حكايةُ الصيادِ والبحر
لم يستطعْ إخفاءً مجرى دمعِهِ
عن عينِ بحرٍ عالمٍ بوضعِهِ
قامَ العدا بطردِهِ ومنعِهِ
منِ ارتيادِ البحرِ بل وردعِهِ
"ما لي أرى خلّي حزينًا باكِيا
ما لي أرى وجهَكَ أيضًا قانِيا
قدْ كنتَ نأتيني نشيطًا خالِيا
لمْ تأتني يومًا عبوسًا شاكِيا"
"يا بحرُ قُلْ لي إنَّ قلبي يسْمعُ
قلْ لا تُجاملْ رُّبَّ صدْقٍ ينْفعُ
قدْ حارَ قلبي لمْ يَعُدْ ما يقْنِعُ
لمْ يبقَ للأعرابِ ما قدْ يشفعُ"
"يا صاحبي ماذا ترى في أمرِهمْ
دعْهمْ فهمْ من ذلّهمْ وفقرِهمْ
لا يكسبونَ لقْمةً من خيرِهِمْ
والخيرُ جمٌّ إنَّما لغيرهِمْ
"يا بحرُ فوقَ الشعبِ يقعي ظالمُ
كلبٌ ذليلٌ للأعادي خادِمُ
والشعبُ مَيْتٌ تحتَ ذُلٍّ قائمُ
يا بحرُ قُلْ لي كيفَ يصحو الجاثمُ؟"
"يا صاحبي قدْ كنتَ مثلي صابِرا
وَعِشتَ مِثلي عاقلًا وَشاكِرا"
كمْ خبَّروني عن محيطٍ هادرِ
كمْ حدَّثوني عن خليجٍ ثائرِ
والآنَ نحكي عنْ مليكٍ غادرِ
أوْ عن أميرٍ داعرٍ أوْ عاهرِ"
"يا صاحبي القهرُ دربٌ للجنونْ
حتى ودفعٌ للفناءِ والمنونْ"
"يا بحرُ قلْ لي كيفَ لي ألّا أهونْ
بل كيفَ لي في ظلٍّ ذُلٍّ أنْ أكونْ"
يا صاحبي إنّي أرى فيكَ الغضبْ
لا تحترِقْ قهرًا وحزنًا كالخشبْ"
"يا بحرُ قُلْ لي نحنُ منْ حقًا عَربْ
أمْ أنَّنا قومٌ تلاشى ما السببْ؟
ماذا جنيْنا كيْ يُذلّوا أهلَنا؟
ماذا فعلْنا هلْ نسينا أصلَنا
أمْ أنّنا اعتدنا سنينًا ذلَّنا
حتى اخْتفيْنا إذْ فقدْنا صولنا؟"
"ماذا دهاكَ؟ لا تكنْ مُسْتسْلما
ما كنتَ منْ قبلُ أخي مُنهزِما"
"يا بحرُ صمتٌ يعْرُبِيٌّ مسّنا
هانوا فَهُنا فاستباحوا قُدْسَنا
واسْتضْعَفونا إذْ عدمْنا بأسَنا
واستَصْغرونا كيْ يُطيلوا يأسَنا
"يا حسرتي إنّي أراكَ تخْتَنقْ"
"بل إنّني يا بحرُ فعلًا أحتَرِقْ
يا خادمَ الأعداءِ ماذا تعْتَنِقْ؟
إسلامَنا لا مستحيلٌ أتَّفقْ"
" يا صاحبي كنتُمْ رجالًا ذاتَ يومْ
أصحابَ مجدٍ بلْ وفكرٍ للأُممْ"
"ماذا تبقى من فخارٍ للعربْ
قدْ نالَتِ الأعداءُ من قُدْسي الأربْ
هذا لهم أعطى ولم يخشَ العَتَبْ
بل نالَ فخرًا منْ عباءاتِ القصَبْ
د. أسامه مصاروه
لم يستطعْ إخفاءً مجرى دمعِهِ
عن عينِ بحرٍ عالمٍ بوضعِهِ
قامَ العدا بطردِهِ ومنعِهِ
منِ ارتيادِ البحرِ بل وردعِهِ
"ما لي أرى خلّي حزينًا باكِيا
ما لي أرى وجهَكَ أيضًا قانِيا
قدْ كنتَ نأتيني نشيطًا خالِيا
لمْ تأتني يومًا عبوسًا شاكِيا"
"يا بحرُ قُلْ لي إنَّ قلبي يسْمعُ
قلْ لا تُجاملْ رُّبَّ صدْقٍ ينْفعُ
قدْ حارَ قلبي لمْ يَعُدْ ما يقْنِعُ
لمْ يبقَ للأعرابِ ما قدْ يشفعُ"
"يا صاحبي ماذا ترى في أمرِهمْ
دعْهمْ فهمْ من ذلّهمْ وفقرِهمْ
لا يكسبونَ لقْمةً من خيرِهِمْ
والخيرُ جمٌّ إنَّما لغيرهِمْ
"يا بحرُ فوقَ الشعبِ يقعي ظالمُ
كلبٌ ذليلٌ للأعادي خادِمُ
والشعبُ مَيْتٌ تحتَ ذُلٍّ قائمُ
يا بحرُ قُلْ لي كيفَ يصحو الجاثمُ؟"
"يا صاحبي قدْ كنتَ مثلي صابِرا
وَعِشتَ مِثلي عاقلًا وَشاكِرا"
كمْ خبَّروني عن محيطٍ هادرِ
كمْ حدَّثوني عن خليجٍ ثائرِ
والآنَ نحكي عنْ مليكٍ غادرِ
أوْ عن أميرٍ داعرٍ أوْ عاهرِ"
"يا صاحبي القهرُ دربٌ للجنونْ
حتى ودفعٌ للفناءِ والمنونْ"
"يا بحرُ قلْ لي كيفَ لي ألّا أهونْ
بل كيفَ لي في ظلٍّ ذُلٍّ أنْ أكونْ"
يا صاحبي إنّي أرى فيكَ الغضبْ
لا تحترِقْ قهرًا وحزنًا كالخشبْ"
"يا بحرُ قُلْ لي نحنُ منْ حقًا عَربْ
أمْ أنَّنا قومٌ تلاشى ما السببْ؟
ماذا جنيْنا كيْ يُذلّوا أهلَنا؟
ماذا فعلْنا هلْ نسينا أصلَنا
أمْ أنّنا اعتدنا سنينًا ذلَّنا
حتى اخْتفيْنا إذْ فقدْنا صولنا؟"
"ماذا دهاكَ؟ لا تكنْ مُسْتسْلما
ما كنتَ منْ قبلُ أخي مُنهزِما"
"يا بحرُ صمتٌ يعْرُبِيٌّ مسّنا
هانوا فَهُنا فاستباحوا قُدْسَنا
واسْتضْعَفونا إذْ عدمْنا بأسَنا
واستَصْغرونا كيْ يُطيلوا يأسَنا
"يا حسرتي إنّي أراكَ تخْتَنقْ"
"بل إنّني يا بحرُ فعلًا أحتَرِقْ
يا خادمَ الأعداءِ ماذا تعْتَنِقْ؟
إسلامَنا لا مستحيلٌ أتَّفقْ"
" يا صاحبي كنتُمْ رجالًا ذاتَ يومْ
أصحابَ مجدٍ بلْ وفكرٍ للأُممْ"
"ماذا تبقى من فخارٍ للعربْ
قدْ نالَتِ الأعداءُ من قُدْسي الأربْ
هذا لهم أعطى ولم يخشَ العَتَبْ
بل نالَ فخرًا منْ عباءاتِ القصَبْ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق