الخميس، 25 يوليو 2019

كريم خيري العجيمي... يكتب... فى سدى عينيك..!!

في سدى عينيك..!!
.........................
جاءت تسأل كيف حالك؟!..
ولا أدري ما الذي دعاها للسؤال؟!..
وكل حالي معها..
فقلت..
على رصيف قطار..
مل من انتظاري..
الإنتظار..
والانهيار..
والإحتضار..
لا بأس يا سيدتي..
أنا بخير..
فهل يعنيك ذلك حقا؟!..
ماذا لو أخبرتك الحقيقة؟!..
فلنفترض أني لست بخير..
ماذا كنت ستفعلين؟!..
هل كنت لتقتطعين واحدا من أضلاع سعادتك لتمنحي إياها صدري الضائق..
يقتات عليها قلب يحترق..
نيفا من زمن لست أدري كم يكون..
ماذا لو أخبرتك أني حزين ووحيد..
هل ستبقين معي كما وعدتينني يوما..
وفي حضرة الغياب تموت الوعود..
هل ستتركين عالمك الوردي خلفك..
لتخنقي عالمي بحضور على ملة الغياب..
لا بأس يا سيدتي..
أنا بخير..
فلا زلت ذلك الذي يعرف كيف يضحك..
وسط أنهار الدموع..
لا زلت ذلك الذي يعرف كيف يقول لك في نهاية كل يوم تصبحين على خير ولا ينام..
لا زلت ذلك الذي يعرف كيف يختبئ وأنت لا تعلمين سوى أنه بخير..

تسألينني كيف أنت..
لا بأس يا سيدتي..
لا جديد في دفاتر أحوالي أدونه..
سوى أمر أظنه تافها..
تافها جدا..
وهو أن رقعة الوجع تمتد في عرض خافقي كل يوم بمقدار أربع وعشرين ساعة..
فهل لديك ما أمحو به أوجاعا غاصت أظافرها في تلابيب روحي؟!..

تسألينني يا سيدتي كيف أصبحت..
لا بأس إذن..
أنا أفتش في دفاتر ذاكرتي..
عن ذلك الترياق الحلم..
الذي تبرأ معه جراحات..
لا زال خريرها كشلال يتدفق من عل..
ينزف على ثرى عبثك..
ولا تبالين..
لتتسع رقعة الألم بمقدار مد الشهيق وجزر الزفير..
ولا تغيير..
فهل سكبت كأسا من سكينة في امتداداتي؟!..

أنا يا سيدتي ذلك العالم القديم الذي لم يعد يناسبك..
ربما لتغير مناخ هواك من ربيع كنت واهما أظنه موجودا..
لأفاجأ أنها إحدى أكبر أكاذيب نيسان..
وأن عيني أرمدت فلم تعد تميز بين ربيع على ملة الوهم حسبته يوما..
إلى خريف..
في واقع الحال كان عاتيا فلا ورق أبقى ولا دثار..
عار أنا من كل شئ حتى مني..
محض ذات..
رحلت غيا في دروب عينيك تجتاز صراط الوهم..
على أمل أن تعبر إلى الشاطئ الآخر للحلم..
غبي أنا في صورة ناسك..
أقمت صوامع القربى على شفا جرف هار..
فانهار يا سيدتي لأن أصل البنيان طلل متهالك..
عربيد هواي..
حينما تلا أسفار الشوق على مسامع قلب أصم..

لا بأس يا سيدتي..
بخير أنا فلا زالت الأنفاس محض ضلالات..
تعدني في كل مرة بأن قميص البشارة معها سيتسع ليغطي جسد حلم عار..
وفي كل مرة أجد ذئب الغياب قد مزقت مخالبه خيوط ردائي..
خائب أنا يا سيدتي..
فلا زلت أجوب مفازات وفراغات أزرع عطرك بين الرمال وفوق الربى..
وأغرس لون عينيك مداد" لضوء الشمس..
وأستلهم من خصلاتك مشانق أتل بها جبين الإنتظار..
على ذمة احتضار صغير يا سيدتي..
فاشل أنا..
لا زال عامي إثنا عشر شهرا..
فلم أعثر بعد على الشهر الثالث عشر..
لا زالت تلك الفصول أربعة تختزل الموسمية في شعاب هواك..
فقط خريفا وشتاء..
فلم يسمح سلطان هواك بسواهما..
وما زلت أجوب أقطار الدنا بحثا عن الفصل الخامس..
بلا جدوى..
فاشل جدا..
لا زال أسبوعي سبعة أيام فقط..
ولم أعثر بعد على اليوم الثامن..
الذي سألتقيك فيه..
لا زال يومي أربعا وعشرين ساعة..
وما زلت أعاني من عبء البحث عن الساعة الحلم التي لم يعرفها علم الحساب حتى الآن..
ولم يعرفها الورى..
ليخطها خيالي وفقط على ملة الخامسة والعشرين..
على أعتاب لقياك يا سيدتي..
لا زال تعداد ساعاتي متحجرا بائسا..
يقف على معبر الدقيقة الستين..
لم يسمح له حضرة الغياب..
أن يهرب إلى الدقيقة الواحدة والستين..
التي ستشهد مولد نبضي مرة أخرى..
أفلا أكون هكذا ذلك الولي التقي الفاشل..
الفاشل جدا..
صاحب الرؤيا اليوسفية..
ملؤها عالم من الخرافات..
لأفسر دين الهوى وأنا لا أعبر الأحلام..
ولا أفرق بين السنابل الخضر والأخر اليابسات..
ولا أجيد التفرقة بين الأحلام السمان..
والأوهام العجاف..
ولا زلت أعد السني في سدى عينيك..
لأحصي السدى على شريعة السدى..
أفلا أكون هكذا بخير يا سيدتي؟!..
فلا بأس..
أنا بخير..
...............
بقلمي..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...