الكاتب القاص..
بركات الساير العنزي
من مجموعتي القصصية
الأولى.. الحلم
ط.دار نوفا بلاس...الكويت
3- أريد الزواج
.....وقف أمام المرآة ونظر إلى نفسه كالمعتاد، وهو يسرح شعره الذي راح يزعجه ولم يبقَ منه إلا خصلات قليلة ، يهتم بتسريحها وترتيبها ، جذب انتباهه هذه المرة الشيب وكثرته في رأسه ، كأنه يراه لأول مرة . شعر بالخوف وخاطب نفسه كبرت يا علاء ، فقد غزا الشيب معظم رأسك ... يجب أن تستدرك نفسك وتتزوج ؟ خاطبته نفسه :
-من هي المرأة التي ستقبل بك الآن يا علاء ؟ ... نظر إلى المرآة وقال : أيقال هذا الكلام لي ؟ ! ما الذي ينقصني ؟ وظيفة مرموقة ،.. ومحام ٍ كبير ، ولي مكانتي في المجتمع ، وأملك المال الكافي ..ووسامة وشكل جذاب . !!
- ولكنك يا علاء أنت في الخامسة والأربعين من عمرك ا ...والأيام التي مضت لن تعود، ألا تنظر إلى نفسك في المرآة ؟! . انظر إلى تجاعيد وجهك !.. شعر علاء بالحزن يغشي نفسه وشعر بالاضطراب ، كان يهم بالخروج ، فك ربطة عنقه ورماها على مقعد بجانب سريره ثم ألقى بجسده على الفراش وقد اكفهر شكله .. وضع يده على جبينه وأغمض عينيه واستسلم لتيارات التفكير التي راحت تتجاذبه من كل مكان . كأنه وسط البحر تتقاذفه الأمواج ، وراح يكلم نفسه :الوحدة تقتلك يا علاء ،.. لا بد من الزواج ،.. كل من عرفتهم قد تزوجوا ، من الرجال أو النساء وتذكر أيام شبابه .. آه من أول امرأة عرفتها، لازالت تطرق خيالي، إنها أريج ، هي اسم على مسمى ، كانت كالبدر بل أجمل منه تأسرك من النظرة الأولى ،بهرني طولها وخداها الورديان ، آية في الجمال .. جاءتني تطلب الطلاق من زوجها.. قلت في نفسي : أي زوج غبي يطلقك يا أريج ، سأسعى بطلاقك بكل طاقتي ، سأغوص في ثغرات القانون حتى أجد المخرج .لأتزوجك ، أخذت دعواها متلهفا .. ثلاث سنوات والدعوى مستمرة. وقد تأصلت علاقتي بأريج ، ووعدتني بالزواج بعد الطلاق.. لقد أمضيت معها أحلى ساعات العمر قبل طلاقها . ،،
عملت المستحيل حتى حصلت على الطلاق ، وكلي أمل بالزواج .. وبعد الطلاق تزوجت وتركتني .. ضحكت أريج على المحامي .. حتى أتعابي لم آخذها .. كانت أريج مثل حلم جميل، استيقظت لأجد نفسي في بحر من الحزن، متأسفا على حبها. اعتذرت لي بأنها مجبرة على الزواج تنفيذا لرغبة والديها وأخوتها . ولم أكن صادقا في حبي حتى أتهمها بالخيانة .
كان المشروب عزائي الوحيد .. وفقدت قيمتي بين أهلي وأصحابي لشدة استهتاري، وخروجي على قيم أهلي وأسرتي . عرضت علي والدتي الزواج من ناهد ابنة خالي . ووافقت استمرت علاقة الخطوبة ثلاث سنوات وأنا أؤجل الزواج ، وأخيرا تركتني .. شاهدتها منذ أيام في بيت أهلها ومعها ثلاثة أولاد وبنت واحدة .. اختلست النظرات إليها إنها جميلة بل رائعة.. لم أشاهد جمالها أثناء الخطوبة .. يا حسرة على نفسي .. هؤلاء الأولاد كان من الممكن أن يكونوا أولادي . أحسست أنها تشمت بي ، صاحت على ابنها وقالت له: سلم على عمك ، ثم التفتت نحوي وقالت : هذا ابني الكبير ، وهذه ابنتي .. يأخذان الدرجة الأولى في المدرسة.
قلت : ما شاء الله أذكياء . بارك الله بهم ، وحفظهم من كل سوء .
قالت : نعم إنهما مثل أمهما .. ثم أردفت : ألم تجد ابنة الحلال بعد يا علاء ؟ !. شعرت بأسلوب الاستهزاء . ولكني لا أضمر لها الحقد أو الكراهية ، لأني تركتها عندما كانت أمامي . ولم أحس بأهميتها إلا بعد زواجها . نام علاء بعدها منكبا على بطنه والحسرات تنهش عقله الضائع .
