أطيافٌ واسعة
يسيرُ بجيشِ الهائمينَ مُجنَّدُ
لكلِّ فتىً بالدربِ سمتٌ مُحدَّدُ
وبابُ الهوى طَرْقُ الفؤادِ على النوى
ونزفُ غروبٍ في السنابلِ أغيدُ
يُشوِّقُه طرْفٌ يُرافقُه مدىً
وسيفٌ على حدّيِه دمعٌ مُبرّدُ
وضاقت بأنفاسِ المُسهَّدِ نجمةٌ
و ضلعٌ على جمرٍ التلاقي ومشهدُ
سأُرسلُ روحي تبحثُ اليومَ في الفضا
عن امرأةٍ في الجفنِ دوماً تَوسَّدُ
يُحيِّرني طيفٌ يروحُ ويغتدي
لهُ كلَّ آنٍ في الخيالِ تردُّدُ
لبستُ على الأضلاعِ دِرعاً مُفضَّضاً
وموجي مداراتٌ تدورُ وترصدُ
فكيفَ استطاعت خرقَ حُلمي وليلتي
وبينهُما نجمٌ وحرفٌ ومعبدُ
تركتُ قناديلي وراءَ فؤادِها
ليغشى الهوى الأدنى الذي هوَ أبعدُ
وتلتحمُ الروحانِ أفْقاً وخفقةً
فطرْفٌ بنا يرقى وثغرٌ يُزغْردُ
ونغزلُ من خيطِ السحابِ قصيدةً
تجولُ على نهرِ الخيالِ وتصعدُ
ويا مُنْية َالنفسِ المُوافى ظلالُها
لنخلِكِ في حبرِ الرسائلِ هُدهُدُ
ويا وعدَ من شعّت قواريرُه هوىً
تبلورَ نايٌ في الحروفِ مُمرّدُ
إذا زاركِ الريحُ المُبلّلُ بالشذا
فإني أنا ذاتي إليكِ مُجرَّدُ
إلى جنبِ وردٍ تستبيهِ فراشةٌ
وباقةُ أزهارٍ وجرحٌ مُضمَّدُ
سأخرقُ في أعلى السماواتِ ثغرةً
تُطلّينَ منها حينَ شمسيَ تُفقدُ
وأقصيتُ من طقسِ الفصولِ ثلاثةً
لينعُمَ ثلجٌ في الشتاءِ مُوَقَّدُ
أُبدِّلُ أقلاماً شكَكْتُ قوامَها
كقضبانِ سجنٍ واحتواني الأزهدُ
تُسطِّر أورادُ الحياةِ ملاحماً
ومن مُستحيلاتِ الوقائعِ ننهدُ
سكبتُ على البلورِ دمعي ورؤيتي
وللصمتِ في نجوى الشعاعِ زُمرُّدُ
حَباني الهوى بالعمْرِ بهجةَ نورِه
وخلفي لأوهامِ الظلامِ *تأكْسدُ .
محمد علي الشعار
٢٧-١-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق