.... سِـرُّ شَـيْـبِيْ ....
يُـبَـرِّدُ مـا تَجـمَّـرَ مِـنْ لَـهـيـبيْ
شُـرُوقُ الشَّـمسِ يا واديْ الخَـصـيبِ
فَـفي نَهـرَيْكَ مِنْ تاريـخِ سَـلْمى
كَـلامٌ بِالغـريـبِ عـنِ الغَـريـبِ
ظـلامُكَ كـانَ لِلمـوعـودِ سِـتْـراً
مِـنَ الأحـلامِ مَـغـمـوراً بِـطِـيـبِ
ووجْـهُكَ لا كـما نَطـقَـتْ وجـوهٌ
يُـحـدِّثُ بالـقُـلُوبِ عَـنِ الغُـيوبِ
يُـعـبِّـرُ صُــورةً عـمّـا يُـعـانـي
مِـنَ الإتـقانِ فـي وجـهِ الحـبيـبِ
فمُنـدغِـمٌ مـعَ الإحسـانِ مَعـنىً
ومُـنفـرِدٌ كـما بـانِ القَـضـيـبِ
ومُـجتـمِـعٌ عـلى مـا فـيـهِ رابٍ
أقَـبِّ الثَّـوبِ مَمْـطـورِ الـكَـثـيـبِ
فـذاكَ مُـحـدِّثٌ بِـلـسانِ وَردٍ
وهـذا نـاطِـقٌ بِعـيـونِ ذِيـبِ
وقـلـبيْ كـانَ بينَـهما خَـطـيـباً
بـما استـوحاهُ مـنَ شِـعرِ النَّـسيبِ
فَنَـهدُ يَـميـنِـها الصَّـهباءُ صِـرفاً
ونَـهـدُ يَـسـارها ثَـلْـجُ الـحَلـيـبِ
وحَـدِّثْ مـاتـشاءُ عَـنِ الأمـانـيْ
ضَـحـوكٍ أو لَـعـوبٍ أو رَبـيـبِ
هَبطـنَ مِـنْ الأعـاليْ سـارِقـاتٍ
لـها مِـنْ رُوحِ سِـلسـالِ الصَّـلـيـبِ
وصَبُّـوا مـا بِـكأسِ الوصـلِ وحـياً
عـلى رِيـمَـيْنِ في أعـلى عَـسيبِ
فَباغَـمَ مَـنْ بِـهِ خَـالٌ فُـؤاديْ
وجـاوبَ مَـنْ تَـكَـوَّرَ بـالـنَّـبـيـبِ
وآنَ تَـوَحَّدَ الـرِّئـمـانِ صَـوتـاً
تَـنـادى عَـنْدليـبُـكِ عَنْـدَليـبيْ
بُـعَـيْدَ الفَـجرِ أو مـا دُونَ كأسـاً
وقَـبْـلَ الليـلِ .. آنـاءَ الـهُـبُـوبِ
ومَـنْ لا يَرتَـضي تَـأْويـلَ شِـعريْ
يُـباغِـتُنا حَـبـيـباً فـيْ حَـبـيبِ
فَـيعـرِفُ أيَّ دارٍ كُـنـتُ أغـزو
ومـا فـي صَـدرِ سَـلْمى مِـنْ رَطـيـبِ
وهـلْ في قَـطْـفِ عُنـقودٍ ذُنُـوبٌ ؟ز
أمِ انهـارتْ كَـما عَـيـنِيْ ذُنـوبـيْ !
إذاً فَـالْتـسألـوا خَـمـساً جِـهاراً
وسِـرَّاً كُـلَّ مـا يـحـلُو بِـكُـوبـيْ
لِمـاذا كُلَّـما شَـرَّقْـتُ قَـلبـاً .؟
تُـناصِـرُ دَمـعـتيْ ريـحُ الـجَـنـوبِ
وتَكـتـمِـلُ الـبُـدُورُ مُـغـرِّبـاتٍ
ويَنْـمَحِـقُ الـهِـلالُ عـلى الغُـروبِ
وأبقـى مِـثْلـما قَـضَّـيْتُ عُـمْريْ
غَـريـبَ الـدَّارِ مَـوصـودَ الـدُّروبِ
ومـا إلّاكِ تَـعـرِفُ سِـرَّ قَـلـبيْ
يَشـيـبُ الرَّأسُ مِـنْ شَـيْـبِ القُـلـوبِ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/١/٤م
-- عَسـيبٌ : هـو جَـبَلٌ معـروفٌ
-- البُغامُ و النَّبيبُ : أصواتُ الغُـزلانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق