السبت، 2 مارس 2019

أبو مروان العنزي من كتابي ..خواطري معد للطباعة العتاب ..حلاوته.. ومره

أبو مروان العنزي
من كتابي ..خواطري
معد للطباعة
العتاب ..حلاوته.. ومره

يقول الشاعر ابن برد :
       إذا كنت في كل الأمور معاتبا          صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
العتاب بين الأحباب أحيانا يجلو الصدر مما اعتراه من أذى مادي ومعنوي ، يقرب النفوس ، ويزكي الأنفس ،يقتل الأضغان ،وينمي الأزهار ، والعتاب يكون بينك وبين من تعاتبه ،لاتعاتب أمام الٱخرين ،ويكون بالكلمة الطيبة الرقيقة ،بعيدا عن التعصب والغضب ،، عتاب الزوج لزوجته محبة وود وتٱلف ، وعتاب الزوجة قرب وإخلاص ، ولكن كثرة العتاب ،تجعل العتاب لافائدة منه ،بل ربما يقلل من أهميتك ويرفع من قدر خصمك ، العتاب مرة واحدة ،اذا فهم غريمك ،وإذا كرر فهو متعمد ،اتركه وقلل من شأنه ،فهو محتاج لهذه الطريقة. العتاب يكون بين الأحباب ،تعاتب من تحب ،ويعاتبك من يعزك ،وإذا خلت القلوب من المحبة صار العتاب بغضا ولا يجلب ودا ،
أعاتب ذا المودة من صديق                 إذا مارابني منه اجتناب
إذا ذهب العتاب فليس ودا                   ويبقى الود مابقي العتاب
ماأروع عتاب الشاعر ةالفارس أبو فراس الحمداني الذي يعاتب ابن عمه سيف الدولة الحمداني فيقول :
فليتك تحلــــو والحياة مريرة               وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر              وبيني وبـين العالـمين خـراب
إذا صح منك الودفالكل هين              وكل الــذي فوق التراب تراب
العتاب يزيد من ألفة القلوب وتوادها وتراحمها ،إذا كان العتاب من الأهل والرحم والدم ،،فاحرص على عتاب من تحب وتود ،واترك عتاب من لا يحبك ولا يودك ، ودع عتاب الخائنين والمبغضين عتابك لهم يفرحهم ويشمتون بك ،اترك بغضهم يأكل قلوبهم ولا تشعرهم أنك متأثر منهم .
ويعاتب الشاعر ابن الرومي صديقه عتابا مرا ، فالعتاب ضرورة لأن الصديق غموض ويزبل الهم من الصدور . يقول ابن الرومي :
يا اخي أين عهد ذاك الإخاء  
    أين ماكان بيننا من صفاء
أين مصداق شاهد كان يحكي
      أنك المخلص الصحيح الإخاء
أنت عيني وليس من حق عيني     غض أجفانها على الأقذاء
أي عتاب جميل ، عتاب من صديق لصديق يبين هفوات صديقه، ويعاتبه بمرارة ومودة وحب، عتاب يسمو  لايجرح ولا يقهر , لا يذل ولا يكسر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...