت..
ليس عن طمع ولكن عن قناعة بأن الحب عطاء بعطاء وقلب بقلب وزيادة..
وأنت أنفقت فيهم ماء روحك..
ونبضك ودقات خافقك ذات زمن..
فكان المنع والقتر..
عن شح من ذوات مريضة بحب التملك..
ثم كان السؤال..
وقوفا بباب النبض تارة لتسعطف لحاجتك..
حاجة محب لمن منحهم نبضه عطرا لأنفاسهم..
فماذا كان الجواب..
يا هذا..
مضى زمن الجود..
والسنوات عجاف..
والسنابل يابسات..
رغم أنك ترى بأم عينيك أن الخزائن ملأى..
لتعود وتكذب عينيك..
وتصدق أحاديث إفك..
وكلمات نسجت من بهتان محض..
كدموع التماسيح..
ووقوفا بباب الود بالود،الزهر بالورد،
تارة..
فماذا كان الجواب..
يا هذا..
ارحل غير مأسوف عليك..
فقد جاوزت حد الحد..
ومنا ألف صد..
ولقلبك ألف تب..
أحمق أنت أن تنتظر أن نهديك ريحانا..
يا أغبر الوجه..
من قال بأن هذا الزمان للحمقى..
هذا زمان فيه تقدر بحجم ما معك..
من..
ومن..
ومن..
إنها المدنية..
والحضارة..
فيا.....
خسارة..
ما عاد لك مكان..
فهل وعيت؟!..
فاجمع باقيك وارحل..
هذا..
إن كان هناك منك غير الدمع يجمع..
وإن كان قلبك النابض ما زال يتحمل الفواجع..
فتفجع..
وقد دفنوك حيا ورجعوا..
فهل..
فهل بعد هذا تسأل ماذا صنعوا؟!..
حرام عليك يا رجل..
إن كنت لاتقتنع..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
..................................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...