الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

((   مَن يَرِدِ الماءَ  قَد يَبتَلي  ))

يا ساحِِرَةَ الجِسمِ هَل لا تَمَهَّلي ؟

في خَطوِكِ تَدَلَّلي

لي قَلبُ طِفلٍ فلا تَعجَلي

وَحاذِري أن  تُكثِري مِنَ الدَلالِ  فَأبتَلي

سُبحانَ رَبي كُلٌَما  أبدَعَ   في خَلقِهِ

آيَةً  لِلعالَمين  ...  والخَلائِقُ  مِنَ الجَمالِ تُذهَلِ

خَمائِلُُ  في سَهلِها  ... كَغادَةٍ حينَما تَنجَلي

والرَياحينُ تَزدَهي نَضارَةً  ...

زَنابِقُُ  تُحيطُها  من وَردِها القُرُنفُلِ

يا لَرَوعَتِها  حينَ نَنظُرُها  ...  كالبِساطِ المخمَلي

تَغدو بِها  الغادَةُ  كَمَهرَةٍ  من نَسلِها الأصائِلِ

تُمَتِّعينَ ناظِرَيكِ بالجَمال  مُترَفاً

وأنا أحسَبُ الجَمالَ من حُسنِكِ يَرفُلِ

مِن سِحرِكِ المُبهِرِ يَثمَلِ

فإذا مَرَرتُ بِرَوضِها  تَوَقٌَفَت لِفَورِها قَوافِلي

كَيفَ لا  ... والجَمالُ مُترَفَاً  يُذهِلِ

والغادَةُ  تَنظُرُ خِلسَةً  ... لِبُرهَةٍ ... وبعدَها تُسبِلِ

فَشاقَني  حِوارَها  ... بَل لَمسَها ...  وبَعضَها قُبَلي

فَدَنَوتُ من رَوضِها  ... قَد بُعثِرَت سُبُلي

هَل أنظُمُ قَصيدَةً في وَصفِها ... من بَحرِهِ غَزَلي ؟

فَلاحَظَت تَقَرٌُبي وشَوقِيَ المُستَرسِلِ

فأوجَفَت تَحَسٌُباً  من فارِسٍ مُقبِلِ

وعِندَما  بَلَغتَها  هَمَستُ مُبتَسِما  ...  فارِسُُ ألقى السِلاح

لِخَيلِهِ  مُطلَقاً لا يَعتَلي ...

مُسالِماً  يَسعَى على الأرجُلِ

فَهَل لِظمآنٍ من بَحرِ  العُيون ... بِشُربَةٍ من مائِكِ المُبَجٌَلِ ؟

هذي  العُيون  ...  سَلسَبيلُُ ماؤها ... بِطَعمَةِ العَسَلِ

ومَن يَلومُ  مُغرَماً  إذ يَرتَوي ... وَمَن يَلومُ المُبتَلي ؟

تَمَهٌَلَت في مَشيِها  ... وخَطوِها المُدَلَّلِ

نَظَرَت إلَيَّ في لَهفَةٍ  ... يَشوبها بَعضُُ مِنَ الخَجَلِ

ودَنَت نَحوي  ...  بِثَوبِها  الأحمَرِ المخمَلي

لا يُسعِفُ الغَزَلُ ...يا  بؤسَهُ  غَزَلي

فَأربَكَت  خاطِري...  ودَمٌَرَت  قَصائِدي بَل دَمٌَرَت زَجَلي

حينَما  وَضَعَت  يَدَها  في  يَدي ... فَلاحَ لي أجَلي

وأسبَلَت لي جَفنَها  ...  يا لَرَوعَتِها حينَما تُسبِلِ

وإن هِيَ  تَبَسٌَمَت  ... عَجٌَلَت في مَقتَلي

فيا لَها  من وَرطَةٍ  ... ويا لَهُ  ... في حُمقِهِ أمَلي

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...