ومن لا يكون نعم
(عريس الغفله)
قصه قصيره
بقلم الشاعروالكاتب/
حارس بخيت
عندما تستغل ذكاؤك ،وتطوع ما هو مرفوض إلي ما هو محبب من الناس، وتدير أمور عويصه بحنكه وحكمه واقتدار ،كما حدث مع ابن المزارع البسيط والملك وإبنته، والقصة تسرد كالآتي، كما حدث بالخيال في بلاد ما وراء الشمس ،كان ملك محبوب جدا لكنه لايحب المناقشة، فإذا أبرم فرمان ،لا احد يخالفه محبة فيه وخوفا منه ، وبالرغم من هذا كله كان الملك يتزوج كثيرا، لينجب ولدا ليكون له ولي العهد، الذي يرث الملك من بعده، إلا أنه لم يكن له إلا بنت واحدة لا قبلها ولا بعدها ، وفي ليلة بات فيها أرق يفكر ،فأرتمي في حضن القلقل من التفكير ، قائلا ماذا لو جاءني ملاك الموت وأخذ روحي مني ومت، هل اترك المملكة لأبنتي التي هي في مقتبل العمر، وأترك لها فوضي عارمة ، فمن الداخل يوجد في المملكة جبابرة البأس ومنهم من يطمع في الملك، ويوجد ايضا حكماء مخلصون للملك والمملكة ، كما يوجد ثعالب ماكرين في هذة المملكة ، يتربصون بها وينتظرون الفرصة ليقتنصونها ،متي وعندما تسمح لهم الظروف، وتتهئ يقفذون علي العرش ،ليملكون زمام الأمور في أيديهم، ولم يتوقف فكر الملك عند هذا الحد، بل استطرد مفكرا في أمر الجواسيس بداخل المملكة ،واعداؤها في الخارج، ثم أهتدي لفكرة توسم فيها الراحة النفسية والاطمئنان ، لما سوف يفعله ألي وهي ان يزوج إبنته، لشاب قوي البنيان حسن الصورة والمنظر ،أنيق في ملابسه حتي ولو كانت بسيطة ،له فكر متقد يقظ يعلم ما يقوله وما يفعله، يحسن الأدب في أدق المواقف والامور ،يحسن التصرف في أصعب المواقف بهدوء وإقتدار ، وسيم تقبله سمو الأميرة كزوج لها، وفي الصباح الباكر جمع الملك كل منادي البلاد قائلا لهم اذهبوا ونادوا في البلاد، بأن الملك سيزوج ابنته وحيدته المضربة عن الزواج والرافضة إياه رفضا قاطعا باتا ، ومن يجعلها تقتنع به كزوج لها يكون من بعدي هو ملكا للبلاد،ولكن لي شرط وحيد أوحد ،وهو علي كل من يرغب الزواج منها إن لم يقنعها بالزواج منه ، ويدخل إليها ويكون زوجها بالفعل في ليلة واحدة فقط، فمن لا يحقق هذا الشرط في الصباح الباكر تقطع وتبتر رأسه بالسيف، فنادا كل منادي المملكة بهذا فكان الزواج، من بنت الملك عبارة عن إعدام بالسيف، صرع كل طامع في الزواج منها رغبة في الملك والمملكه، وكان كل شاب يتقدم ليتزوجها من أبناء الاسرياء والأمراء وأغنياء المملكة يوم زفافه عليها هو أخر يوم بعمره ،وكان اذا قفل الباب علي بنت الملك مع زوجها، يحاول كل شاب منهم أن يقنعها بنفسه، ويلاطفها ، فكان حوار كل ليلة مع كل الشباب ، يبدأ كالاتي السلام لك يا سو الاميرة فترد لا تسلم عليا فلاسلام ولا كلام ، ثم يسكت العريس لحظه فيعاود الكلام قائلا، تعالي نتكلم سويا فترد بلا، ثم تعالي نأكل فترد بلا ثم يسكت لحظه ويقول اذهبي لتخلعي ملابسك عنك، فترد بلا، فيبات العريس أسوء ليله في حياتة ، وفي الصباح يأمر الملك قائلا إن لم تجدوه قد عرف إمرأتة اجعلوا السياف يبتر رأسه بالسيف ، فكان من الفخر يستعد السياف وناقلي الموتي لنقل عريس الغفله، الذي يندم علي طمعه في الملك فيدفع حياته ثمنا لهذا ، إلي أن جاء شاب وحيد لوالديه أجري يعمل بالزراعة ،عند ملاك الاراضي ليس له أرض وليس له من حوائط الدنيا إلا سوي هدومه ، علي جسده يسكن مع والده في بيت من طين علي حافه النهر، اي انه ليس له ملك ، فالملك للمالك وحده سبحانه مغير الاحوال ، وفي يوم من الايام جاء إلي منزله بعد يوم شاق من العمل في حقل رجل ، يتعمد إهانته بأقذر الالفاظ ، وبعد دخوله المنزل أكل وشرب واستحم ،ثم سألته امه مالك ياولدي، فقص لها ما حدث له من قسوه يومه ،وإحتقار صاحب الارض للأجير مثله، وعند حضور والده وبعد دخوله المنزل ،فتح الكلام عن الملك وإبنته ، فقرر هذا الشاب ان يتزوجها فصرخ أبوه وأمه، لا يا ولدي نحن ليس لنا أولاد إلا انت، وكل من يتزوجها إلي الآن في الصباح تقطع رأسه بالسيف،وانت يا ولدي وحيدنا، ونحن نخاف عليك ،فقال يا أبي لا تخاف عليا، فأنا أريد أن استريح واريحكما من كل هذا العناء ،وباذن الله سأكون أنا الملك ،وبالفعل تقدم للزواج من الاميرة بنت الملك ، وكان للفرح مراسم كالف ليلة وليله ،وعند دخوله إليها قال السلام لك يا سو الأميرة فردت لا تسلم ولاتتكلم ،ثم عاود السؤال بعد فترة قائلا تعالي نأكل فترد بلا ، ثم قال لها لو أكلتك ما تزعليش فردت بلا فأعطاها لتأكل بيده مؤكلا إيها ،ثم عاود السؤال قائلا هيا لننام فقالت لا، فقال لو شلتك الي السرير هل تزعلي مني، فقالت لا فشالها الي السرير، وعرف إمرأتة وكان زوجها ، وحور وحول من كلمه لا إلي نعم، فأعجبت به وبذكاؤك الأميرة ، وفي الصباح الباكر عند مشرق الشمس ، ذهب كالعادة كبير حرس القصر الملكي، والسياف والحانوتي وحاملي الموتي الي جناح ومخدع سمو الأميرة، لينفذوا فيه الإعدام كالسابقين من قبله، وطرقوا الباب ففتحت لهم الاميرة بنفسها، قائلة ماذا تطلبون، فقال كبير الحرس الملكي نريد المدعو عريس الغفله ،ثم نادا السياف قائلا يا سياف اذهب واحضرة من الداخل، فأشارت الاميرة بيدها قائلة توقف وكف عن الهذيان إنه زوجي، فوقع ثبات علي الجميع واغشيا عليهم أرضا، من هول مفاجاة ما سمعوا، وراحوا في ثبات عميق ،وغابوا فترة عن الوعي ،فتأخروا بإرسال الخبر للملك، فأرسل الملك واحد من الجند يأتيه بالخبر اليقين،ثم عاد الجندي للملك قاصا ما حدث، قائلا أبشر يا مولاي لقد تزوجت سمو الأميرة اليوم ، ففرح الملك وأصدر فرمان بأن المذكور أصبح هو زوج الاميرة ونائب الملك وولي العهد من بعده ،وأشار بإفاقة كبير الحرس الملكي والسياف والحانوتي ومن معهم، ثم أمر بإحضار الامير الجديد ولي العهد وألبسه الزي الملكي، وأمر بإقامة الافراح، فكان له إبنه الذي لم ينجبه ، وحامي حما المملكه ومنقذها من الهلاك ، والعريس الذي حول كلمة لا الي نعم ،وكان هو المنقذ الذي هرب من غفله قراره، ولم يحسب من تعداد العرسان طالبي الملك في غفله ، فأتي لهم الموت فجاة.
(عريس الغفله)
قصه قصيره
بقلم الشاعروالكاتب/
حارس بخيت
عندما تستغل ذكاؤك ،وتطوع ما هو مرفوض إلي ما هو محبب من الناس، وتدير أمور عويصه بحنكه وحكمه واقتدار ،كما حدث مع ابن المزارع البسيط والملك وإبنته، والقصة تسرد كالآتي، كما حدث بالخيال في بلاد ما وراء الشمس ،كان ملك محبوب جدا لكنه لايحب المناقشة، فإذا أبرم فرمان ،لا احد يخالفه محبة فيه وخوفا منه ، وبالرغم من هذا كله كان الملك يتزوج كثيرا، لينجب ولدا ليكون له ولي العهد، الذي يرث الملك من بعده، إلا أنه لم يكن له إلا بنت واحدة لا قبلها ولا بعدها ، وفي ليلة بات فيها أرق يفكر ،فأرتمي في حضن القلقل من التفكير ، قائلا ماذا لو جاءني ملاك الموت وأخذ روحي مني ومت، هل اترك المملكة لأبنتي التي هي في مقتبل العمر، وأترك لها فوضي عارمة ، فمن الداخل يوجد في المملكة جبابرة البأس ومنهم من يطمع في الملك، ويوجد ايضا حكماء مخلصون للملك والمملكة ، كما يوجد ثعالب ماكرين في هذة المملكة ، يتربصون بها وينتظرون الفرصة ليقتنصونها ،متي وعندما تسمح لهم الظروف، وتتهئ يقفذون علي العرش ،ليملكون زمام الأمور في أيديهم، ولم يتوقف فكر الملك عند هذا الحد، بل استطرد مفكرا في أمر الجواسيس بداخل المملكة ،واعداؤها في الخارج، ثم أهتدي لفكرة توسم فيها الراحة النفسية والاطمئنان ، لما سوف يفعله ألي وهي ان يزوج إبنته، لشاب قوي البنيان حسن الصورة والمنظر ،أنيق في ملابسه حتي ولو كانت بسيطة ،له فكر متقد يقظ يعلم ما يقوله وما يفعله، يحسن الأدب في أدق المواقف والامور ،يحسن التصرف في أصعب المواقف بهدوء وإقتدار ، وسيم تقبله سمو الأميرة كزوج لها، وفي الصباح الباكر جمع الملك كل منادي البلاد قائلا لهم اذهبوا ونادوا في البلاد، بأن الملك سيزوج ابنته وحيدته المضربة عن الزواج والرافضة إياه رفضا قاطعا باتا ، ومن يجعلها تقتنع به كزوج لها يكون من بعدي هو ملكا للبلاد،ولكن لي شرط وحيد أوحد ،وهو علي كل من يرغب الزواج منها إن لم يقنعها بالزواج منه ، ويدخل إليها ويكون زوجها بالفعل في ليلة واحدة فقط، فمن لا يحقق هذا الشرط في الصباح الباكر تقطع وتبتر رأسه بالسيف، فنادا كل منادي المملكة بهذا فكان الزواج، من بنت الملك عبارة عن إعدام بالسيف، صرع كل طامع في الزواج منها رغبة في الملك والمملكه، وكان كل شاب يتقدم ليتزوجها من أبناء الاسرياء والأمراء وأغنياء المملكة يوم زفافه عليها هو أخر يوم بعمره ،وكان اذا قفل الباب علي بنت الملك مع زوجها، يحاول كل شاب منهم أن يقنعها بنفسه، ويلاطفها ، فكان حوار كل ليلة مع كل الشباب ، يبدأ كالاتي السلام لك يا سو الاميرة فترد لا تسلم عليا فلاسلام ولا كلام ، ثم يسكت العريس لحظه فيعاود الكلام قائلا، تعالي نتكلم سويا فترد بلا، ثم تعالي نأكل فترد بلا ثم يسكت لحظه ويقول اذهبي لتخلعي ملابسك عنك، فترد بلا، فيبات العريس أسوء ليله في حياتة ، وفي الصباح يأمر الملك قائلا إن لم تجدوه قد عرف إمرأتة اجعلوا السياف يبتر رأسه بالسيف ، فكان من الفخر يستعد السياف وناقلي الموتي لنقل عريس الغفله، الذي يندم علي طمعه في الملك فيدفع حياته ثمنا لهذا ، إلي أن جاء شاب وحيد لوالديه أجري يعمل بالزراعة ،عند ملاك الاراضي ليس له أرض وليس له من حوائط الدنيا إلا سوي هدومه ، علي جسده يسكن مع والده في بيت من طين علي حافه النهر، اي انه ليس له ملك ، فالملك للمالك وحده سبحانه مغير الاحوال ، وفي يوم من الايام جاء إلي منزله بعد يوم شاق من العمل في حقل رجل ، يتعمد إهانته بأقذر الالفاظ ، وبعد دخوله المنزل أكل وشرب واستحم ،ثم سألته امه مالك ياولدي، فقص لها ما حدث له من قسوه يومه ،وإحتقار صاحب الارض للأجير مثله، وعند حضور والده وبعد دخوله المنزل ،فتح الكلام عن الملك وإبنته ، فقرر هذا الشاب ان يتزوجها فصرخ أبوه وأمه، لا يا ولدي نحن ليس لنا أولاد إلا انت، وكل من يتزوجها إلي الآن في الصباح تقطع رأسه بالسيف،وانت يا ولدي وحيدنا، ونحن نخاف عليك ،فقال يا أبي لا تخاف عليا، فأنا أريد أن استريح واريحكما من كل هذا العناء ،وباذن الله سأكون أنا الملك ،وبالفعل تقدم للزواج من الاميرة بنت الملك ، وكان للفرح مراسم كالف ليلة وليله ،وعند دخوله إليها قال السلام لك يا سو الأميرة فردت لا تسلم ولاتتكلم ،ثم عاود السؤال بعد فترة قائلا تعالي نأكل فترد بلا ، ثم قال لها لو أكلتك ما تزعليش فردت بلا فأعطاها لتأكل بيده مؤكلا إيها ،ثم عاود السؤال قائلا هيا لننام فقالت لا، فقال لو شلتك الي السرير هل تزعلي مني، فقالت لا فشالها الي السرير، وعرف إمرأتة وكان زوجها ، وحور وحول من كلمه لا إلي نعم، فأعجبت به وبذكاؤك الأميرة ، وفي الصباح الباكر عند مشرق الشمس ، ذهب كالعادة كبير حرس القصر الملكي، والسياف والحانوتي وحاملي الموتي الي جناح ومخدع سمو الأميرة، لينفذوا فيه الإعدام كالسابقين من قبله، وطرقوا الباب ففتحت لهم الاميرة بنفسها، قائلة ماذا تطلبون، فقال كبير الحرس الملكي نريد المدعو عريس الغفله ،ثم نادا السياف قائلا يا سياف اذهب واحضرة من الداخل، فأشارت الاميرة بيدها قائلة توقف وكف عن الهذيان إنه زوجي، فوقع ثبات علي الجميع واغشيا عليهم أرضا، من هول مفاجاة ما سمعوا، وراحوا في ثبات عميق ،وغابوا فترة عن الوعي ،فتأخروا بإرسال الخبر للملك، فأرسل الملك واحد من الجند يأتيه بالخبر اليقين،ثم عاد الجندي للملك قاصا ما حدث، قائلا أبشر يا مولاي لقد تزوجت سمو الأميرة اليوم ، ففرح الملك وأصدر فرمان بأن المذكور أصبح هو زوج الاميرة ونائب الملك وولي العهد من بعده ،وأشار بإفاقة كبير الحرس الملكي والسياف والحانوتي ومن معهم، ثم أمر بإحضار الامير الجديد ولي العهد وألبسه الزي الملكي، وأمر بإقامة الافراح، فكان له إبنه الذي لم ينجبه ، وحامي حما المملكه ومنقذها من الهلاك ، والعريس الذي حول كلمة لا الي نعم ،وكان هو المنقذ الذي هرب من غفله قراره، ولم يحسب من تعداد العرسان طالبي الملك في غفله ، فأتي لهم الموت فجاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق