قضيتان لا تنتهيان ...
قيد التعديل و التصويب
- الى نصر في الغربة لغة مشاكسة- -
كأنه يطارد ظله بين أقبية المحاكم الفخمة أبنيتها ، يبحث يبحث بذلك عن أسباب استرداد حق عيني قد تم احتلاله بدون سند قانوني ... و هي القضية التي ورثها عن جده رغم أن هذا الأخير قد صدر لصالحه حكما حاز قوة الشيء المقضي به قبل الحماية كان ذلك في إطار المحاكم العرفية ذات المساطر البسيطة و المنتجة آثارها بما حقق العدل بين الجميع على قدم المساواة ...
مؤخرا بعد الاستقلال ، جرى الطعن من جديد في القضية العقارية فكان الجري الماراطوني في ملاعب القضاء العصري و الذي لم تنته تأويلاته و اجتهادات مختلف درجاته الميئوس منها جماهيريا ..حدث مثل هذا في حياة أبيه مما جعله يمضى كل العمر في مطاردة المحامين من غرفة لغرفة من ممر لممر ...من مكتب لمكتب من درج لسلم من طابق لطابق ... و من عجيب الصدف أن دعاوى العقار ضمت إلى الدعاوى المدنية الخاصة بقضاء الأسرة في شعبة واحدة اطلق عليها/ شعبة العقار و المدني ...
كدأب أبيه و قبيل افتتاح الجلسة ، سأل صاحب قضية الأرض من يحاذيه جنبا و قد علت وجهه مسحة من اليأس و القنوط و بهيم انكسار :
---هل قضيتك عقار أنت الآخرسيدي؟..
أجاب المستفهم بالنفي مبتسما :
--- لا بل أسرية سيدي ..
و طفق يسرد عليه مأساته التي لم تنته كونه على امتداد اثنين و عشرين سنة و هو بين المحاكم الابتدائية و الاستئنافية يطالب بحقه المنتزع قسرا و كرها ... يذم انهيار الأخلاق مكررا بصوت مضغوط أجش عبارة - كم هي الرشوة أصيلة فيك أيها الوطن ...لقد صارت مناصبك تباع و تشترى علنا و السامي منها يورث لأحفاد دوغول...
أسكته صاحب قضية العقار شزرا بجزره :
--- نحن نعلم أننا لن نبلغ مقصدنا و لو ربطنا تخوم الأرض طولا بعرض ... نؤمن و يدرك الجميع أن العدالة لن تحقق ما صودر منا من أصول و حقوق أتعلم لماذا ؟؟؟....
استدرك الأخر استفهامه مغتربا :
--- لماذا ؟؟؟...
أجاب دامعا و هو يشير بسبابته :
--- فقط لان كل هؤلاء الأميين ممن يتربعون كراسي الجلسة... هؤلاء العوام من الناس يدركون أن القضاة اشد أمية منهم ، فهم لا يفقهون شيئا في تعليل و تسبيب الأحكام بما يلائمها من النصوص الصريحة المناسبة وضعا و احتواء ،و آية ذلك أن الحق يظل معلقا على شرط مفقود ...
اعلم رحمك الله أن جميع المحاكم التي رايتها أو سمعت بها على اختلاف أنواعها إنما هي مؤسسات تجارية بل مقاصل استنزافية ..
واصل المحاور الأخر عنفه اللفظي بشفتين ترتعشان غلا مكملا تعاريف العمق الساخرة :
--- إنها اختصارا للأواصر الأسرية و الاجتماعية فيروسات مشتتة مدمرة سيما للفطرة و سوي المقاصد التي تبلورت عن مؤسسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ...
ضحك زميله مقهقها حتى نهره الحاجب نهرا ... سكت قليلا ثم وشوش بهمس لا يبين :
--- كل من العقار و دعاوى الأسرة لن تسقط إطلاقا إذ يستمر الترافع بشأنها و لو من داخل القبر ...أي بالتوارث...في دولة لا يجيد قضاؤها إلا فن القياس و من ثمة النقل فاللصق ... ربما قد يصبح للقضاء رجالاته إذا ما تحقق شعار /عاش الشعب ...
محكمة / صوت جهوري ..
قاما ...جلسا ...لينبآن بتاريخ جلسة لاحقة ستشهد نفس الحركات الخوارزمية بين قيام ... جلوس و استماع لتقنيات تهدر شفويا فيتلقاها آليا مقرر الجلسة
تمضي الأزمنة ... و تمضي ...
الحضور غياب....
محمد القصبي
القصر الكبير
28/11/2019
المغرب الاقصى
الى نصر في الغربة لغة مشاكسة
قيد التعديل و التصويب
- الى نصر في الغربة لغة مشاكسة- -
كأنه يطارد ظله بين أقبية المحاكم الفخمة أبنيتها ، يبحث يبحث بذلك عن أسباب استرداد حق عيني قد تم احتلاله بدون سند قانوني ... و هي القضية التي ورثها عن جده رغم أن هذا الأخير قد صدر لصالحه حكما حاز قوة الشيء المقضي به قبل الحماية كان ذلك في إطار المحاكم العرفية ذات المساطر البسيطة و المنتجة آثارها بما حقق العدل بين الجميع على قدم المساواة ...
مؤخرا بعد الاستقلال ، جرى الطعن من جديد في القضية العقارية فكان الجري الماراطوني في ملاعب القضاء العصري و الذي لم تنته تأويلاته و اجتهادات مختلف درجاته الميئوس منها جماهيريا ..حدث مثل هذا في حياة أبيه مما جعله يمضى كل العمر في مطاردة المحامين من غرفة لغرفة من ممر لممر ...من مكتب لمكتب من درج لسلم من طابق لطابق ... و من عجيب الصدف أن دعاوى العقار ضمت إلى الدعاوى المدنية الخاصة بقضاء الأسرة في شعبة واحدة اطلق عليها/ شعبة العقار و المدني ...
كدأب أبيه و قبيل افتتاح الجلسة ، سأل صاحب قضية الأرض من يحاذيه جنبا و قد علت وجهه مسحة من اليأس و القنوط و بهيم انكسار :
---هل قضيتك عقار أنت الآخرسيدي؟..
أجاب المستفهم بالنفي مبتسما :
--- لا بل أسرية سيدي ..
و طفق يسرد عليه مأساته التي لم تنته كونه على امتداد اثنين و عشرين سنة و هو بين المحاكم الابتدائية و الاستئنافية يطالب بحقه المنتزع قسرا و كرها ... يذم انهيار الأخلاق مكررا بصوت مضغوط أجش عبارة - كم هي الرشوة أصيلة فيك أيها الوطن ...لقد صارت مناصبك تباع و تشترى علنا و السامي منها يورث لأحفاد دوغول...
أسكته صاحب قضية العقار شزرا بجزره :
--- نحن نعلم أننا لن نبلغ مقصدنا و لو ربطنا تخوم الأرض طولا بعرض ... نؤمن و يدرك الجميع أن العدالة لن تحقق ما صودر منا من أصول و حقوق أتعلم لماذا ؟؟؟....
استدرك الأخر استفهامه مغتربا :
--- لماذا ؟؟؟...
أجاب دامعا و هو يشير بسبابته :
--- فقط لان كل هؤلاء الأميين ممن يتربعون كراسي الجلسة... هؤلاء العوام من الناس يدركون أن القضاة اشد أمية منهم ، فهم لا يفقهون شيئا في تعليل و تسبيب الأحكام بما يلائمها من النصوص الصريحة المناسبة وضعا و احتواء ،و آية ذلك أن الحق يظل معلقا على شرط مفقود ...
اعلم رحمك الله أن جميع المحاكم التي رايتها أو سمعت بها على اختلاف أنواعها إنما هي مؤسسات تجارية بل مقاصل استنزافية ..
واصل المحاور الأخر عنفه اللفظي بشفتين ترتعشان غلا مكملا تعاريف العمق الساخرة :
--- إنها اختصارا للأواصر الأسرية و الاجتماعية فيروسات مشتتة مدمرة سيما للفطرة و سوي المقاصد التي تبلورت عن مؤسسة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ...
ضحك زميله مقهقها حتى نهره الحاجب نهرا ... سكت قليلا ثم وشوش بهمس لا يبين :
--- كل من العقار و دعاوى الأسرة لن تسقط إطلاقا إذ يستمر الترافع بشأنها و لو من داخل القبر ...أي بالتوارث...في دولة لا يجيد قضاؤها إلا فن القياس و من ثمة النقل فاللصق ... ربما قد يصبح للقضاء رجالاته إذا ما تحقق شعار /عاش الشعب ...
محكمة / صوت جهوري ..
قاما ...جلسا ...لينبآن بتاريخ جلسة لاحقة ستشهد نفس الحركات الخوارزمية بين قيام ... جلوس و استماع لتقنيات تهدر شفويا فيتلقاها آليا مقرر الجلسة
تمضي الأزمنة ... و تمضي ...
الحضور غياب....
محمد القصبي
القصر الكبير
28/11/2019
المغرب الاقصى
الى نصر في الغربة لغة مشاكسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق