بركات الساير العنزي
أبو مروان العنزي
من كتابي المعد للطباعة _ خواطري
أخلاق العرب في الجاهلية أفضل من أخلاقنا في العصر الحاضر
128- أخلاق العرب في الجاهلية أفضل من أخلاقنا حاليا
....عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم ،زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار، ليستقبلا زينب ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، المهاجرة من مكة إلى المدينة ، يصحبها حموها كنان بن الربيع وهو اخو زوجها أبو العاص بن الربيع. وقد قال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كونا ببطن يأجج حتى حتى تمر بكا زينب فتصحباها حتى تأتياني بها )وكان أبو العاص وصل مكة وقد أمر زينب بأن تجهز نفسها للالتحاق بأبيها .
من مكارم الأخلاق في هذه القصة ، أن هند بنت عتبة المكلومة بقتلاها في بدر ، لم تحاول الثأر من زينب وهي بين مرابعهم وفي قريش ، وأن رجال قريش لم يحاولوا الاعتداء على زينب انتقاما من الرسول صلى الله عليه وسلم .عكس أخلاق قرننا الحالي وادعاؤنا بأننا إنسانيون وأهل مبادئ وحقوق إنسان وأهل حضارة ، في عصرنا يبدأ الانتقام من الأهل ومن النساء حصرا . والعربي في الجاهلية يأنف أن يضرب امرأة.
قال ابن إسحاق : فحدثني عبدالله بن أبي بكر ، قال : حُدثت عن زينب أنها قالت : بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة ، فقالت : يا بنت محمد ، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟ قالت : فقلت : ما أردت ذلك ؛ فقالت : أي ابنة عمي ، لا تفعلي ، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك ، أو بمال تتبلَّغين به إلى أبيك ، فإن عندي حاجتك ، فلا تضطني مني ، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال .قالت : والله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ، قالت : ولكني خفتها ، فأنكرت أن أكون أريد ذلك ، وتجهزت .
هذه هي أخلاقهم في الجاهلية ، فكان عندهم أخلاق أكثر من أخلاقنا اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) أي أن العرب كانت لهم أخلاق محمودة في جاهليتهم . وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليكمل هذه الأخلاق . ولما خرجت زينب مع كنان بن الربيع ، خرجا نهارا وأم أعين قريش ، غضبت قريش ورأت ذلك إذلالا لها وهي التي خرجت ذليلة مهزومة في معركة بدر فلحق بهما أبو سفيان ومجموعة من الرجال ، وكانت زينب تركب على هودج فوق بعيرها ، وهذا من إكرام العرب للمرأة ، حيث يخافون عليها من حر الشمس وغبار الصحراء .وعندما أصبح أبو سفيان ورجاله قريبين منهما سدد أحد الرجال سهمه على الهودج فارتاعت زينب وسقطت وسقط حملها ، وقف كنان بن الربيع يدافع عنها وقد جثا على ركبتيه مهدد كل من يتقدم بالقتل في رميه .طلب أبو سفيان الأمان للكلام ، وتقدم من كنانة بن الربيع ووقف على رأسه وقال له: إنك لم تصب ، خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ). وأمره أبو سفيان أن يرجع ويغادر بها ليلا في خفاء من أعين الناس . لم يغدر أبو سفيان بكنانة ، ولم يقل انطلت عليه حيلتي ، فكان عندهم شيمة العهد وصدق الكلام . لو في حالنا اليوم يقولون لقد خدعناه وغدرنا به ، بل يتفاخرون بغدرهم وانتقامهم .ولما انصرف الذين خرجوا إلى زينب لقيتهم هند بنت عتبة ، فقالت لهم :
أفي السلم أعيار جفاء وغلظــــــــة
وفي الحرب أشباه النساء العواركِ
وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب ، حين أوصلها ودفعها إلى الرجلين :
عجبت لهبـــــــار وأوبــاش قومــه
يريـــدون إخفــــاري ببنت محمد
ولست أبــــــالي ما حييت عديدهم
وما استجمعت قبضا يدي بالمهند
أبو مروان العنزي
من كتابي المعد للطباعة _ خواطري
أخلاق العرب في الجاهلية أفضل من أخلاقنا في العصر الحاضر
128- أخلاق العرب في الجاهلية أفضل من أخلاقنا حاليا
....عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم ،زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار، ليستقبلا زينب ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، المهاجرة من مكة إلى المدينة ، يصحبها حموها كنان بن الربيع وهو اخو زوجها أبو العاص بن الربيع. وقد قال لهما الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كونا ببطن يأجج حتى حتى تمر بكا زينب فتصحباها حتى تأتياني بها )وكان أبو العاص وصل مكة وقد أمر زينب بأن تجهز نفسها للالتحاق بأبيها .
من مكارم الأخلاق في هذه القصة ، أن هند بنت عتبة المكلومة بقتلاها في بدر ، لم تحاول الثأر من زينب وهي بين مرابعهم وفي قريش ، وأن رجال قريش لم يحاولوا الاعتداء على زينب انتقاما من الرسول صلى الله عليه وسلم .عكس أخلاق قرننا الحالي وادعاؤنا بأننا إنسانيون وأهل مبادئ وحقوق إنسان وأهل حضارة ، في عصرنا يبدأ الانتقام من الأهل ومن النساء حصرا . والعربي في الجاهلية يأنف أن يضرب امرأة.
قال ابن إسحاق : فحدثني عبدالله بن أبي بكر ، قال : حُدثت عن زينب أنها قالت : بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عتبة ، فقالت : يا بنت محمد ، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟ قالت : فقلت : ما أردت ذلك ؛ فقالت : أي ابنة عمي ، لا تفعلي ، إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك ، أو بمال تتبلَّغين به إلى أبيك ، فإن عندي حاجتك ، فلا تضطني مني ، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال .قالت : والله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ، قالت : ولكني خفتها ، فأنكرت أن أكون أريد ذلك ، وتجهزت .
هذه هي أخلاقهم في الجاهلية ، فكان عندهم أخلاق أكثر من أخلاقنا اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) أي أن العرب كانت لهم أخلاق محمودة في جاهليتهم . وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليكمل هذه الأخلاق . ولما خرجت زينب مع كنان بن الربيع ، خرجا نهارا وأم أعين قريش ، غضبت قريش ورأت ذلك إذلالا لها وهي التي خرجت ذليلة مهزومة في معركة بدر فلحق بهما أبو سفيان ومجموعة من الرجال ، وكانت زينب تركب على هودج فوق بعيرها ، وهذا من إكرام العرب للمرأة ، حيث يخافون عليها من حر الشمس وغبار الصحراء .وعندما أصبح أبو سفيان ورجاله قريبين منهما سدد أحد الرجال سهمه على الهودج فارتاعت زينب وسقطت وسقط حملها ، وقف كنان بن الربيع يدافع عنها وقد جثا على ركبتيه مهدد كل من يتقدم بالقتل في رميه .طلب أبو سفيان الأمان للكلام ، وتقدم من كنانة بن الربيع ووقف على رأسه وقال له: إنك لم تصب ، خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ). وأمره أبو سفيان أن يرجع ويغادر بها ليلا في خفاء من أعين الناس . لم يغدر أبو سفيان بكنانة ، ولم يقل انطلت عليه حيلتي ، فكان عندهم شيمة العهد وصدق الكلام . لو في حالنا اليوم يقولون لقد خدعناه وغدرنا به ، بل يتفاخرون بغدرهم وانتقامهم .ولما انصرف الذين خرجوا إلى زينب لقيتهم هند بنت عتبة ، فقالت لهم :
أفي السلم أعيار جفاء وغلظــــــــة
وفي الحرب أشباه النساء العواركِ
وقال كنانة بن الربيع في أمر زينب ، حين أوصلها ودفعها إلى الرجلين :
عجبت لهبـــــــار وأوبــاش قومــه
يريـــدون إخفــــاري ببنت محمد
ولست أبــــــالي ما حييت عديدهم
وما استجمعت قبضا يدي بالمهند
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق