الجمعة، 3 يناير 2020

عبد الكريم الصوفي يكتب .....

(  غادة  من تَحتِهِ مِعطَفي )

في الرَوضِ كانَت للوُرودِ تَلثُمُ

والسَماءُ  عَلٌَها لِغَيمِها  تُراكِمُ
.
سَحائِبُُ   بَيضاءُ لا تُزاحِمُ

ما كادَ قَطرُها من نِذرَةٍ يُعلَمُ

بَعضُُ مِنَ الرذاذ  أضاعَهُ النَسيمُ و الشَذى مُفعَمُ

أريجها  من الوُرود ...  يا لَها  النَسائِمُ

قُلتُ في خاطِري  ... بِحِجٌَةٍ  من قَطرِها  ذاكَ العَقيم

أدنو  ...  لَها أُسَلِّمُ

فَدَنَوت  ...  وأنا لِلسَلام ...  أُقَدٌِمُ

رَدَّت سَلامي وكانَ ثَغرَها  يَبسمُ

قُلتُ : أدخلي تَحتهُ مِعطَفي يا غادَتي

حَتَّى أقيكِ ذلكَ الوابِلُ النازِلُ

نَظَرَت للسَماءِ تستَعلِمُ

وهيَ بالقُطَيراتِ  لا تُحِسُها أو تَعلَمُ

تَقولُ في سِرٌِها  ...  من أيٌِ وابِلٍ  هو  يُحَذٌِرُ ؟

قُلتُ  في خاطِري  ... ضاعَت خطَّتي…  رُبٌَما  أستَسلِمُ

لكِنَّها دَخَلَت تَحتهُ مِعطَفي…  تُتَمتِمُ

كأنٌَما قَد راقَها ما أرسمُ ...  لكِنٌَها  كَتَمَت ما تَعلَمُ

أنفاسَها كالوابِلِ من السِهام ... مَرحى لَها الأسهُمُ

ضَمَمتِها كَأنٌَني  فارِسُُ  مُلهَمُ

أحمي حِماها منَ ااهُطول  ٍ…  والهُطولُ مُعدَمُ

تَغَلغَلَ الأريجُ في مِعطَفي

عانَقتها بِقوٌَةٍ  ...  تَشَنَّجَ  المِعصَمُ

قُلتُ : أينَ بَيتُكِ يا  غادَتي ... أستَعلِمُ ?

دَلَّت  عَلَيه  ...  بالإصبَعِ  ...  في رَبوَةٍ  ...  فَوقَها يَجثُمُ

قَد حارَ  في ثَغرِها  التَكَلُّمُ

قُلتُ  هَل بيتكِ ذاكَ المُحاطَ  بالخَضار ... كَأنٌَهُ العَلَمُ

هَزَّت بِرأسِها  وفي الخَيال تُحَوٌِمُ

تَشرُدُ  لا تَتَكَلٌَمُ

ما يَحدُثُ لِلغادَةِ  ... اللهُ فيهِ أعلَمُ

وأنا  تَخفقُ مُهجَتي ... وأحرُفي تَقَطٌَعَت ... يا وَيحَهُ التَلَعثُمُ
ُ
وَدٌَعتَها بِنَظرَةٍ  منها  الحَنانُ يُعلَمُ 

فَقابَلَت نَظرَتي بِبَسمَةٍ  ...  فَكَيفَ لا  أستَلهِمُ ؟

مِن وَحيِها الإعجاب يُفهَم
ُ
مَرَّتِ الأيَّامُ والقَلبُ  مضطَرِمُ

كُلَّما إرتَدَيتهُُ مِعطَفي

أسرَحُ في الخَيال ...  وأحلُمُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية    …..     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...