الثلاثاء، 30 يوليو 2019

أراك فجرا .... بقلم الأديب الراقي جوزيف شماس

أراك فجراً

لم تقف عند هذا الحلم الخاطر الذي كان يلامس أنفاسها من حين إلى حين مروراً سريعاً كي ينفذ منها كما ينفذ السهم من الهدف. لأن الاستجابة له لم تكن ميسورة بتلك السهولة في اتخاذ القرار والمضي قدماً أو الاستكانة للأمر الواقعِ.
فقالت له:
أنا وحيدة تائه في دروب أحلامي
وأوصال الحب ذائبة بيننا كالشهب
وصوتك الرنان يملئ كل مسامعي
وأنت بعيد كبعد الثرى عن السماء
فغلبتني دموعي حين الشوق أتاني
وفاض الحنين في مهجتي وكواني
وسَطَعَ ضياء غرامك فيَّ وهجاني
ولهيب عشقك قد خلع قلبي وجافاني
يا حبيبتي أرحم لي عذاباتي وكفاني
فأجابها:
كفاكِ يا حبيبتي حيرتني بهواك
فاكتويتِ بالحب وكويتني معاك
أرحمي عذاب روحي من جفاك
فلا يطيب ليَّ النوم دون رضاك
فردت عليه:

دعني أراك الفجر قبل صلاة الوداع
والشفق الوردي بخديك والخلق بديع
وأسفار روحي ببهاء وجنتيك تضيع
لينام الحلم تحت جفنيك  كطير وديع
وأنام تحت جناحيك كالطفل الرضيع

وهكذا مع ظهور أولى بواكير الفجر الشفيع كانا قد اتخذا قرارهما في بدء السير معاً الخطوة الأولى على جسر الحياة دون تردد أو التفاتة للزمن الماضي المعلق بظلال الزمن الحاضر خائفاً أن يمحى من ذاكرة حامليه.

جوزيف شماس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...