#حفنة_وطن
ما الذي أبقاك وقلبك في هذا العالم المتأرجح في حبال اليأس!؟ أيرضيك أنه يهبك الموت قبل الحياة، لقد اختنقت ملامح الأمل فينا ولَم نزل نتسابق أينا سيأخذ الفُتات أولا!!
ألم تشتاق لتلك الرحابة بين كفي القدر الخفي!!
هيا خذ قلبك وانطلق نحو السعة، فعالمنا يا صديقي عيونه مليئة بالخوف، مليئة بالتردي، مليئة بالموت..
وحينما تعتزم الرحيل خذ حفنة من تراب أوطانك حتى لا تعود إليه منكسرا، خذها لتغرس فيها أحلامك التي جفت وهي تطلب ماء تحقيقها بصمت، خذها واقبض عليها جيدا وقل لها لم تتسعي لي ووسعك قلبي وعقلي وروحي وجيبي، وحينما ضقتي بي ذرعاً حملتك معي بين لحمي ودمي .. ذكر تراب الوطن بالوفاء،
ذكره بأول عهدك به، ذكره بحبك له، دعه يصغ إلى نشيج قلبك وهو يردد نشيد الصباح في طابور انتظمت فيه الأكتاف ولَم تستوي فيه الطموحات!!
ذكره بسعيك الدءوب في شوارعه المتعرجة كجسد ثعبان أنقضم رأسه تحت عجلات الزمن وبقي ذيله يذكرنا بأننا مازلنا في آخر قافلة الحضارة والتطور .. ذكر تلك الحفنة بصرخات الجوعي وأنين المظلومين في الأزقة الضيقة، كم كانت أصواتهم عالية ومع ذلك لم تسمعها أذن أحد من المسؤولين المترفين في الزاوية المقابلة من الشارع المجاور فبينما كانت تُسكب بقايا الطعام المستورد في حاوية القمامة بين يدي عامل السيد المسؤول!
كانت نظرات المشردين ترقب تلك اللحظة بشغف ليسكتوا عواء أمعائهم الخالية بشيء هو في نظرهم غذاء لهم ولعائلتهم،
وعند السيد صاحب المقام الرفيع مجرد (زبالة) وفائض بخس
ذكر تراب الوطن بتلك الساعات الطوال التي قضيتها بين يدي منهج عقيم يُحمل على الظهر كالأوزار ولا يكاد يُفهم منه شيء،
ذكره كم بت ترقب ساعة الحائط متى تمضي تلك الأيام فإذا ما مر العمر تمنيت لو سقط الحائط على أوراقك وكتبك فلم يبق منها ولا يذر !!
ذكره كم من الخسارات الفادحة التي كانت ستتحول إلى مكاسب كبرى بجرة قلم بسيط،
ولكن أقلام السيد المسؤول حبرها أحمر بلون دماء الفقراء تعبق براحة الفساد والرِشوة والمحسوبية !!
وقبل أن تلقي حفنة التراب بأرض مهجرك قبِلها وازرع فيها بذرة الحرية واسقها بدمع دعواتك في السحر علها يا صديقي تتطهر وتُخرج لك بعض ما سُلب من حياتك فتردها في عمر جديد!! .....
بقلم
#صفاء_الفقي
ما الذي أبقاك وقلبك في هذا العالم المتأرجح في حبال اليأس!؟ أيرضيك أنه يهبك الموت قبل الحياة، لقد اختنقت ملامح الأمل فينا ولَم نزل نتسابق أينا سيأخذ الفُتات أولا!!
ألم تشتاق لتلك الرحابة بين كفي القدر الخفي!!
هيا خذ قلبك وانطلق نحو السعة، فعالمنا يا صديقي عيونه مليئة بالخوف، مليئة بالتردي، مليئة بالموت..
وحينما تعتزم الرحيل خذ حفنة من تراب أوطانك حتى لا تعود إليه منكسرا، خذها لتغرس فيها أحلامك التي جفت وهي تطلب ماء تحقيقها بصمت، خذها واقبض عليها جيدا وقل لها لم تتسعي لي ووسعك قلبي وعقلي وروحي وجيبي، وحينما ضقتي بي ذرعاً حملتك معي بين لحمي ودمي .. ذكر تراب الوطن بالوفاء،
ذكره بأول عهدك به، ذكره بحبك له، دعه يصغ إلى نشيج قلبك وهو يردد نشيد الصباح في طابور انتظمت فيه الأكتاف ولَم تستوي فيه الطموحات!!
ذكره بسعيك الدءوب في شوارعه المتعرجة كجسد ثعبان أنقضم رأسه تحت عجلات الزمن وبقي ذيله يذكرنا بأننا مازلنا في آخر قافلة الحضارة والتطور .. ذكر تلك الحفنة بصرخات الجوعي وأنين المظلومين في الأزقة الضيقة، كم كانت أصواتهم عالية ومع ذلك لم تسمعها أذن أحد من المسؤولين المترفين في الزاوية المقابلة من الشارع المجاور فبينما كانت تُسكب بقايا الطعام المستورد في حاوية القمامة بين يدي عامل السيد المسؤول!
كانت نظرات المشردين ترقب تلك اللحظة بشغف ليسكتوا عواء أمعائهم الخالية بشيء هو في نظرهم غذاء لهم ولعائلتهم،
وعند السيد صاحب المقام الرفيع مجرد (زبالة) وفائض بخس
ذكر تراب الوطن بتلك الساعات الطوال التي قضيتها بين يدي منهج عقيم يُحمل على الظهر كالأوزار ولا يكاد يُفهم منه شيء،
ذكره كم بت ترقب ساعة الحائط متى تمضي تلك الأيام فإذا ما مر العمر تمنيت لو سقط الحائط على أوراقك وكتبك فلم يبق منها ولا يذر !!
ذكره كم من الخسارات الفادحة التي كانت ستتحول إلى مكاسب كبرى بجرة قلم بسيط،
ولكن أقلام السيد المسؤول حبرها أحمر بلون دماء الفقراء تعبق براحة الفساد والرِشوة والمحسوبية !!
وقبل أن تلقي حفنة التراب بأرض مهجرك قبِلها وازرع فيها بذرة الحرية واسقها بدمع دعواتك في السحر علها يا صديقي تتطهر وتُخرج لك بعض ما سُلب من حياتك فتردها في عمر جديد!! .....
بقلم
#صفاء_الفقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق