الخميس، 2 يناير 2020

الملاك الحارس.... بقلم د.هبه عبد الغني عبد المحسن

جزء من رواية ((((الملاك الحارس)))).... بقلمي د.هبه
... وما أن تعبت قدمي الجدة من السير حتى جلسا على أريكة رخامية ناعمة وظلت الجدة تصف لمريم أن النيل أزرق اللون مثل عينيها وله ضفتين شرقية وغربية مثل كتفيها يسير من الجنوب إلى الشمال ثم ينقسم لفرعين ليرسم علامة النصر فوق قمة مصر وأمسكت بإصابعي مريم السبابة والوسطى وقالت النيل هكذا هذا فرع رشيد وهذا فرع دمياط يداك يصب فيها النيل حبًا وخيرًا وجمالاً تحسسي هذا الوريد النابض في منتصف ذراعك هذا هو النيل وكل ذراعك مصر الحرة....
كانت مريم سعيدة بكلام الجدة تتحسس نبض النيل في عروقها، قبلت الجدة يد مريم ودغدغت كفها فضحكت مريم ضحكة عالية وارتمت في حضن جدتها، أكملت الجدة هذا الحضن بحنو وتمتمت بأدعية لم تسمعها مريم بأُذنيها ولكن أحسّتها بنبض حضن الجدة الحبيبة، رفعتها من حضنها هيا يا مريم نستقل مركب ونسير في النيل...
 وقبل أن تقرر مريم أخذتها الجدة من يدها ونزلا معًا بعض الدرج حيث المراكب واليخوت والسفن العائمة المضاءة بألوان ليالي العاشقين الحالمين الأزرق والأحمر والأصفر والأخضر لوحات زيتية لامعه على وجه النيل وأنغام تتراقص عليها النجمات كل مساء ما بين طبول الغرب وموسيقى الشرق حتى علا صوت أم كلثوم تتأوه حبًا على نغمات "إنت عمري" فتنهدت وتذكرت أيام خطبتها من زوجها وجال في خاطرها شريط حياتها معه..... يتبع.....

(((((ملحوظة مريم طفلة كفيفة كما عرضت في الأحداث سابقا )))))
حقوق الطبع محفوظة لدار النشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...