ويبقى الأثر..!!
...................
يقولون أن الأشياء تذهب..
وكل الجراح تندمل..
وأقول لهم لا..
إنما..
تذهب الأشياء ويبقى الأثر..
كمثل الندوب التي تخلفها بقايا الجروح..
لاتختفي مهما طال الزمن..
رحيل على ملة الغياب..
فهل ذهبت بقاياهم؟!..
حقيقة هم ذهبوا..
لكنهم تركوا فينا تلك الفراغات المكتظة بهم..
ببقايا أشياءهم فينا..
تلك الحرقة بين الضلوع..
تلك الوخزة بين الثانية ونصفها..
لتخبرنا بحلول فصل الألم مبكرا جدا..
كأنه جاهل بموعد الحلول..
تلك الأرائك الفارغة..
والمواعيد المؤجلة..
والعهود الممزقة..
تلك المعاطر والمكاحل والفراء..
ذلك الليل ذو الوجه البليد لهجرهم..
والمعازف والشراشف والغناء..
تلك الضحكات اليائسات من الحياة..
بعدما غطاها عن عمد بكاء..
نبحث فيها عنهم..
بقايا العطر العالق بأنسجتنا..
ذلك التاريخ الكاذب..
الذي يكتب من جديد كل ليلة بأنامل الوجع..
تلك الذكريات الغاشمة التي تجتمع على جثمان الذاكرة لتنهشه من داخل قميص ممزق لا يسر سرا..
ولا يستر عورة..
كأنما هي وليمة سائغة تفترسها الضواري..
حتى يصير فقدان الذاكرة أيضا وجع..
لأنك تفقد الذاكرة ويبقون هم في تلك الذاكرة المفقودة..
تضيع أنت في سرمديتهم..
ويبقون هم رمز الضياع..
وعنوان الفشل..
وآية الخذلان..
ومعصية بلا غفران..
وتلك الضلالة التي لا يمنح مرتكبها توبة ولا صكا..
ليبقى طيلة عمره مأخوذا بها..
وتلك الأرصفة الخاوية كل دجى..
على ميعاد مع لملمة الأوراق المهترئة..
ندون عليها بقايانا..
ونسكب دواخلنا التي أبت الأعماق عناقها..
ولو على سبيل المجاز..
وذات اشتياق..
نعيد ترتيب الذات المبعثرة..
كما تعيد نفسها بالدوران الدماء..
عرايا كنا مذ ولدنا..
ونعود لنلتحف العراء..!!
ونتدثر الحسرة..
ونفترش الثرى مهادا..
وتخرس الأبجدية التي تقول..
لتحل محلها أبجدية أخرى ولدت للورى خرساء..!!
تفعل الأفاعيل صمتا..
بعد أن يتعرق الكف..
وترتعش الأنامل..
ويتحجر سن اليراع..
وقد احترقت الأوراق..
ولم تبق إلا الضلوع..
وجفت المحابر وظمأ المداد..
لتختفي حروف البوح..
وتقوم آهات الصمت مقامها..
مدادها محابر الدم..
وتلك العقارب التي تتصلب فجأة..
لتجعل من ليلك أربعين عاما..
وتهرم دفعة واحدة..
وتعود إلى زمن الصبا عندما يفتح الصباح جفنيه..
لتكتشف أيضا أنك ولدت هرما منذ لحظة الميلاد..
كيف لا وذلك الحزن قد غاصت أظافره في خلايا الفؤاد..
وكبر فينا الألم ليحفر أخدودا في الوتين..
كل ذات خيبة..
وفي موسم الإنتظار..
يتكاثر بداخلنا الحنين..
من جديد كل مساء..
نمسي على موعد مع سرب واحد..
لتجد أنه عندما تحين ساعة العسرة..
وموعد الظلمة والوحدة..
قد تحول لجحافل من أرق..
وبيادر من قلق..
تشرع لسفنها في ضلوعنا أشرعة..
وتبحر لتنهك بقايانا..
وتلك الخيالات التي تتراءى على ضوء الشموع الخافتة آخر الليل..
حينما تقرع طبول الأسى تلك الأبواب لتفتح مصاريع الخذلان..
يضرب تيار الوجد سواحل اللوعة..
تقرع أجراس المد شطئان اللهفة..
يفك رعد الظلام أزرار النشيج..
ويفض بكارة البكاء..
يعلن الصخب..
ليعزف الناي..
أول مقطوعة للحرقة..
وآخر مقطوعة للأمل..
وتنطق الشفاة..
آخر ما أغمض عليه الجفن من أحرف عابسة..
محض ترهات عدت في عرف العقلاء..
بقية من جنون..
قبل أن يموت زمن الحروف..
ويقف ذلك الآبق حدادا على جثمان واراه الرحيل تراب الإشتياق..
وهو يرتشف هانئا آخر رشفة من قدح النشوة..
ويعلن انتصاره..
على ليل وحنين وقلب ضعيف..
وسنوات ذهبت أدراج الرياح..
ويرتحل بحثا عن أرض جديدة..
وضحايا جدد..
ربما بلا عدد..
عفوا..
جف حبر القلم..
.....................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
...................
يقولون أن الأشياء تذهب..
وكل الجراح تندمل..
وأقول لهم لا..
إنما..
تذهب الأشياء ويبقى الأثر..
كمثل الندوب التي تخلفها بقايا الجروح..
لاتختفي مهما طال الزمن..
رحيل على ملة الغياب..
فهل ذهبت بقاياهم؟!..
حقيقة هم ذهبوا..
لكنهم تركوا فينا تلك الفراغات المكتظة بهم..
ببقايا أشياءهم فينا..
تلك الحرقة بين الضلوع..
تلك الوخزة بين الثانية ونصفها..
لتخبرنا بحلول فصل الألم مبكرا جدا..
كأنه جاهل بموعد الحلول..
تلك الأرائك الفارغة..
والمواعيد المؤجلة..
والعهود الممزقة..
تلك المعاطر والمكاحل والفراء..
ذلك الليل ذو الوجه البليد لهجرهم..
والمعازف والشراشف والغناء..
تلك الضحكات اليائسات من الحياة..
بعدما غطاها عن عمد بكاء..
نبحث فيها عنهم..
بقايا العطر العالق بأنسجتنا..
ذلك التاريخ الكاذب..
الذي يكتب من جديد كل ليلة بأنامل الوجع..
تلك الذكريات الغاشمة التي تجتمع على جثمان الذاكرة لتنهشه من داخل قميص ممزق لا يسر سرا..
ولا يستر عورة..
كأنما هي وليمة سائغة تفترسها الضواري..
حتى يصير فقدان الذاكرة أيضا وجع..
لأنك تفقد الذاكرة ويبقون هم في تلك الذاكرة المفقودة..
تضيع أنت في سرمديتهم..
ويبقون هم رمز الضياع..
وعنوان الفشل..
وآية الخذلان..
ومعصية بلا غفران..
وتلك الضلالة التي لا يمنح مرتكبها توبة ولا صكا..
ليبقى طيلة عمره مأخوذا بها..
وتلك الأرصفة الخاوية كل دجى..
على ميعاد مع لملمة الأوراق المهترئة..
ندون عليها بقايانا..
ونسكب دواخلنا التي أبت الأعماق عناقها..
ولو على سبيل المجاز..
وذات اشتياق..
نعيد ترتيب الذات المبعثرة..
كما تعيد نفسها بالدوران الدماء..
عرايا كنا مذ ولدنا..
ونعود لنلتحف العراء..!!
ونتدثر الحسرة..
ونفترش الثرى مهادا..
وتخرس الأبجدية التي تقول..
لتحل محلها أبجدية أخرى ولدت للورى خرساء..!!
تفعل الأفاعيل صمتا..
بعد أن يتعرق الكف..
وترتعش الأنامل..
ويتحجر سن اليراع..
وقد احترقت الأوراق..
ولم تبق إلا الضلوع..
وجفت المحابر وظمأ المداد..
لتختفي حروف البوح..
وتقوم آهات الصمت مقامها..
مدادها محابر الدم..
وتلك العقارب التي تتصلب فجأة..
لتجعل من ليلك أربعين عاما..
وتهرم دفعة واحدة..
وتعود إلى زمن الصبا عندما يفتح الصباح جفنيه..
لتكتشف أيضا أنك ولدت هرما منذ لحظة الميلاد..
كيف لا وذلك الحزن قد غاصت أظافره في خلايا الفؤاد..
وكبر فينا الألم ليحفر أخدودا في الوتين..
كل ذات خيبة..
وفي موسم الإنتظار..
يتكاثر بداخلنا الحنين..
من جديد كل مساء..
نمسي على موعد مع سرب واحد..
لتجد أنه عندما تحين ساعة العسرة..
وموعد الظلمة والوحدة..
قد تحول لجحافل من أرق..
وبيادر من قلق..
تشرع لسفنها في ضلوعنا أشرعة..
وتبحر لتنهك بقايانا..
وتلك الخيالات التي تتراءى على ضوء الشموع الخافتة آخر الليل..
حينما تقرع طبول الأسى تلك الأبواب لتفتح مصاريع الخذلان..
يضرب تيار الوجد سواحل اللوعة..
تقرع أجراس المد شطئان اللهفة..
يفك رعد الظلام أزرار النشيج..
ويفض بكارة البكاء..
يعلن الصخب..
ليعزف الناي..
أول مقطوعة للحرقة..
وآخر مقطوعة للأمل..
وتنطق الشفاة..
آخر ما أغمض عليه الجفن من أحرف عابسة..
محض ترهات عدت في عرف العقلاء..
بقية من جنون..
قبل أن يموت زمن الحروف..
ويقف ذلك الآبق حدادا على جثمان واراه الرحيل تراب الإشتياق..
وهو يرتشف هانئا آخر رشفة من قدح النشوة..
ويعلن انتصاره..
على ليل وحنين وقلب ضعيف..
وسنوات ذهبت أدراج الرياح..
ويرتحل بحثا عن أرض جديدة..
وضحايا جدد..
ربما بلا عدد..
عفوا..
جف حبر القلم..
.....................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق