بقلم الشاعروالكاتب/
حارس بخيت
هجرت الطيور أعشاشها و أرتحلت بكل الصور
و غابت عن المآقي و الرؤي و مرمي البصر
حلمت باللقاء فتزين بالازهار كل الشجر
و كانت الدنيا ربيع يتحدي كل قدر
فهي إمرأة من النساء لست من البشر
كأنها ملاك السماء أو حور من البحر
لها وجه ساطع مضيئا لامعا مستديرا كالقمر
قمة الجمال و الحنان صوتها يذيب الصخر
كأغادير المياة تنحت القلب كنقش الحجر
فإحتضنتها بقلبي لأحميها من كل خطر
بعد أن ضاقت الدنيا وربوع الكون خوفا و حذر
مانح ايها حبا لا تقوي علية جيوش في كل دهر
فهويتها بقلبا اخضرا طارح الفكهة بكل ثمر
ففاجأتني و ألقت قلبي المثمر بكل حجر
فكان من الصواعق زلزلتة بالهجر لها الأثر
فزلزلت الاشجار فلم يبقي بها ورد ولا ثمر
و ضاع الحب بعد أن ذبلت كل الأزهار
حتي النخيل سقط منه كل جريد و تمر
و حزن علي الاحباب و أظلم نور القمر
و ظل قلبي عاشقا يحلم باللقاء والحب والسهر
فهجرت الطيور أعشاشها من فوق كل شجر
فلم يتبقي بها بعد الزلزلة لا ازهار ولا ثمر
و لا يزال قلبي نابضا بالحب في الخلاء والقفر
معتزلا كل النساء بكثرتهم و كأنه عابدا بالصحر
كالنسر جانحا فوق رأسها يحميها من كل خطر
حالما باللقاء وإن طال حتي يأتي له فجر
تاركا قصة حب في الوجود لها الأثر
فإن عادت الطيور ستسمعين صداحها ع الشجر
وإن غابت شمس الحياة و إنطوت صفحة العمر زوريني و إذكريني وأسمعي كلمه احبك من القبر
فما أعظم من هذا الحب إلا حب الله ذو القدر
في السماء حب الله وعلي الارض حبي بلا فخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق