فلسطين
يا بنتي
في غفلة من زمن قاهر. أجتاح الطغاة ديار أم صابرة على الضيم وعلى انقسامات الأولاد لشرف مجدٍ بَنَتْهُ بعَرقِ الجبين وبان ذلك واضحاً حين اختلفوا بين مؤيد ومعارض لبطش الطغاة. فنفضت الغبار من على جبهة القرطاس المتكئ بتثاقل على أطراف منضدة التاريخ. وأمسكت يراعها الغافي منذ ذاك الزمن التائه الجاثم فوق صدرها المثقل بهموم الشتات. وبدأت تكتب لابنتها العامرة في القلب:
يا بنتي
إنَّ ألم شوقي إليك يجتاح أضلعي ولا يفارقني مهما طوت الأزمان بعضها وهاجرت للماضي البعيد. والحزن قد عشش في خفايا صدري منذ أن خطفوك خلسة مني. والآهات تزداد قسوة وتخنق أنفاسي مع تراكم السنين. وأحلامي قد بدأت تنجرف مع كثبان رمال متحركة دون معرفة خفايا قادم الأيام.
آه يا بنتي
كم أنا تواقة كي أراك حمامة تحلق بحرية على مساحات النسيم. كي أفرش روحي وشاحاً على عين الغروب كي تبقي قبالتي وبين أحضاني إلى الأبد.
لحظات وتلملم بأكفها دموعها السارحة على مدى الجسد الجريح الدامي. وتخطف بسمة أمل من ملامح أبنتها البكر. وتختم رسالتها قبل قدوم الريح المسافرة إلى ديار الأمل الموعود وتقول:
هنيئاً
هنيئاً لك يا بنتي لجمال قدسك الباهر المتقد...
سبحان من أجاد في صنعك بأحسن تكوين...
أنبياء الله لمجدك بشروا ومنك تجسد المسيح...
لا تهابِ بطش قاهر ولا أنفاس امرئ غريب...
لك المجد فخراً من أحرف اسمك فلسطين ...
الفاء من جسد الفداء شاهداً...
واللام لجيدك أيقونة الأمل...
والسين من القداسة منطوقة...
والطاء عز لكلِّ مجدٍ طالب...
والياء من الياسمين مقطوفة...
والنون نداء من أهل الأوائل...
ختمت الأم كلامها وهي تلملم
بأكفها ضفائر أبنتها:
يا بنتي
يا بنتي مهما غدر بك الزمان وتلاعب...
افرشي شعرك على مساحات المدى...
وإياك أن تتركي مقص بشعرك يلعب...
فضوء الشمس لا قُسْمَةَ له منذ الأزل...
يا بنتي
في غفلة من زمن قاهر. أجتاح الطغاة ديار أم صابرة على الضيم وعلى انقسامات الأولاد لشرف مجدٍ بَنَتْهُ بعَرقِ الجبين وبان ذلك واضحاً حين اختلفوا بين مؤيد ومعارض لبطش الطغاة. فنفضت الغبار من على جبهة القرطاس المتكئ بتثاقل على أطراف منضدة التاريخ. وأمسكت يراعها الغافي منذ ذاك الزمن التائه الجاثم فوق صدرها المثقل بهموم الشتات. وبدأت تكتب لابنتها العامرة في القلب:
يا بنتي
إنَّ ألم شوقي إليك يجتاح أضلعي ولا يفارقني مهما طوت الأزمان بعضها وهاجرت للماضي البعيد. والحزن قد عشش في خفايا صدري منذ أن خطفوك خلسة مني. والآهات تزداد قسوة وتخنق أنفاسي مع تراكم السنين. وأحلامي قد بدأت تنجرف مع كثبان رمال متحركة دون معرفة خفايا قادم الأيام.
آه يا بنتي
كم أنا تواقة كي أراك حمامة تحلق بحرية على مساحات النسيم. كي أفرش روحي وشاحاً على عين الغروب كي تبقي قبالتي وبين أحضاني إلى الأبد.
لحظات وتلملم بأكفها دموعها السارحة على مدى الجسد الجريح الدامي. وتخطف بسمة أمل من ملامح أبنتها البكر. وتختم رسالتها قبل قدوم الريح المسافرة إلى ديار الأمل الموعود وتقول:
هنيئاً
هنيئاً لك يا بنتي لجمال قدسك الباهر المتقد...
سبحان من أجاد في صنعك بأحسن تكوين...
أنبياء الله لمجدك بشروا ومنك تجسد المسيح...
لا تهابِ بطش قاهر ولا أنفاس امرئ غريب...
لك المجد فخراً من أحرف اسمك فلسطين ...
الفاء من جسد الفداء شاهداً...
واللام لجيدك أيقونة الأمل...
والسين من القداسة منطوقة...
والطاء عز لكلِّ مجدٍ طالب...
والياء من الياسمين مقطوفة...
والنون نداء من أهل الأوائل...
ختمت الأم كلامها وهي تلملم
بأكفها ضفائر أبنتها:
يا بنتي
يا بنتي مهما غدر بك الزمان وتلاعب...
افرشي شعرك على مساحات المدى...
وإياك أن تتركي مقص بشعرك يلعب...
فضوء الشمس لا قُسْمَةَ له منذ الأزل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق