الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

الشاعر كريم خيري العجيمي يكتب- ((( أينعت ثمار الألم)))

أينعت ثمار الألم..!!
........................
طوبى..
لزمان ما كان حصاده إلا وجعا..
زرعنا أرضه يوما طهر مشاعرنا..
فلما أقبل نور الصباح ولاح..!!
ولى الفرح ظهره مدبرا وراح..!!
ولما طلق الفؤاد علائق البشر ومال إلى وحدة فيك رغبة في الإكتفاء..
سائرا على درب(ولكل شرعة ومنهاجا)..
وأنا اخترتك شريعتي ومنهاجي..!!
آملا أن يقوم بك اعوجاجي..!!
كان النتاج الرحيم بطشا..!!
وجوعا وعطشا..!!
إذ ولج اليم واللجة متلاطمة..!!
والأفكار متسارعات..
والأمواج عاصفة هوجاء..
والأحلام تتصارع في داخلي تترا..
كلما ولى واحد جاء الذي يليه..
حد الخطيئة بلا غفران..
حد الأماني الآثمة..!!
والخيال اللاهث خلف السراب يمني نفسه..
يضرب لك طريقا في البحر يبسا..
لا يخاف دركا ولا يخشى..!!
وقد بت في إحدى مساءاتي ثملا أتناول أقداح الأمنيات منتشيا..!!
ألتحف سماء"غيمها وجهك..
ورحمها حبلى بتفاصيلك..
ونجمها البعيد طيفك..
وزحام شاسعاتها المترامية غيابك..
أتغنى بالحنين حتى جعلت من بكاء الناي إنشودة السهد والسهر..
ممزقا أوتار القيثار من قسوة العزف وشدة الأنين..!!
وشاهد الرؤيا محراب أفرغت في جنباته جعبة التراتيل..!!
وأشعلت مواقد الدجى ليلا ألفا من القناديل..!!
أناجي فيك في كل ذات ظلمة رب المنيبين وأنيس المخبتين..!!
يا سامع الشكوى..
ورافع البلوى..
ما لي بليت من غير ذنب أذنبته..
غير أن القلب أمسى مستهاما..
مالي جعلت من الشوق وزرا أتوب منه عندما يعتلي الفلق جدران الدنا..
وأعاوده حينما تمد يد الغسق سطوتها على ما امتد إليه البصر من البسيطة..
وقد أعيتني في اجتنابه الحيل..
تذرعت بألف عذر كيما ألاقي طيفك في الأزقة والطرقات..!!
في امتداداتي..!!
في الدروب وعلى الأرصفة..
في الزحام..
في الفراغات..!!
في كل أرض داست أقدام الورى تربتها..
وبين المتاهات..!!
حتى باتت صورة وجهك تنبت من بين حبات الثرى..
وتستحيل دقاتي مواسم ألم..
ترى هل فقدت ذاكرتي عن غيرك حتى ما عدت أذكر من الوجود إلاك..!!
أم أن وجهك أمسى ساحرا ألقى بعصا سحره على كل ما عداك..!!
ولسان الحال يستعطف الغمام الراحل صوب مدائن الخراب غيثا..
ينادي..
وهل من منادى؟!..
طوبى لمن سقى غريبا أو عابر سبيل يلهث الثرى من الظمأ..
فما بال من من بالعطاء على قريب ذي رحم؟!..
فهل كنت واهما إذ حسبتني من ذوي رحمك؟!..
لأعود من بين الضجيج مرة أخرى في زمرة المجاهيل..!!
وأنا الذي أفترش أرضا عطرها نبضك..!!
وريها غيضك..!!
وإن كان الري لا يسمى في عرف الورى إلا بالشبع..!!
فما طمع فؤادي في فيض..
وما أستأنس النهم والجشع..!!
وإنما اكتفى بغيض على ملة أن قليلك كثير..!!
وأن جدبك وفير..!!
وأن الشوك الذي أنام عليه ليلي وساد من حرير..!!
وفي فم الصبح قد استبيح العطش..
عاكف سلسبيلك أن يسكب الري..
وألف ظمأ يكتب ألوانا من الحرمان على شفاة الشمس..
يستعطف القدر..
أن يجود بقبلة على خد مزقته لهفة الوجد لملمس ثغرك..
وهفهفة جدائلك لا زالت تجوب مكامن الشوق بداخلي..
عاجز أنا..
تائه في سديم كونك اللا متناهي..
بلغ بي النصب أعلى مراتبه..
من بعد طول إنتظار..
ترى..
هل يجود عطفك..
بومض لقاء؟!..
لتتزين له دواخلي ألفا من الأعوام..
فقط خبريني عن الزمان والمكان..
لأزرع فسائل النور في رحم الغيم..
يا تاريخا ليس يكتبه الورق..
متى يحين زمان اللقاء؟!..
وتورق القصائد من عقم الصمت..
وتصير حروف اسمك عنوان كل دواويني..
ويمسي اتساع هذا الكون الفسيح مسافة ما بين ذراعيك..
هناك..
حيث تلقي الفردوس بالروح والريحان..
وتنبت من أطراف كفك العطايا..
وتترك في تاريخ الهوى أحداثا تستعصى على التأريخ..
ووقائع لا تحتويها القراطيس ولا تدونها الأقلام..
ولا تكفيها المحابر الملأى..!!
هناك..
حيث يظل الهوى طفلا..
ولا يعاني القلب وجع البعاد..
ومرارة الفقد..
ولا..
يقاسي فاجعة الفطام عنك..
مرة أخرى..!!
أياااا أنت..
(نص موثق)

النص تحت مقصلة النقد
...............................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...