الاثنين، 10 فبراير 2020

محمد صبيح يكتب....

الشعر  ذو خصوصية  وجدانية  وفكرية  وموسيقى تنعش النفس  تخاطب الوجدان  تثير المشاعر  بل احيانا تلهب المشاعر  وتؤجج العاطفة  وتوقظ الهمة ويحرك الضمير  وينتفض الجسم  ويخفق القلب  وتثور الحمية وتوقد النفوس   .
او تتسامى النفوس   وتسكن الجوارح وتستسلم  الارواح  وتحلق في فضاء وفي   جو  من الهدوء  والطمانينة   فتلذ وتتمتع   عندما تتفاعل مع  المعاني اللطيفة  الكريمة  والقيم النبيلة   فتغرق متأثرة بتلك المعاني والقيم   فتتحد هذه الوجدانات والارواح  مع هذه القيم والمعاني السامية  فهي الحلي   والقلائد  النفيسة الثمينة  التي يتحلى بها المرء في مجتمعه   وقبيلته وعشيرته  ذكرا   او انثى  ....ذلك لان الشعر يخاطب الوجدان  البشري الانساني  فيقف   في محراب هذا الادب الشعري صاغيا صامتا  متمتعا  متاثرا بما يسمع من لفظ  ولحن موسيقي عذب لطيف    يدعو  الى مكارم الاخلاق وجليل الصفات  فتغمره نشوة   تحدث به هزة  فبتأثر  وتزكو نفسه ويرق وجدانه  وجنانه ............
فالشعر  ارفع ركن في الادب  بعد الركن الاول   الا وهو النثر  .. . وبينهما فرق شاسع    .........
ومن جميل الشعر  ما حض على الخصال الكريمة وحرض على الشمائل الجميلة وابرز  القيم الادبية والفنية  التي ترتاح لها النفوس  وتلذ بها الالباب  ويستمتع بها الجنان.
فهو  يوجه العقل والوجدان الى  منظومة الحياة   بما فيها من  مثل  وقيم  ومعان  وسمو ورفعة   والكون وما فيه  من دقائق  وكائنات   تثير  العقول والالباب  وتلفت الافكار وتسترعي الانظار  وتحتم عليه منظومة الحياة  هذه التفاعل مع حركتها تفصيلا واجمالا سلبا وايجابا  فيستقرئ هذه الاحوال ويستنبط  النتائج في حركة هذه الحياة ويستتبئ  مشاهد الكون وظواهره  فيكون  احوالا ومألا من هذه الظواهر  الرتيبة في هذا الكون وهذه الحياة وفق ناموس  وسنة كونية ثابتة  محكومة وفق قدر مقدر .....
فمن نظر وتأمل  وتبصر وتفكر  كان له  سياقات فكرية وجدانية  تبنى  وفق قاعدة ومعطيات كونية وحياتية
منتظمةبنظام  دقيق محكم وفق نواميس الكون والحياة ......
هاك   نموذجا   ..........
قال معن  بن اوس بن نصر بن زياد المزني .............
اذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى
تقلب عريانا  وان كان كاسيا

أخي كن على يأس من الناس كلهم
جميعا وكن ما عشت لله راضيا

الم تر ان الله يكفي عباده
فحسب عباد الله بالله كافيا

وكم هناة ما عليك لمستها
من الناس يوما او لمست الافاعيا

أخي أبى بخلي وبخلك ان يرى
لذي فاقة مني ومنك مواسيا

كلانا بطين جنبه ظاهر الكسى
وفي الناس من يمسي ويصبح عاريا

كاني خلقت للبقاء مخلدا
وان مده الدنيا له ليس ثانيا

 الى  الموت الا ان يكون لمن ثوى
من الخلق طرا  حيثما كان لاقيا

حسنت المنى يا موت حسما مبرحا
وعلمت يا موت البكاء البواكيا

ومزقتنا يا موت كل ممزق
 وعرفتنا  يا موت منك الدواهيا

الا يا طويل السهو أصبحت ساهيا
وأصبحت مغترا واصبحت لاهيا

أفي كل يوم نحن نلق جنازة
وفي كل بوم منك نسمع مناديا

وفي كل يوم فيك نرثي لمعول
وفي كل يوم نحن نسعد باليا

ألا أيها الباني لغير بلاغة
الا لخراب الدهر اصبحت بانيا

 الا لزوال العمر اصبحت بانيا
واصبحت مختالا فخورا باهيا

كأنك وليت عن كل ما ترى
وخلفت من خلفه عنك ساليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...