أصدقائي الأعزاء الأفاضل أميرات وأمراء مجلة مملكة شهرزاد الأدبية المجلة المميزة التي نعزَّها ونفتخر بها وبالقائمين على إدارتها وإخراجها. أقدم لحضرتكم وجهة نظري عن مفهوم القصة القصيرة وعناصرها وآمل أن تنال إعجابكم ومعرفة وجهات نظركم للاستفادة منها. مع تحياتي للجميع
جوزيف شماس
القصة القصيرة
هي حكاية أدبية يجسد فيها الكاتب خبراً أو فكرة أو حدثًا محددًا من الحياة أو عدة حوادث مترابطة فيما بينها. بحيث يتعمق القاص النظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية بهدف التواصل بين البشر لكونها تعبِّر عن مكونات خفيَّة ودفينة في الأرواح والنفوس مع الارتباط بزمانها ومكانها. على أن يتم عرض الحدث أو الفكرة وما يتخللها من صراعات بإيجاز وتسلسل منطقي طبقًا لنظرة رمزية مشوقة تنتهي إلى غاية معينة. وأن تقرأ في جلسة واحدة معتمدة على مبدأ التكثيف بالفكرة واللغة والشعور مما يمكنها من النجاح في نقل الهدف المنشود. وبالطبع ليس كل خبر أو حدث يعتبر قصة قصيرة ما لم تتوافر فيه خصائص معينة ليكون لها أثر معنوي شامل. وذلك من خلال ارتباط سرد تفاصيل وأجزاء حدث ما على أساس بداية ووسط ونهاية بحيث تُكوِّنْ أثراً ما في نفسية القارئ.
لذا نجدها هي أقرب الفنون الأدبية إلى روح الإنسان بسبب انتقالها من مبدأ التعميم إلى مبدأ التخصيص. أي تعني أيمًا اعتناء بتتبع أثر لحظات إنسانية حياتية شديدة الأهمية منتقاة من صميم الذات وتفاعلها مع كل ما هو محيط بها. وعدم تناول حياة فرد بأكملها من حوادث وملابسات أو سرد حياة بيئة أو مجتمع بكامل جوانبه. بل تكتفي في أغلب الأحيان بتصوير جانب محدد من حياة الفرد. أو رصد خلجة من خلجاته أو حلم من أحلامه أو زاوية محددة من زوايا المجتمع. وتصويرها تصويراً مكثفاً خاطفاً يعجز الفرد أحياناً ملاحظتها أو متابعتها لاستخلاص العبر منها. أو ربما تكون حكاية خيالية أو حلم ذو معنى محدد يروى بشكل عميق وممتع لجذب انتباه القارئ وتعبر عن الطبيعة البشرية من خلال عناصر القصة الواجب توفرها بالشكل الأمثل.
عناصر القصة القصيرة
1. الموضوع:
يختار القاص عادة موضوع القصة
· من تجاربه الشخصية متناولاً بذلك النفس البشرية وسلوكها وأهوائها.
· من تجارب الآخرين متناولاً بذلك المجتمع بالنقد والتحليل.
· أو يتناول موضوع ثقافي فكري أو فلسفي.
· أو موضوع وثائقي. ليس للكاتب رأي فيها
2. الفكرة
- هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشاكلها. وعلى القاص تجنب الطرح المباشر لعدم الوقوع في هاوية الوعظ والإرشاد.
3. الحدث
- يرتب فيها القاص بأسلوب منسق مجموعة الأعمال المضطربة التي يقوم بها أبطال القصة أو يعانونها. كي تبدو قريبة من الواقع. ويتم عرض الحدث بواحدة من الطرق الثلاث.
· ترتيب متسلسل من البداية إلى النهاية.
· البدء من النهاية والعودة للبداية.
· البدء من المنتصف ومن ثمَّ يرد كل حادثة إلى مسبباتها.
4. الحبكة
- هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
· إما بحبكة محكمة تلاحم الحوادث وتشابكها حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر إلى الحل.
· أو بحبكة مفككة وتكون بسرد أحداث متعددة غير مترابطة برابط السببية سوى أنها مرتبطة بزمان أو مكان محددين.
5. البيئة: الزمان والمكان.
أي تحديد البيئة الطبيعية والجغرافية التي تجري فيها الأحداث أو ما يدل عليها، والواقع الاجتماعي المحيط بشخصيات القصة مع تحديد الزمن ضمن مرحلة تاريخية.
6. الشخصيات:
وتكون عادة إما شخصيات رئيسة أو ثانوية ومنها ما تتغير وتتطور مع الأحداث ومنها من تبقى ثابتة لا تتغير أو تتطور.
7. الأسلوب واللغة
- نقل الأحداث من صورتها الواقعية أو المتخيلة بأسلوب وصورة لغوية. وبأسلوب لغوي سليم بعيداً عن الخلط بين الفصح والعامية
8. الصراع
- هو التصادم بين إرادتين شخصيتين. ويكون إما خارجي بين الشخصيات أو داخلي في نفسية الأشخاص
9. العقدة والحل:
- وهي تأزم الأحداث قبيل الوصول للحل. وليس من الضرورة أن يطرح الكاتب الحل لأي عقدة. بل يمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة تستدعي القارئ أن يضع الحل بنفسه وبخياله.
وفي الختام
القصة القصيرة في جوهرها هي وجهة نظر ذاتية للكاتب لموقف ما من الحياة. لكنَّ الشيء الهام هو أنَّ القاص المبدع والجاد والملتزم هو وحده القادر على صياغة القصة بشكل تدفع القارئ لاكتشاف المناطق الهامة التي قد تكون مهملة في ذاتنا وفي حياتنا الآنية بشكل عام. فتصبح كجرعة دواء أدبية وتربوية نتناول مضمونها ونتابع أحداثها دفعة واحدة على عجل ونترك لاحقاً لتفعل مفاعيلها في أنفسنا.
جوزيف شماس
جوزيف شماس
القصة القصيرة
هي حكاية أدبية يجسد فيها الكاتب خبراً أو فكرة أو حدثًا محددًا من الحياة أو عدة حوادث مترابطة فيما بينها. بحيث يتعمق القاص النظر إليها من جوانب متعددة ليكسبها قيمة إنسانية بهدف التواصل بين البشر لكونها تعبِّر عن مكونات خفيَّة ودفينة في الأرواح والنفوس مع الارتباط بزمانها ومكانها. على أن يتم عرض الحدث أو الفكرة وما يتخللها من صراعات بإيجاز وتسلسل منطقي طبقًا لنظرة رمزية مشوقة تنتهي إلى غاية معينة. وأن تقرأ في جلسة واحدة معتمدة على مبدأ التكثيف بالفكرة واللغة والشعور مما يمكنها من النجاح في نقل الهدف المنشود. وبالطبع ليس كل خبر أو حدث يعتبر قصة قصيرة ما لم تتوافر فيه خصائص معينة ليكون لها أثر معنوي شامل. وذلك من خلال ارتباط سرد تفاصيل وأجزاء حدث ما على أساس بداية ووسط ونهاية بحيث تُكوِّنْ أثراً ما في نفسية القارئ.
لذا نجدها هي أقرب الفنون الأدبية إلى روح الإنسان بسبب انتقالها من مبدأ التعميم إلى مبدأ التخصيص. أي تعني أيمًا اعتناء بتتبع أثر لحظات إنسانية حياتية شديدة الأهمية منتقاة من صميم الذات وتفاعلها مع كل ما هو محيط بها. وعدم تناول حياة فرد بأكملها من حوادث وملابسات أو سرد حياة بيئة أو مجتمع بكامل جوانبه. بل تكتفي في أغلب الأحيان بتصوير جانب محدد من حياة الفرد. أو رصد خلجة من خلجاته أو حلم من أحلامه أو زاوية محددة من زوايا المجتمع. وتصويرها تصويراً مكثفاً خاطفاً يعجز الفرد أحياناً ملاحظتها أو متابعتها لاستخلاص العبر منها. أو ربما تكون حكاية خيالية أو حلم ذو معنى محدد يروى بشكل عميق وممتع لجذب انتباه القارئ وتعبر عن الطبيعة البشرية من خلال عناصر القصة الواجب توفرها بالشكل الأمثل.
عناصر القصة القصيرة
1. الموضوع:
يختار القاص عادة موضوع القصة
· من تجاربه الشخصية متناولاً بذلك النفس البشرية وسلوكها وأهوائها.
· من تجارب الآخرين متناولاً بذلك المجتمع بالنقد والتحليل.
· أو يتناول موضوع ثقافي فكري أو فلسفي.
· أو موضوع وثائقي. ليس للكاتب رأي فيها
2. الفكرة
- هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشاكلها. وعلى القاص تجنب الطرح المباشر لعدم الوقوع في هاوية الوعظ والإرشاد.
3. الحدث
- يرتب فيها القاص بأسلوب منسق مجموعة الأعمال المضطربة التي يقوم بها أبطال القصة أو يعانونها. كي تبدو قريبة من الواقع. ويتم عرض الحدث بواحدة من الطرق الثلاث.
· ترتيب متسلسل من البداية إلى النهاية.
· البدء من النهاية والعودة للبداية.
· البدء من المنتصف ومن ثمَّ يرد كل حادثة إلى مسبباتها.
4. الحبكة
- هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
· إما بحبكة محكمة تلاحم الحوادث وتشابكها حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر إلى الحل.
· أو بحبكة مفككة وتكون بسرد أحداث متعددة غير مترابطة برابط السببية سوى أنها مرتبطة بزمان أو مكان محددين.
5. البيئة: الزمان والمكان.
أي تحديد البيئة الطبيعية والجغرافية التي تجري فيها الأحداث أو ما يدل عليها، والواقع الاجتماعي المحيط بشخصيات القصة مع تحديد الزمن ضمن مرحلة تاريخية.
6. الشخصيات:
وتكون عادة إما شخصيات رئيسة أو ثانوية ومنها ما تتغير وتتطور مع الأحداث ومنها من تبقى ثابتة لا تتغير أو تتطور.
7. الأسلوب واللغة
- نقل الأحداث من صورتها الواقعية أو المتخيلة بأسلوب وصورة لغوية. وبأسلوب لغوي سليم بعيداً عن الخلط بين الفصح والعامية
8. الصراع
- هو التصادم بين إرادتين شخصيتين. ويكون إما خارجي بين الشخصيات أو داخلي في نفسية الأشخاص
9. العقدة والحل:
- وهي تأزم الأحداث قبيل الوصول للحل. وليس من الضرورة أن يطرح الكاتب الحل لأي عقدة. بل يمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة تستدعي القارئ أن يضع الحل بنفسه وبخياله.
وفي الختام
القصة القصيرة في جوهرها هي وجهة نظر ذاتية للكاتب لموقف ما من الحياة. لكنَّ الشيء الهام هو أنَّ القاص المبدع والجاد والملتزم هو وحده القادر على صياغة القصة بشكل تدفع القارئ لاكتشاف المناطق الهامة التي قد تكون مهملة في ذاتنا وفي حياتنا الآنية بشكل عام. فتصبح كجرعة دواء أدبية وتربوية نتناول مضمونها ونتابع أحداثها دفعة واحدة على عجل ونترك لاحقاً لتفعل مفاعيلها في أنفسنا.
جوزيف شماس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق