مقارنة بين التربية والتعليم والتعلم
إنَّ كثيرين منّا يخلط بين المفاهيم الثلاثة لأنّها متداخلة فيما بينها بعلاقة جدلية لا يمكننا الفصل بينها بسهولة إلاَّ لضرورات التوجيه والبحث العلمي لتحديد الطرق والوسائل المتبعة للوصول إلى الهدف المنشود من كلِّ عملية من العمليات الثلاثة. فهي تشكل فيما بينها أهداف وغايات متكاملة وجميعها تهدف إلى بناء الفرد أخلاقياً واجتماعياً. فحيث ما يوجد التعلّم والتعليم توجد التربية كعنصر رديف لكلٍّ ومنهما ولا يمكن غض الطرف عن أهميتها والأمل المرجو منها لمصلحة الفرد والمجتمع. ولأدراك ذلك لا بدَّ من تحديد كل مفهوم على حدة للمقارنة واستنتاج أوجه التشابه والاختلاف قيما بينها.
التربية
التربية هي ضرورة حتمية لكل إنسان من أجل تهذيب غرائزه وتنمية ميوله وتنظيم عواطفه. فهي عملية إنسانية هادفة إلى تنشئة أفراد المجمع بالشكل السليم في جميع المجالات الفكرية والنفسية والجسدية والأخلاقية بحيث تدعم الفرد كي يتفاعل ويتكَيَّف بشكل إيجابي بجميع مظاهر محيطه وبيئته الاجتماعية الذي يعيش فيها بشكل خاص ومع المجتمع الإنساني بشكل عام.
التعليم
يعتبر التعليم عملية يقوم بها المعلم أو المدرب حتى يُمَكِنْ المتلقي ( الطالب / المتدرب) من اكتساب المعارف والمهارات بصورة سليمة وسهلة الاستيعاب وممارسة استخدامها لاحقاً بالشكل الأمثل. ويعتبر التعليم الركيزة الأساسية قي تطوير المجتمعات وازدهارها. حيث تقاس درجة تطور المجتمعات استناداً إلى نسبة المتعلمين فيها. فعملية التعليم لا تكون تلقائية بشكل ذاتي ولا بدَّ معلم مالك المعرفة لتلقينها للمتدرب ضمن منهاج وبرامج محددة.
التعلم
إنّها عملية اكتساب انتقائي للمعرفة والمهارات والقيَّم وتقييم السلوك وإعادة تشكيل بنية التفكير من خلال التعَلّمْ الذاتي وبمجهود شخصي دون توجيه أو أشراف من أحد. أي أن الفرد يُعَلِمْ نفسه بنفسه من خلال التواصل مع الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر ومن خلال جميع وسائل الأعلام المتاحة المرئية والمسموعة والمقروءة، وحضور المؤتمرات وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية المتنوعة التي تهدف لتطلعاته الذاتية. ولكي تكون عملية التعلّم ناجحة ومثمرة هناك أسس يجب توفرها في الفرد:
الدافع الذاتي في اكتساب المعرفة
التشجيع المعنوي والمادي إن تطلب الأمر من الآخرين
التدريب المستمر على ما أكتسبه من معرفة وخبرات
الاهتمام بالوقت وتقسيمه بشكل منطقي لتسهيل عملية التعلّم ومتابعتها بالشكل الأمثل
المشاركة الفعالة في النشاطات المختلفة التي يقوم بها الفرد للوصول للهدف المنشود
الإصغاء بشكل جيد إلى نصائح وإرشادات أهل الخبرة والاختصاص
توفر البيئة والظروف المناسبة التي تساعد الفرد على متابعة عملية التعلّم بالشكل المناسب.
جوزيف شماس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق