الجمعة، 21 ديسمبر 2018

( على الشاطئ )
قصة قصيرة بقلم/
( شرين سعد أحمد)
شاعرة جنوب الوادي
*****************
  ابتلت قدميها بموج البحر المتلاحق وداعب نسيمه العليل جدائل شعرها المسدل على كتفيها يتناثر هنا وهناك
وانحنت تغترف من مياهه الباردة غرفة بيدها لتبلل بها وجهها الباسم
ثم أغمضت عينيها وانصتت لهمسات البحر الناعمة فسمعتها تردد اسمه في عذوبة
ففتحت عينيها لتبحث عنه فلقد تأخر عن موعده المعتاد
وأخذت تلتفت هنا وهناك ولكن لا أثر له فخرجت من البحر وجلست على رماله الناعمة
وأخذت تحفر فوقها حروف اسمه وقد أحاطها قلب رسمته بعناية فائقة ثم خطت سهماً اخترق القلب ونفذ من الجهة الأخرى وكتبت اسمها على بداية السهم و....
( رحماكِ فلقد نحرت قلبي ههههه......)
 اخترقت عبارته مسامعها بعزف طروب فاستدارت لتجده قد وقف عاقداً ذراعيه أمام صدره مبتسما لها في حنان
فتهللت أساريرها فور رؤيته وابتسمت فجلس بجوارها و وداعب،شعرها برفق قائلا ( أعتذر عن تأخري اليوم )
 فردت متصنعة الغضب ( أنت معاقب لن أحادثك مجدداً )
 فجاراها فيما تدعي وقال متصنعا الغضب بدوره ( لن تحادثيني مجدداً كيف أمكنك قول ذلك هل جننتي؟ )
 فمطت شفتيها في ملل مصطنع قائلة ( نعم جننت هل ستستمر في حب من فقدت عقلها أم لا )
  وهنا أمسك يدها وقال في جدية تامة ( حتى أخر العمر سأظل أحبكِ )
غرقت في عينيه وراحت تتامله في هيام وبحثت عن كلمات لتبادله عبارات الحب فلم تجد فاكتفت بطرح سؤال واحد
( كم تحبني ؟ )
، فابتسم وأجاب في غير تردد : ( لا استطيع أن أجيب فأنا لا أملك إجابة )
فرفعت حاجبيها في دهشة وسألته ( كيف؟!! )
 فأشار للبحر وقال:- ( هل لك أن تحصي قطرات مياه البحر وأمواجه ؟ )
 أجابت ( مستحيل )
 فقال ( إذن مستحيل أن تعلمي كم أحبك )
 فنظرت للبحر مرة أخرى وأخذت تتأمل أمواجه لعلها تستطيع أن تعرف عدد قطراته وحينما فشلت عادت بعينيها إلى عينيه التي لازالت متعلقة بوجهها وقالت ( فهمت )
 وظل الصمت يكتنف لقاءهما لدقائق طالت قاطعها حينما قال ( حان موعد العودة ) وجذبها من يدها لتنهض فشعر بيدها ترتجف بين يديه فجلس بجوارها مرة أخرى وسألها ( ماذا بك )
 فتلعثمت كلماتها وحاولت أن تنطق بحرف واحد ولكنها فشلت فعاد يسألها ثانية فتمالكت نفسها وقالت في خفوت ( فلنبقى قليلا لا أريد الذهاب )
 فرد موافقاً ( كما تشائين )
  ولبثا في سعادة غامرة بتلك اللحظات التي قدر لهما أن يعيشاها سويا 
أما هى فقد أسندت رأسها على كتفه وتعلقت بذراعه أغمضت عينيها وشعرت به يربت على يدها برفق ففتحت عينيها ......
وأحست بغصة في حلقها عندما التفتت حولها فلم تجده ولم تجد البحر بأمواجه ورماله فلم تجد إلا نفسها جالسه في حجرتها وقد أسندت رأسها إلى يدها وراحت تردد ( قلت لك فلنبقى قليلا لا أريد الذهاب )
  ثم أمسكت بصورته التي وضعتها أمامها وقالت ( كم افتقدك فهل هكذا حالك أيضا )
  وظلت جامدة في مكانها تتطلع لصورته بدون ملل أو كلل
لساعات طويلة
   

             ( تمت بحمد الله )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صراع بين الناس..بقلم الشاعر/كمال الدين حسين

 صداعُ الفكرِ في أُذني ورأسي أتاني منْ صراعٍ بين ناسٍ فلا عادَ الأنامُ على وصالٍ مع الأصحابِ في زمنِ المآسي فصارَ الكلُّ مشغولاً بنفعٍ لهمْ ...