بركات الساير العنزي
من مجموعتي القصصية
الأولى.. الحلم
ط.دار نوفا بلاس...الكويت
3- أريد الزواج
.....وقف أمام المرآة ونظر إلى نفسه كالمعتاد، وهو يسرح شعره الذي راح يزعجه ولم يبقَ منه إلا خصلات قليلة ، يهتم بتسريحها وترتيبها ، جذب انتباهه هذه المرة الشيب وكثرته في رأسه ، كأنه يراه لأول مرة . شعر بالخوف وخاطب نفسه كبرت يا علاء ، فقد غزا الشيب معظم رأسك ... يجب أن تستدرك نفسك وتتزوج ؟ خاطبته نفسه :
-من هي المرأة التي ستقبل بك الآن يا علاء ؟ ... نظر إلى المرآة وقال : أيقال هذا الكلام لي ؟ ! ما الذي ينقصني ؟ وظيفة مرموقة ،.. ومحام ٍ كبير ، ولي مكانتي في المجتمع ، وأملك المال الكافي ..ووسامة وشكل جذاب . !!
- ولكنك يا علاء أنت في الخامسة والأربعين من عمرك ا ...والأيام التي مضت لن تعود، ألا تنظر إلى نفسك في المرآة ؟! . انظر إلى تجاعيد وجهك !.. شعر علاء بالحزن يغشي نفسه وشعر بالاضطراب ، كان يهم بالخروج ، فك ربطة عنقه ورماها على مقعد بجانب سريره ثم ألقى بجسده على الفراش وقد اكفهر شكله .. وضع يده على جبينه وأغمض عينيه واستسلم لتيارات التفكير التي راحت تتجاذبه من كل مكان . كأنه وسط البحر تتقاذفه الأمواج ، وراح يكلم نفسه :الوحدة تقتلك يا علاء ،.. لا بد من الزواج ،.. كل من عرفتهم قد تزوجوا ، من الرجال أو النساء وتذكر أيام شبابه .. آه من أول امرأة عرفتها، لازالت تطرق خيالي، إنها أريج ، هي اسم على مسمى ، كانت كالبدر بل أجمل منه تأسرك من النظرة الأولى ،بهرني طولها وخداها الورديان ، آية في الجمال .. جاءتني تطلب الطلاق من زوجها.. قلت في نفسي : أي زوج غبي يطلقك يا أريج ، سأسعى بطلاقك بكل طاقتي ، سأغوص في ثغرات القانون حتى أجد المخرج .لأتزوجك ، أخذت دعواها متلهفا .. ثلاث سنوات والدعوى مستمرة. وقد تأصلت علاقتي بأريج ، ووعدتني بالزواج بعد الطلاق.. لقد أمضيت معها أحلى ساعات العمر قبل طلاقها . ،،
عملت المستحيل حتى حصلت على الطلاق ، وكلي أمل بالزواج .. وبعد الطلاق تزوجت وتركتني .. ضحكت أريج على المحامي .. حتى أتعابي لم آخذها .. كانت أريج مثل حلم جميل، استيقظت لأجد نفسي في بحر من الحزن، متأسفا على حبها. اعتذرت لي بأنها مجبرة على الزواج تنفيذا لرغبة والديها وأخوتها . ولم أكن صادقا في حبي حتى أتهمها بالخيانة .
كان المشروب عزائي الوحيد .. وفقدت قيمتي بين أهلي وأصحابي لشدة استهتاري، وخروجي على قيم أهلي وأسرتي . عرضت علي والدتي الزواج من ناهد ابنة خالي . ووافقت استمرت علاقة الخطوبة ثلاث سنوات وأنا أؤجل الزواج ، وأخيرا تركتني .. شاهدتها منذ أيام في بيت أهلها ومعها ثلاثة أولاد وبنت واحدة .. اختلست النظرات إليها إنها جميلة بل رائعة.. لم أشاهد جمالها أثناء الخطوبة .. يا حسرة على نفسي .. هؤلاء الأولاد كان من الممكن أن يكونوا أولادي . أحسست أنها تشمت بي ، صاحت على ابنها وقالت له: سلم على عمك ، ثم التفتت نحوي وقالت : هذا ابني الكبير ، وهذه ابنتي .. يأخذان الدرجة الأولى في المدرسة.
قلت : ما شاء الله أذكياء . بارك الله بهم ، وحفظهم من كل سوء .
قالت : نعم إنهما مثل أمهما .. ثم أردفت : ألم تجد ابنة الحلال بعد يا علاء ؟ !. شعرت بأسلوب الاستهزاء . ولكني لا أضمر لها الحقد أو الكراهية ، لأني تركتها عندما كانت أمامي . ولم أحس بأهميتها إلا بعد زواجها . نام علاء بعدها منكبا على بطنه والحسرات تنهش عقله الضائع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق